قال الأستاذ أحمد عبد العزيز القطان، السفير السعودى بالقاهرة، أمس الأول فى تصريحات صحفية، إنه لا يوجد معتقلون سياسيون مصريون فى المملكة السعودية، كما أكد أن المسجونين الموجودين هم من صدرت فى حقهم أحكام إدانة على خلفية قضايا أمنية وجنائية متفاوتة، على حد تعبيره، ثم أضاف أن الحوار متواصل بين الحكومتين المصرية والسعودية من أجل الإفراج عن المسجونين المصريين فى المملكة. يؤسفنى القول بأن السفير السعودى لم يقل الحقيقة كاملة فى هذا الموضوع المترع بالآلام والأحزان لمئات الأسر المصرية، التى تعانى منذ سنوات من أجل إطلاق سراح أبنائها المسجونين، وبعض تلك الأسر يمثل السجين عائلها الوحيد تقريبا، مما عرض الأسر لهوان الحاجة وعرض الأبناء لخطر الضياع، فهناك مواطنون مصريون معتقلون فى سجون بالمملكة منذ عدة سنوات بدون أى تهمة أو جريمة، وبدون صدور أى أحكام قضائية، وأيضًا بدون أى أفق للحل، لأنهم لا يعرفون بالضبط ما المشكلة. البعض أطلق سراحه مؤخرًا بعد سنوات من السجن بدون أى تهمة، مثل الدكتور عبد العزيز مصطفى كامل، وقد عاد إلى مصر بالفعل بعد سنتين من الاعتقال بدون محاكمة، وهناك أسماء أخرى عديدة وصلتنا فى "المصريون" شكاوى بخصوصهم وسبق أن كتبنا عن بعضهم التماسات بدون أى صدى أو استجابة، وأذكر منهم المواطن: ناصر السيد قسطاوى، وهو ناشر مصرى معروف، وهو معتقل الآن بالمملكة لمدة تصل إلى خمس سنوات بدون أى تهمة محددة، وبدون أى محاكمة، وكل ما تعرفه أسرته أنه نشر كتابًا فقهيًا عاديًا قبل صدور الترخيص من الجهة الإدارية فتم القبض عليه، ولا أدرى أين يضع السفير السعودى هذا المواطن المصرى فى التصنيفات "العلمية" التى حددها فى تصريحاته الصحفية؟! لقد قال السيد السفير فى تصريحاته ما نصه: (تم إرسال ملف متكامل يتضمن أسماء السجناء، والتهم الموجهة إليهم والأحكام الصادرة بحقهم لوزارة الخارجية المصرية فى شهر ديسمبر 2011. ولفت إلى أن عدد المحتجزين المصريين يبلغ 38 شخصًا، يجرى التحقيق معهم حاليا، لتقديمهم للمحاكمة فى أقرب فرصة)، فهل نطمع منه أن يوضح للرأى العام المصرى ما الأحكام الصادرة فى حق ناصر السيد وعشرات معه من الشباب المصرى، وإذا لم يجد ما يجيب به هنا فهل نطمع أن يحدد لنا معنى مضبوطا لعبارة " أقرب فرصة" لإنجاز التحقيقات مع الأبرياء، خاصة أن "أقرب فرصة" وصلت مع بعضهم إلى ست سنوات من السجن بدون أى جريمة أو حكم أو محاكمة. لقد قال السفير السعودى إنه يجرى الآن البحث فى حل مشكلة "المحتجزين" المصريين فى المملكة بما يتفق والعلاقات الأخوية بين البلدين، وأتمنى أن يكون هذا الكلام جادا وفعالا، وألا يكون من باب الدبلوماسية المسكنة للغضب، أو من باب "فض مجالس"، كما يقول العامة فى بلادنا. [email protected]