وافق البرلمان أمس على اتفاقية بين الحكومة والصندوق السعودي للتنمية بقرض قيمته 120 مليون دولار لتطوير مستشفى قصر العينى، وسط اعتراض من بعض النواب الذين طالبوا بعدم تخصيص القرض بالكامل لمستشفى قصر العينى مشددين علي ضرورة توجيهه لتطوير منظومة المستشفيات بالكامل نظرًا لارتفاع قيمته. وكان سفير المملكة العربية السعودية في مصر، أحمد بن عبدالعزيز قطان صرح بأن مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية قد وافق على تخصيص مبلغ مقداره 450 مليون ريال سعودي وهو ما يعادل نحو 930 مليون جنيه مصرى لتطوير قصر العيني، مشيرًا إلى أن مدة القرض تبلغ 20 عامًا، منها خمس سنوات فترة سماح مؤكدًا أن هذا الدعم يساهم في دعم التنمية في مصر. من جانبه قال الخبير الاقتصادي ماجد علي إنه رغم أن قطاع الصحة من القطاعات الأولي بالرعاية بعد تدهور أحوال الصحة ومجيء مصر في صدارة الدول الأسوأ في مجال الصحة علي مستوي العالم إلا أن مصر ليست في حاجة إلى ذلك القرض في التوقيت الحالي. وأضاف "على" فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن القرض هيزود فاتورة الدين العام خاصة مع وجود فجوة تمويلية في الاستثمار المباشر والعملة الصعبة متسائلاً: "لماذا مستشفي القصر العين تحديدًا؟، مؤكدًا أن هناك ميزانية لتطوير المستشفات من موارد الدولة ويصل إجمالي مخصصات قطاع الصحة من ميزانية الدولة 83 مليار جنيه. وأوضح أن هناك خللاً في السياسات الاقتصادية للدولة بسبب فشل الحكومة في إدارة الموارد الاقتصادية. كانت الجلسة العامة لمجلس النواب شهدت مشادات كلامية بين النواب المنتمين لتكتل «25- 30» وائتلاف «دعم مصر»، خلال مناقشة اتفاقية القرض بدأت المشادات بعد تقديم النائب هيثم الحريرى الشكر للسعودية على القرض مشددًا فى الوقت نفسه على أن جزيرتي "تيران وصنافير" مصريتان، وهو ما تسبب في انفعال عدد من النواب عليه. ووجه نائب كلامه ل"الحريرى" قائلاً: "دى ناس مديانا قرض نرميه فى وشهم عشان واحد زى ده.. مينفعش المجلس يتهزأ كده"، وهو ما تسبب في انفعال النائب خالد يوسف فرد قائلاً: "اتكلم على قدك، يعنى إيه واحد زى ده"، فرد عليه ضياء داود قائلاً: "إحنا أول مرة نسمع صوتك، وأول مرة نشوفك". وبدوره قال النائب جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم إن القرض هدفه تطوير قصر العيني ورفع كفاءة البنية التحتية للمستشفى وتحسين مستوى الخدمة لخدمة المجتمع موضحًا أن هذا القرض سيشمل تطوير المستشفى وتجديدها ومبنى الرعاية المركزة والأشعة والغرف وتحديث المعدات والأجهزة الطبية وتوليد الطاقة من خلال استخدام الطاقة الشمسية من سطح القصر العيني وتوفير 30% من الكهرباء وتدريب كوادر فنية وزيادة الطاقة الاستيعابية التي ستتضاعف 300% ويخدم 3 اضعاف الرقم الذى يخدمه حاليًا وهو استثمار جيد كأني أنشأت 3 مستشفيات قصر عيني. وأضاف "شيحة" أن قصر العينى مستشفى واحدة من أكبر مستشفيات العالم ونحتاج إلى 10 مليارات دولار لبناء مثيلتها موضحًا أن قصر العيني ثالث أكبر مستشفى في العالم وتقدم الخدمة لأكثر من 12 مليون مواطن في القاهرة الكبرى مؤكدًا أن أي استثمار في قصر العينى هو استثمار للصحة كلها وتطويرها وتحويلها لمستشفى جديدة توفر عشرات المليارات من الجنيهات والقصر العيني أم المستشفيات. فيما اعترض النائب أحمد سعيد على توجيه القرض لإصلاحات قصر العينى فى الوقت الذى نحتاج إلى تدريب أطباء وتطويرهم قائلاً: "نحن فى حاجة إلى ما هو أكبر من تطوير قصر العينى". وطالب "سعيد" بمعرفة تفاصيل القرض، متسائلاً: "120 مليون دولار هيتعمل بيهم إيه فى قصر العينى وهناك مستشفيات أخرى يجب الاهتمام بها ونحتاج أكثر من قصر عينى فى مصر؟".