سلطت صحيفة ال" واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على تداعيات حظر باريس لارتداء البوركينى على الشواطئ والحرب التى وصفتها الصحيفة بأنها " عنيفة" على قطعة ملابس ، والانقسامات التى تعيشها البلاد بسبب تلك الإجراءات الجديدة مشيرة الى ان البوركينى انتصر فى النهاية وجاء نص التقرير كالآتى .. الخميس الماضي بدأت أعلى محكمة في فرنسا مداولاتها بشأن "البوركيني" - الملابس التي تغطي كامل الجسم خلال السباحة وصمم للسماح للنساء المسلمات بالتمتع بالشاطئ. المحكمة تنظر في ما إذا كانت السلطات المحلية في جنوبفرنسا تحترم القوانين القائمة على العلمانية عند تغريم أو استجواب المسلمات على الشواطئ على أساس ارتداء الملابس الصحيحة، وهل هذا يحترم الأخلاق، ومبادئ العلمانية؟. عادة، أغسطس في فرنسا وقت الهدوء، عندما يأخذ الفرنسيون إجازات طويلة، فهو شهر من الراحة والاسترخاء، ولكن هذا العام مع ارتفاع درجات الحرارة، وفي أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة في نيس وسانت إتيان، أغسطس كان أي شيء غير الهدوء، وذلك بعد تضييق عدد من المدن الخناق على البوركيني. الآن، على ما يبدو، حتى الشواطئ الفرنسية لديها أيديولوجية، وباسم "العلمانية" الشواطئ الخلابة أصبحت الآن مناطق معادية بطريقة أو بأخرى على حد سواء للمسلمين الملتزمين والجسد الأنثوي. فقد صدمت الصور التي ظهرت الأربعاء العالم، على شاطئ في نيس، ضباط شرطة يجبرون امرأة مسلمة على خلع البوركيني الذي كانت ترتديه على الشاطئ. بالنسبة للكثيرين حول العالم، هذا المشهد حدث في فرنسا عام 2016 حيث كان يعتقد أن هذه البلاد تطلق على نفسها اسم جمهورية، المواطنين فيها على قدم المساواة، وعلى الأقل كانت أول من نادى بتحرير المرأة، لكن فرنسا أيضا على ما يبدو أصبحت بلد اختار فيه عدد من المسئولين المنتخبين إعلان الحرب ليس على دولة أجنبية، ولا الحرب بشأن قضية داخلية، ولكن على قطعة ملابس. ومع تصاعد الغضب الدولي ضد هذه الحملة العنيفة ضد البوركيني، فإن عددا متزايدا في فرنسا، على الأقل بين النخبة المثقفة في البلاد، الآن يسأل ما الهدف من هذه الحرب؟. فعناوين الصحف الصادرة الخميس - من مختلف ألوان الطيف السياسي- يظهر إجماع غير عادي، وشعور جماعي على ما يمكن وصفه ب"الانقسام". وكما هو متوقع، رئيس تحرير صحيفة ليبراسيون اليسارية سرد الأحداث الأخيرة على هذا النحو:" في بلد حر، جاءت الشرطة بأعداد كبيرة، وطاردت امرأة من الشاطئ لم ترتكب أي جريمة غير المشي على الرمال"، وتابع:" بعد هذا، هل قوات الأمن سوف تعلن التعبئة، وتغلق الشواطئ أمام الأمهات الذين لم يطلبوا شيئا ولم يشكلوا أي تهديد"؟ ولكن الغريب في الأمر أن صحيفة "لفيجارو" المحافظة إلى حد كبير تبنت حظر البوركيني، الشيء نفسه فعلته "ليزيكو" الصحيفة المالية الرائدة. ومع استمرار الجدل الذي تفاقم في فرنسا والخارج، الحكومة الفرنسية بدأت تراجع عن معارضتها المبدئية للبوركيني، حيث وصفه رئيس الوزراء "مانويل فالس" بأنه وسيلة لاستعباد للإناث، وزير الداخلية الفرنسي قال :إن تنفيذ مبادئ العلمانية، واعتماد مثل هذه القرارات، لا ينبغي أن يؤدي إلى خلق العداء بين الشعب الفرنسي". فرنسا، حيث كان الحجاب لفترة طويلة قضية سياسية، ليس غريبا وجود هذه المناقشات، مكان الدين، وعلى وجه الخصوص الإسلام - في الحياة العامة لا تزال واحدة من أكثر القضايا المثيرة للانقسام في البلاد. هذه المرة، فإن حظر البوركيني يفتقر إلى الدعم المعتاد من دعاة العلمانية، حتى الناشطات الفرنسيات الذين دعموا الشرطة في حظر الحجاب دهشوا، وكتبت "كارولين دي هاس" سياسية فرنسية وناشطة في القضايا النسائية تغريده هذا الأسبوع تعليقا على حظر البوركيني:"أنا أشعر بالحرج"، ووضعت صور الشرطة وهي تجبر المرأة في نيس على خلع البوركيني. أيا كان حكم المحكمة، الحرب ضد البوركيني قد تكون بالفعل كبيرة، ولكنه قد يفوز في النهاية