خطوة تكتيكية مفاجئة نفذتها أنقرة على هامش قمة العشرين أدهشت الرؤساء الحاضرين ووفود الدول المشاركة في القمة المنعقدة بمدينة هانجتشو الصينية. الخطوة التركية اتسمت وفق مراقبين بذكاء ودهاء سياسي في محفل دولي يضم حلفاء وأعداء مناوئين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. أردوغان وفي لفتة تذكارية قدم هدية لرؤساء الدول، تشمل كتابًا مكونًا من 360 صفحة باللغتين الإنجليزية والتركية يحمل بين دفتيه تفاصيل المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو الماضي، ويروي تفاصيل ليلة الانقلاب والمعلومات حول الانقلاب الفاشل. وتتضمن الهدية التركية صورًا ومعلومات تفصيلية نقلها أردوغان بنفسه إلي قادة قمة العشرين في إشارة منه لبعض الدول المتهمة بالوقوف خلف الانقلاب التركي، والداعمين للمتورطين في محاولة الانقلاب، في إشارة إلى واشنطن التي تأوي فتح الله جولن المتهم الأول في تدبير الانقلاب. كما تضمنت "المفاجأة الأردوغانية" مقاطع فيديو مصورة عن الجرائم التي ارتكبها الانقلابيين، ومنها قصف الطائرات للبرلمان التركي، ودهس دبابة لعدد من السيارات، وإطلاق النار عشوائيًا، وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو حجم الدمار الذي خلفه الانقلاب في السويعات القليلة، وما قام به الانقلابيون قبل أن يتم السيطرة علي الانقلاب، ونزول المواطنين الأتراك إلي الشوارع، ودفاعهم عن بلدهم، واعتقال الآلاف من الضالعين في المحاولة الانقلابية الفاشلة. كان تقارير إعلامية تركية، أفادت أن الجنرال "جون كيربي" كان أحد الداعمين للانقلاب كان يلعب دور الوسيط بين الانقلابيين والإدارة الأمريكية وكان يقوم بمهمة نقل الأموال للانقلابيين، وهو ما نفاه الجنرال الأمريكي في وقت لاحق, وأتت تصريحات المسئولين الأمريكيين مريبة ومثيرة للجدل، وتحتمل تفسيرًا واحدًا فقط هو "دعم الانقلاب"، دلل على ذلك تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الساعات الأولى لبدء الانقلاب قائلا "أننا نتمنى لتركيا السلامة والاستقرار".