قال مركز "ستراتفور" للدراسات الإستراتيجية والأمنية الأمريكي، أن ايران تتهم السعودية بتسيس الحج، مشيرًا الي أنه عندما تمارس المملكة السنية سلطتها على أراضيها، وتتحكم في توافد الحجاج على الأماكن المقدسة، فإنها تواجه هذه الاتهامات من قبل منافسها اللدود في المنطقة وزعيم الشيعة إيران. و أكد المركز أن التوتر تصاعد بين البلدين منذ حادثة التدافع بين الحجاج العام الماضي، والذي يخشى من تكرره هذا العام ولقي قرابة 2,300 حاج قتلهم في سبتمبر الماضي، وحققت السعودية في الحادث لكن النتائج لم توضح بعد. وأضاف أنه تضاف تلك التوترات إلى عدد كبير من الاحتكاكات التي تغذي العلاقة المتدهورة بين البلدين.واتهم المرشد الأعلى لإيران، «آية الله علي خامنئي»، نهاية الأسبوع قبل الماضي، السعودية بسوء إدارة الحج وارتكاب جريمة قتل خلال موسم العام الماضي. وفي الأسبوع الماضي، رد مفتي المملكة العربية السعودية باتهام الإيرانيين بأنهم غير المسلمين «أبناء المجوس»، في إشارة للتقاليد الزرادشتية الشائعة في إيران. ووصل موسم الحج السنوي إلى ذروته في السعودية هذا الأسبوع بين 9 و14 سبتمبر. ويحج هذا العام قرابة 1.5 مليون حاج من 180 دولة. ويأتي الحجاج إلى مكة لزيارة الكعبة ولتأدية مناسك الشعيرة التي تعتبر للغالبية رحلة واحدة في العمر ولأن الحج هو فرض على من قدر عليه، فإنه يكون بالنسبة لبعض الحجاج شيئًا ادّخروا له وانتظروه لسنوات. ورغم كونه تصويرا نهائيا يعبر عن وحدة الأمة الإسلامية، فربما يكون الحج في بعض الأحيان سببا للفرقة. وأشار المركز الي أن إدارة الحج واحدة من أعمدة شرعية آل سعود ومن الغريب اتهام السعودية بتسييس الحج الآن، بينما كان الحج منذ فترة طويلة جزءا لا يتجزأ من سياسة المملكة مع جيرانها. وأوضح المركز الأستخباراتبى أن السعودية استفادت في نفوذها الإقليمي والعالمي بين الدول المسلمة بإدارتها للحج، وعندما دافعت مصر وباكستان ودول مجلس التعاون الخليجي عن السعودية الأسبوع الماضي ضد تصريحات المرشد الأعلى لإيران، فإنّ ذلك قد أظهر الجانب الذي اتخذوه دائمًا في الانقسام الدائر في الخليج. وقد شاركت تركيا هي الأخرى في محاولة حل هذا الخلاف هذا العام لكنها لم تنجح. فلم يكن لدى طهران ولا الرياض الرغبة في التراجع، بالنظر إلى حدة نزاعهما المتصاعد. وأكد المركز أنه بالنسبة للممارسات الإدارية، تتشاور السعودية مع عدد من المؤسسات والدول الخارجية حول إجراءات السلامة المتعلقة بالحج (مثل مركز التحكم الجديد، وأساور السلامة)، لكنها لا تسمح أبدًا للدول الأخرى بتقديم المشورة في الإدارة الأساسية للحج، أو أن تجعل مساحة الحج دولية، مثلما تم الاقتراح سابقًا. وحتى دول مجلس التعاون الخليجي لا تجرؤ على التعدي على دور المملكة المعقد في إدارة الحج.