أثارت استقالة وزير الإقتصاد الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، ردود أفعال متباينة في أوساط الطبقة السياسية الفرنسية، حيال الحكومة الإشتراكية والرئيس فرانسوا أولاند. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون الذي عيّن في منصبه وزيراً للإقتصاد الفرنسي في 26 أغسطس 2014، قدّم استقالته من الحكومة لأولاند، ل"يتفرّغ بشكل كامل لحزبه السياسي". وقال رئيس الكتلة الإشتراكية في الجمعية الوطنية، برونو لو رو، في تدوينة له عبر حسابه على موقع "تويتر"، في ردّ فعل استبق حتى الإعلان الرسمي عن استقالة ماكرون: "استقالة أم لا (لا يهم)، غير أن السؤال الأهم يظل متعلّقا بولاء الرئيس أولاند". من جانبه، انتقد كريستيان بول، والذي يعتبر زعيم المتمرّدين في الحزب الإشتراكي الحاكم، السياسة الإقتصادية لأولاند، معقّبا على خبر الإستقالة عبر قناة "بي أف أم" الإخبارية، بالقول إن "إيمانويل ماكرون سيواجه مشكلة الولاء مع الرئيس بما أنه كان المفضّل إلى الأخير، وماكرون لطالما استلهم (تدابيره) من السياسة الإقتصادية الليبرالية التي يقودها رئيس الجمهورية". وأضاف بول أن رحيل ماكرون "لا يعتبر استقالة فحسب، وإنما أيضا هجر". أما اليساري المتشدّد، جان لوك ميلينشون، فقد انتهز بدوره الفرصة لانتقاد خيارات أولاند، قائلا، في تدوينة عبر حسابه على "تويتر"، إن "ماكرون يغادر الحكومة ليكون مرشّحا. أولاند لا ينتج سوى وحوش سياسية". من جهتها توجّهت السيناتورة إستير بنباسا، عن الحزب الإيكولوجي، مباشرة للرئيس الفرنسي، منتقدة تعيين ماكرون في المنصب، قائلة، عبر حسابها على "تويتر": "عزيزي فرانسوا أولاند، من يزرع انعدام النظام (في اليسار بمختلف مشاربه)، يحصد الفوضى (في معسكره الخاص). ماكرون يستقيل. من يستغرب؟". ومن جانب الجمهوريين (يمين)، لم تتأخر ردود الأفعال مستنكرة وضعا راهنا وصفته ب "الإشتراكية على الطريقة الفرنسية". وذكرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية نقلا عن الرئيس السابق للبلاد، نيكولا ساركوزي، قوله ساخرا: "إن صحّ ما فهمته، فقد أمضينا 4 سنوات من السياسة الإقتصادية، غير أنه لم يعد لدينا وزير اقتصاد في 4 دقائق.. إنه أمر معقول تماما". وبالنسبة لعضو مجلس الشيوخ برونو ريتايو (يمين)، فإن رحيل ماكرون من شأنه أن يكون "إيذانا بغروب الإشتراكية على الطريقة الفرنسية"، مضيفا على قناة "بي أف أم" الإخبارية، أن "السيدة (كريستيان) توبيرا، والتي كانت تمثّل الجناح اليساري للحكومة، استقالت، وبعد بضعة أشهر من ذلك، يلتحق بها ممثل الجناح الليبرالي، السيد ماكرون.. (هذا يحدث) بسبب وجود فشل، وهذا الفشل شخصي لرئيس الجمهورية". في المقابل، رحّب كريستيان استروسي، رئيس إقليم بروفنس ألب كوت دازور، برحيل ماكرون، معتبرا أن هذا القرار سيمكّن الأخير من البقاء "في انسجام مع أفكاره"، موضحا على حسابه عبر "تويتر"، أنّ "القرار ولئن جاء متأخر، إلا أنه حري بالإشادة، طالما أنه يمكّن من بقاء (ماكرون) في انسجام مع أفكاره وقناعاته".