قال وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني، اليوم الثلاثاء، إن "الظروف في ليبيا حاسمة بالنسبة لأمن مصر، فضلا عن أمن البلدان الأخرى في المنطقة؛ لذلك أنا أتفهم الاهتمام المستمر من الحكومة المصرية بالوضع الليبي". وأضاف جنيتيلوني في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي الإيطالي: "لقد أكدت مصر دائماً على دعم عملية الاستقرار المطلوبة من قبل الأممالمتحدة، وأنها تدعم حكومة الوفاق الوطني بقيادة السراج، الآن آمل أن تنشط مصر من خلال نفوذها من أجل تعزيز الحوار بين شرق البلاد وطرابلس مع حكومة السراج"، مستطرداً: "لا أعتقد أن تقسيم ليبيا من شأنه أن يساعد على تعزيز أمن مصر". وفي سياق آخر، قال وزير الخارجية الإيطالي، إن بلاده ليس لديها حتى الآن معلومات بشأن هوية الجهة التي اختطفت اثنين من مواطني بلاده في ليبيا، أمس الإثنين. وأضاف أن "دولته تتابع الحدث منذ صباح اليوم دقيقة بدقيقة، ووحدة الأزمات في وزارته على اتصال مع عائلتي المواطنين المخطوفين الاثنين"، مستطردا: "ليست لدينا قرائن بشأن هوية الجهة الخاطفة، ومن المبكر جداً أن نعطي صفة محددة للخاطفين". ومساء أمس الإثنين، أكدت الخارجية الإيطالية نبأ اختطاف اثنين من مواطنيها في جنوب ليبيا في وقت سابق من اليوم ذاته، حيث ذكرت في بيان لها أن "برونو كاكاتشه (56 عاماً) من بلدة بورغو سان دالاماتسو بمحافظة كونيو (شمال غرب)، ودانيلو كالونيغو (66 عاماً) من محافظة بيلونو (شمال) قد اختطفا في ليبيا". ويعمل المخطوفان في شركة كونيكوس الإيطالية، ومقرها القانوني مدينة موندوفي الإيطالية (شمال) ولها فرع في ليبيا حيث تجري صيانة لمهبط مطار مدينة "غات"، جنوبي البلاد. وفي تصريحاته الصحفية ذاتها اليوم، اعتبر جنيتيلوني أن "الوضع في ليبيا تعتريه حالة عدم استقرار كبيرة خصوصا بعد سيطرة الجنرال خليفة حفتر على محطات النفط". وأضاف: "في الأسابيع الأخيرة سجلنا حقيقة إيجابية وهي أن الحكومة في طرابلس (حكومة الوفاق الوطني) استطاعت أن تقضي بشكل كامل تقريباً على تنظيم داعش في سرت (شمال وسط)". ووجه جنيتيلوني رسالة إلى "خليفة حفتر"، الذي يقود الجيش المنبثق عن مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق (شرقي ليبيا)، قال فيها: "يجب أن أقول له إن الحكومة الإيطالية والمجتمع الدولي يدعمان حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج حتى النهاية، ونحن ندعم ضرورة المضي قدما في السعي للتوصل إلى اتفاق مع قوات برقة (قوات حرس المنشآت النفطية)، وأيضا مع الجنرال حفتر". و"قوات حرس المنشآت النفطية" هي تحالف من قبائل محلية في شرق ليبيا، يدعو إلى الفيدرالية، ويطالب بحكم ذاتي للمنطقة، ومؤخرا أعلنت ولاءها لحكومة الوفاق الوطني. وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت القوات المنبثقة عن مجلس النواب بسط سيطرتها بالكامل علي منطقة الهلال النفطي التي تحوي أهم مواني النفط شرق ليبيا بعد معارك خاضتها ضد جهاز حرس المنشآت النفطية. وعقب سقوط نظام معمر القذافي في 2011، إثر ثورة شعبية، دخلت ليبيا في مرحلة من الانقسام السياسي تمخض عنها وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين متنافسين في طرابلس غربًا، ومدينتي طبرق والبيضاء شرقاً. ورغم مساعٍ أممية لإنهاء هذا الانقسام، عبر حوار ليبي، جرى في مدينة الصخيرات المغربية تمخض عنه توقيع اتفاق في 17 ديسمبر 2015، انبثقت عنه حكومة وحدة وطنية (حكومة الوفاق الوطني) باشرت مهامها من العاصمة طرابلس أواخر مارس الماضي، إلا أنها لا تزال تواجه رفضاً من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان شرقي البلاد.