«محطة الموت.. مقبرة القطارات.. هلاك المسافرين إلى الصعيد» عرفت بتلك التوصيفات مؤخرًا نظرًا للحوادث الكثيرة التى تقع فيها.. إنها قرية «العياط» التى تقع فى أقصى جنوبالجيزة بحدود أربعة مناطق فتطل على نهر النيل من الشرق، ومحافظة الفيوم من الغرب، والشمال بمركز البدرشين، والجنوب بمحافظة بنى سويف، تضم 39 قرية. فتحت الحادثة التى وقعت صباح اليوم بانقلاب 3 عربات من قطار العياط الذى بدأ التحرك من محطة رمسيس المتجه إلى محافظة أسوان نتج عنه وفاة اثنين وإصابة 14 وما زالت قوات الأمن والمسعفون يرفعون ضحاياها حتى هذه اللحظة، ولم يتم رصد أعداد الضحايا بدقة قوية حتى الآن، ملف المحطة التى حصدت أعلى نسب حوادث وأكثر المحطات حدة فى حوادث التصادم. كانت آخر الحوادث التى وقعت فى يناير من هذا العام 2016 بقرية العياط اصطدام القطار رقم 978 (القاهرة - أسيوط)، بسيارة ربع نقل بمزلقان البليدة بمركز العياط جنوب محافظة الجيزة؛ بسبب الشبورة المائية، ما أسفر عن مصرع 6 أشخاص وإصابة 3 آخرين، بحسب وزارة الصحة. وفى 24 أكتوبر من عام 2009 وقع حادث أليم أودى بحياة 30 شخصًا نتيجة توقف سائق القطار المتجه من الجيزة للفيوم بعد اصطدامه "بجاموسة" تعبر المزلقان، دون أى إشارات تحذيرية، وكان توقفه لتهدئة الأهالى دون إعطاء أى إشارة للتوقف أدى إلى الاصطدام بقطار القاهرة المتجه لأسيوط، وكان سببًا فى انقلاب عربات القطار ووقوع حادث بشع أودى بحياة 30 مواطنا، وإصابة العشرات. لم يختلف الأمر كثيرًا فى الحادثة التى وقعت فى قرية العياط بعد اصطدام القطار المتجه إلى الصعيد وأدى إلى وفاة ما يقرب من 361 شخصًا وكان هو الرقم الأكبر فى حوادث القطارات حتى الآن واستقال على إثره وزير النقل آنذاك محمد إبراهيم الدميرى الأكثر بشاعة على الإطلاق، وأحد الحوادث التى تم تصنيفها بأبشع حوادث القطارات على مستوى العالم، شرخ عميق شعر به شعب مصر بالكامل، وصور لن تنساها مصر لركاب لقوا حتفهم حرقاً قبل الوصول لمنازلهم فى الصعيد، الحادث المشهور إعلامياً "بحادث قطار الصعيد"، أو حادث العياط عام 2002، الذى يدرجه بعض الساسة والمفكرون أحياناً ضمن الحوادث التى أشعلت الشرارة الحقيقة للثورة على الفساد والإهمال، والتى بدأت مبكراً بحوادث مشابهة ثم حادث "عبارة الموت"، وغيرها من تراكمات الإهمال الجسيم.