أثارت تصريحات للشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية وضع خلالها شروطًا أمام عودة العلاقات المصرية الإيرانية حالة من الجدل، ورأى إسلاميون وسياسيون أن الشروط التى طرحها تكاد تكون مستحيلة، واعتبروا أن المصلحة هى التى تحكم عودة العلاقات وليس إملاء الشروط. و قال الدكتور ناجح إبراهيم القيادى بالجماعة الإسلامية : إن العلاقه مع الدول الأخرى لا يجب أن تكون مرتبطة بضابط الولاء والبراء الدينى، ولكن لابد أن يكون الضابط هو المصلحة، مشيراً إلى أنه إذا كان هناك تخوف من وصول الغزو الفكرى الإيرانى إلى مصر فعلينا أن نعزز الفكر بالدعوة ونشر صحيح الدين. وأضاف أنّ مصر لديها علاقات مع أمريكا وبريطانيا على الرغم من أنهما محتلتان لدولتين عربيتين، كما أنهما مصنفتان من الدول التى تهاجم القضايا الإسلامية. ورأى أنه من المهم أن تكون مصر دولة قوية بأجهزتها الأمنية والرقابية وحينئذ يحترمها الآخرون، دون أن تفرض شروطها على أحد. وأيده الرأي المهندس سعد الحسينى القيادى بحزب الحرية والعدالة مؤكداً ضرورة التفاهم والحوار بين مصر وإيران فى ظل رفض التشيع والتدخل فى شئون الدول الأخرى من جانب الطرفين. وأوضح أن إيران لها مواقف جيدة جدا مع مصر منها مساندتها للقضية الفلسطينية وموقفها من المشروع الأمريكى الصهيونى ودعمها لحزب الله فى حربه ضد إسرائيل إلا أنها فى نفس الوقت كان عليها ملاحظات فى حرب أمريكا على العراق ونشر التشيع فى بعض الدول العربية. من جهته، قال نبيل عتريس - عضو المكتب السياسى لحزب التجمع : إنّ العلاقات المصرية - الإيرانية يحكمها صراع المنطقة معتبراً أنّ إيران مثلا لا تهدف لتحويل مصر إلى دولة شيعية، وبالتالى فمن مصلحتنا الإقليمية أن نقوى علاقتنا بدون أى شروط تفرض عليها. وأشار عتريس إلى أنّنا نحترم إقامة مصالح مع إيران وجزء من هذه المصلحة عدم التدخل فى شئون مصر الداخلية حيث إن العلاقة بين مصر وإيران تحكمها المصالح المتبادلة فيما بينهما. فى السياق، اعتبر الدكتور. مدحت حماد - الخبير فى الشئون الإيرانية، أن اشتراط الشيخ ياسر برهامى، كممثل للدعوة السلفية، لعودة علاقات مصر بإيران منع محاولاتها للهيمنة والغزو الفكرى الإيرانى ومنع التدخل فى شئون العراق ودول الخليج هو بند جديد وعقبه أمام عودة العلاقات بين البلدين. وأشار حماد إلى أن الشروط التى طرحتها الدعوة السلفية لعودة العلاقات بين مصر وإيران تكاد تكون مستحيلة، لأن اشتراط تغيير الفكر على دولة لإعادة العلاقات أمر مستحيل، مشيراً إلى أنّ الشروط فى ظل النظام السابق لعودة العلاقة بين مصر وإيران كانت أمنية بالدرجة الأولى.