بين عشية وضحاها انتشرت الأخبار في وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية والصحف تؤكد وقوع محاولة انقلابية قام بها عدد من ضباط القوات المسلحة التركية، وانتشرت تلك الأخبار كالنار في الهشيم، ولكن سرعان ما نزل الشعب التركي وأجهض تلك المحاولة البائسة الفاشلة في أعقاب دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لجموع المواطنين الأتراك للنزول إلي الشوارع والميادين؛ للوقوف ضد الانقلابيين، والمحافظة على التجربة الديمقراطية، وتلي ذلك عدة إجراءات حاسمة بهدف منع حدوث أية محاولات انقلابية مرة أخري في المستقبل، وصدر مرسوم وزاري من وزارة الدفاع التركية يقضي بفصل مئات الضباط الأتراك من عملهم، وتجريدهم من رتبهم العسكرية، وشمل القرار عشرات الجنرالات من قيادات الجيش. أول هذه الإجراءات أعلن عنها أردوغان في حوار له مع وكالة أنباء رويترز، أنه يعتزم تعيين قائد عام للجيش التركي وفق الدستور التركي، وأن قادة القوات المسلحة في المدن التركية سيكونون تحت إمرة المحافظين في تلك المدن للحد من هيمنة وسيطرة قادة الجيش في اتخاذ القرارات، وإسهام المدنيين في القرارات المعنية بالقوات المسلحة، وأن هذا الإجراء تأتي من أجل توفير الاستقرار للشعب . وعقب تلك المحاولة الانقلابية تم عزل الآلاف من ضباط الجيش التركي من مختلف الرتب، وذلك علي خلفية اتهامهم بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة، وتم تصعيد عدد كبير من الضباط صغار السن، وإعطاء الترقيات الاستثنائية لهؤلاء الضباط؛ من أجل ضخ دماء جديدة في المناصب القيادية، وعمل إحلال وتجديد خلفًا للانقلابيين. في نفس السياق قررت وزارة الدفاع التركية، إلحاق قيادتي الدرك (الأمن المركزي) وخفر السواحل إلي وزارة الداخلية بدلًا من تبعيتهما لوزارة الدفاع؛ من أجل تقليص نفوذ قادة القوات المسلحة التركية من العديد من الأجهزة التي تعمل تحت إمرتهم. وكشف وزير الدفاع التركي "فكري إيشيق"، عن أن هناك خططًا حاليًا يتم العمل عليها؛ من أجل نقل مقار وزارة الدفاع ورئاسة الأركان والقوات المسلحة إلي خارج العاصمة أنقرة وجمع تلك المقارات تحت مظلة واحدة. وأضاف إيشيق، في تصريحات صحفية، سأعلن عن فكرة نعمل عليها الآن علي الرغم من عدم نضوجها بعد, وأنه سيتم نقل مقر وزارة الدفاع إلي مقر قيادة القوات المدرعة في أحد ضواحي أنقرة, وفي حال لزم الأمر من الممكن في المستقبل نقل قيادة الأركان وقيادة القوات الأخرى إلي نفس المكان، وتشكيل مقر للقيادة هناك, مشيرًا إلى أن هدفنا هو جمع القوات المسلحة ووزارة الدفاع التي تخدم هذه القوات تحت سقف واحد سنبنيه علي شكل هلال ونجمة (رمز العلم التركي). يذكر أن تركيا شهدت محاولة انقلابية فاشلة في منتصف الشهر الماضي ولكن المحاولة باءت بالفشل بعد وقوف المواطنين الأتراك ضد الانقلابيين, وتتهم الحكومة التركية الداعية فتح الله جولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية وزعيم الكيان الموازي بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة.