حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    محمد الباز ل«كل الزوايا»: هناك خلل في متابعة بالتغيير الحكومي بالذهنية العامة وليس الإعلام فقط    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يواصل اجتماعته لليوم الثاني    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وفقاً للمعايير الدولية    التعليم العالى المصرى.. بين الإتاحة والازدواجية (2)    10 سنوات إنجازات.. 3 مدن جديدة و10 آلاف وحدة سكنية لأهالي قنا    خبير اقتصادي يتوقع خفض الفايدة 2% في اجتماع لجنة السياسة النقدية سبتمبر القادم    حماس تطالب أمريكا بالضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف القتال في غزة    مجلس الأمن يعتزم التصويت اليوم على وقف حصار الدعم السريع لمدينة ‬الفاشر السودانية    أرمينيا تعلن نيتها الانسحاب من معاهدة أمنية تقودها روسيا    اندلاع حريق كبير بمصفاة نفط في كردستان العراق    الفيفا يصدم اتحاد الكرة في أزمة إيقاف الشيبي    "تحذير وانتقاد".. بيراميدز يصدر بيانا بخصوص أزمة رمضان صبحي (صورة)    "دوري مصري ونهائي السلة".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    بث مباشر افتتاح يورو 2024 بين ألمانيا واسكتلندا    عاجل.. تصريح مفاجئ من ضياء السيد حول انتقال يزن النعيمات إلى الأهلي    مصرع 4 أشخاص وإصابة اثنين في حادث تصادم ميكروباص بسيارة ملاكي بصحراوي المنيا    مصرع وأصابة 6 أشخاص فى حادث تصادم بالمنيا    الحج السياحي 2024.. وزارة السياحة والآثار توجه تحذيرا للشركات    هشام عاشور:"نيللي كريم عمرها ما رشحتني لدور وزواجي منها كان معجزة".. فيديو    بعد ساعات من تحديد جلسة محاكمته، عمرو دياب يطرح أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    24 صورة من عقد قران الفنانة سلمى أبو ضيف وعريسها    أستاذ تراث ب«افتح باب قلبك»: العيد في مصر حاجة تانية وتراثنا ظاهر في عاداتنا وتقاليدنا    عيد الأضحى 2024.. ما المستحب للمضحي فعله عند التضحية    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    سعر السبيكة الذهب الآن وعيار 21 اليوم الخميس 13 يونيو 2024    عاجل.. صدمة مدوية ل "اتحاد الكرة" وراء رفع إيقاف الشيبي    «نط من فوق السور».. محمد عبد الوهاب يكشف كواليس مثيرة بشأن تعاقد الأهلي مع نجم الإسماعيلي    «الأهلي» يزف نبأ سارًا قبل مباراة الزمالك المقبلة في الدوري المصري    بعد ارتفاعه في 9 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13 يونيو 2024    إعلام فلسطيني: ارتفاع أعداد ضحايا العدوان على منزل في النصيرات إلى 3 شهداء    فلسطين تعرب عن تعازيها ومواساتها لدولة الكويت الشقيقة في ضحايا حريق المنقف    الداخلية تكشف حقيقة تعدي جزار على شخص في الهرم وإصابته    «الإدارية العليا» ترفض مجازاة مدير اختصامه جهة عمله.. وتؤكد: «اجتهد ولم يرتكب مخالفات»    المشدد 10 سنوات وغرامة 3 ملايين جنيه ل«مسؤول سابق بالجمارك»    انتشال جثمان طفل غرق في ترعة بالمنيا    صواريخ «حزب الله» تدك أهدافًا عسكرية ومدنية في إسرائيل (فيديو)    اعتقال شخصين في السويد على خلفية إطلاق نار قرب السفارة الإسرائيلية    أحمد لبيب رئيسًا لقطاع التسويق ب«عز العرب»    أخبار × 24 ساعة.. الزراعة: مصر من أكبر مصدرى الفول السودانى للاتحاد الأوروبى    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 13 يونيو: انصت للتعليمات    صور.. دار الكتب تحتفل بمسار العائلة المقدسة    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    «رئيس الأركان» يشهد المرحلة الرئيسية ل«مشروع مراكز القيادة»    «الصحفيين» تعلن جوائز دورة هيكل الثانية في «تغطية النزاعات والحروب» (تفاصيل)    قبل عيد الأضحى.. طريقة تحضير وجبة اقتصادية ولذيذة    هيئة الدواء: توفير جميع الخدمات الدوائية خلال العيد.. وخط ساخن للاستفسارات    احذري تخطي هذه المدة.. أفضل طرق تخزين لحم الأضحية    خزين العيد.. أطعمة يجب شرائها قبل يوم الوقفة    وكيل صحة سوهاج يعقد اجتماع لمناقشة خطة التأمين الطبي أثناء العيد    صاحبة فيديو جرعة العلاج الكيماوي تكشف تفاصيل الواقعة    الاتصالات: الحوسبة السحابية واحدة من التكنولوجيات الجديدة التي تؤهل للمستقبل    المزاد على لوحة سيارة " أ م ى- 1" المميزة يتخطى 3 ملايين جنيه    مسئول سعودى : خطة متكاملة لسلامة الغذاء والدواء للحجاج    حكم ذبح الأضحية ليلا في أيام التشريق.. «الإفتاء» توضح    هل يجوز للأرملة الخروج من بيتها أثناء عدتها؟ أمين الفتوى يُجيب    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المصريون" تسترجع ذكريات يوم التنحى مع ثوار الإسكندرية
نشر في المصريون يوم 11 - 02 - 2012

تركت الأيام التى سبقت تنحى مبارك ذكريات كثيرة، لدى من شاركوا فى ثورة 25 يناير، خاصة رجال الثغر والذين كانوا يحركون دفة الأمور ويخرجون بمسيرات ومظاهرات لأسقاط مبارك وعصابته، بالرغم من أنهم كانوا يعلمون أنه لو لم يقدر للأمر النجاح، كانت حياتهم هى الثمن وكانوا يغامرون بها كما غامر الملايين من شباب وشعب مصر.
"المصريون" استرجعت ذكريات يوم التنحى معهم وليكشفوا عن مشاعرهم عند سماع هذا الخبر.
فى البداية قال المستشار محمود الخضيرى، رئيس اللجنه التشريعية بمجلس الشعب عن ذكريات أيام التنحى أنه كان بين التحرير والقائد إبراهيم، وكان هناك اجتماعات مستمرة لدراسة كيفية الخروج من هذه الأزمة مع ازدياد أعدد المتظاهرين ثم موقعه الجمل، وكانت المشاورات تجرى فى أحدى شركات السياحة بالتحرير والتى خصصت لنا مكانها كمكان للاجتماع والتشاور والراحة.
وأضاف الخضيرى: لم نكن نتخيل أن يتنحى مبارك، ولكن أحد الحضور كان يحلم بأن يتنحى مبارك، وقال لنا أحلم أن يغادر الرئيس مصر مثل زين الدين، ولم نتخيل أن يتحقق هذا الحلم.
أما النائب اليسارى أبو العز الحريرى، فيتذكر الأيام التى سبقت التنحى قائلاً: كنت بين التحرير والإسكندرية وكان المستشار الخضيرى، يتواجد معى أيضا، وكنا نتحاور هل سيرحل مبارك بعد سقوط العادلى ونحن نعرف أنه رجل عنيد، وكانت تصلنا تهديدات بالقتل، وأتذكر مكالمة من زكريا عزمى، بأن بعد الهوجة دى ضد الريس حيعلقوك فى الميدان علشان تكونوا عبرة، ولكن كان لدى يقينا بأن نظام مبارك قد انتهى بغير رجعة، وأن صحوة الشعب المصرى ثورة حقيقيه ولن تهدأ إلا إذا خرج مبارك وعصابته من الحكم، ويوم التنحى لم أصدق نفسى وعمر سليمان يعلن تنحى مبارك، وظننها خدعة ولكن عندما تأكدت بكيت كثيرًا على زوال الظالمين.
أما السياسى البارز عبد الرحمن الجوهرى، منسق حركة كفاية، أمين حزب الكرامة بالإسكندرية وأحد أهم قيادات الثورة بالإسكندرية فيقول: تم اعتقالى يوم 26 يناير ومعى الزميل يوسف شعبان الصحفى بالبديل وأحمد ممدوح محامى مركز النديم على خلفية مظاهرات يوم 25 يناير التى استطعنا خلالها حشد المواطنين من محطة مصر بعد أن كانوا خائفين، وكان العقاب هو الاعتقال، ويوم 28 مساء فوجئنا بأخراجنا من محبسنا بمديرية أمن الإسكندرية، ولم نستوعب وقتها ماحدث، وأخذنا وقتا حتى عرفنا أن مملكة حبيب العادلى، حامى مبارك قد سقطت، فأيقنت وقتها أن دولة الظلم فى طريقها للزوال، وبدأت الترتيب بين الإسكندرية والقاهرة، ورفضت ترك الثغر فلايعقل أن نترك جميعا العاصمة الثانية ونرحل للقاهرة، وكنت على اتصال مباشر مع الأصدقاء حمدين صباحى وجورج أسحاق وأبوالعز الحريرى، وكنت أنقل مايدور فى القاهرة إلى القوى السياسية بالإسكندرية، وكنا نتحرك ونتواصل مع الإخوان والسلف واللجان الشعبية ونعقد اجتماعات يومية خلال اعتصام سيدى جابر، ويوم التنحى انتظرت على مقهى بالقرب من قصر رأس التين مع عدد من القوى السياسيه بيان عمر سليمان، وعندما أعلن التنحى لم أشعر بنفسى إلا وأنا أبكى بكاء شديدا وأحتضن من حولى غير مصدقين ما حدث، من أن دوله مبارك قد زالت.
وعن ذكريات أيام التنحى يقول رشاد عبد العال المتحدث الإعلامى لحزب الوفد بالإسكندرية: فى يوم 10 فبراير أسفرت المكالمات واللقاءات عن أن نتوجه فى مسيرة يوم الغد 11 فبراير 2011 إلى رأس التين حيث مقر رئاسة الجمهورية، لمحاصرته بالتزامن مع قيام ثوار التحرير بمحاصرة القصر الجمهورى، وتوجهنا بالمسيرة من القائد إبراهيم حتى رأس التين وبلغ العدد مايقرب من 2 مليون، وكان مشهدا مثيرا بالحماس والشجون وجلست بقهوة برأس التين وكان معى بعض الأصدقاء، نشاهد قناة العربية وكانت تنوه وباقى الفضائيات عن بيان سيصدر من رئاسة الجمهورية بعد قليل، ثم ظهر عمر سليمان على الشاشات ليعلن تخلى الرئيس عن الحكم، وتفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة البلاد، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا راكعا على الأرض بشارع رأس التين للتوجه بالشكر لله سبحانه وتعالى، الذى كلل مساعينا فى التخلص من الطاغية بالنجاح وحينها قلت لكل المقربين لى لقد رحل آخر فرعون وأن مصر بروح وتضحيات أبنائها ستنعم بالحرية.
وتصف الناشطه السياسية ومنسق ائتلاف سيدات الثورة الدكتورة فايزة صقر، أستاذ الحضارة بكلية الآداب مشاعرها عند القصر الرئاسى فى رأس التين فتقول: كانت مشاعر غريبة لأن نجلى كان مجند فى الجيش، وكان واقفا أمام أبواب القصر وكنت مرعوبة من حدوث أى إحتكاك بين الطرفين، خاصة بعدما فقد الكثيرون الأمل فى التنحى، لكن بعد سماعى خبر التنحى عمت الفرحة أرجاء الإسكندرية والمواطنون ركعوا على الأرض شكرا لله عز وجل، بعد التنحى صريخ وأصوات وفرحة وناس بتركع على الأرض وكنت فرحانة جدا وشعور رائع وتليفونات من كل مكان تقول مبروك وأغان وطنية.
ويؤكد كريم محروس، أمين شباب حزب الخضر وأحد منسقى مسيرات الإسكندرية، أن يوم التنحى سيبقى أهم ذكرياتى وأجملها حتى يتوفانى الله.
ويقول عبد الكريم قاسم، أمين تنظيم حزب التجمع إن يوم التنحى كنا على الكورنيش فى الطريق إلى قصر رأس التين، كان لابد من النهاية، والشعب كله نزل وكله إصرار، وناس مش قادرين نحصرعددهم ووشها بيضحك، وعندما أعلن التنحى لم أدر بنفسى إلا وأنا ساجد على الأرض ثم أقوم فرحا وأهتف بصوت عال الله أكبر .. تحيا مصر.
وتتذكر بتول حسام الحداد، أصغر ناشطة سياسية شاركت فى الثورة وكان عمرها أقل من 16 عاما، الأيام التى سبقت التنحى قائلة: كنت مع والدى الذى بدأ بتشكيل لجان شعبية بمنطقة محرم ليلة 28 يناير، عقب حرق الأقسام، وتأكدنا أن النظام يتهاوى، فكنت أقوم أنا ووالدتى الشاعرة أمينه عبدالله، بإمداد اللجان الشعبية بالطعام وما يحتاجونه، وكنت أذهب إلى اعتصام سيدى جابر، لتحميس الشباب مع والدتى والشعراء زملائها، بالإضافة إلى الخروج فى المظاهرات والمسيرات، ويوم التنحى كنت فى رأس التين مع مسيرة الإسكندرية التى تخطت أكثر من 2مليون سكندرى، وفور سماعنا لتنحى مبارك قفزت فرحا وأخذت أبكى وأصرخ مصر .. مصر .. مصر.
بالسجود لله .. ودموع الفرح .. وموسيقى السمسمية..استقبل السويسيون بيان تنحى مبارك
تباينت مشاعر أبناء السويس، أصحاب الشرارة الأولى لثورة يناير المجيدة عقب إذاعة بيان عمر سليمان بتنحى مبارك .. واختلط البكاء بدموع الفرح مع الزغاريد وإطلاق الشماريخ والألعاب النارية، لتزين سماء المحافظة ابتهاجا بهذا اليوم التاريخى، وسجد معظم الثوار شاكرين الله تعالى على نعمته وفضله فى تحقيق النصر لشعب نجح فى إزاحة الفرعون ونظامه من على صدورهم، والقضاء على دولة الفساد والمفسدين.
لقد قدم السويسيون 32 شهيدا فى سبيل الحرية، وكان عندهم استعداد لتقديم الآلاف من الشهداء، فقبل 24 ساعة من قرار التنحى فى يوم الخميس الموافق 10 فبراير 2011، اكتظ ميدان الإسعاف بالمتظاهرين ووصل عددهم فى هذا اليوم إلى 50 ألف متظاهر كان مطلبهم واحدا هو تنحى الرئيس مبارك، بعدما أدركوا مدى تمسكه بالسلطة من خلال قيامه بتفويض عمر سليمان، للقيام باختصاصات رئيس الجمهورية، لذلك تجمع ثوار السويس بالآلاف ليؤكدوا رفضهم القاطع لاستمرار مبارك ونائبه والتمسك بإسقاط النظام بأكمله، كما شهد هذا اليوم محاولات رخيصة من التليفزيون المصرى لتشويه صورة ثوار السويس، حيث نقلت القناة الأولى قيام الثوار بترك ميدان الإسعاف والتوجه لتكسير مبنى المحافظة وإحراقه.
وفى ليلة التنحى تعرض المعتصمون بالميدان لهجوم بعض البلطجية وأذناب النظام السابق عليهم بالعصى والأسلحة البيضاء لتفريقهم، ولكنهم أثبتوا رباطة جأش وقوة تحمل لشعورهم بأن ساعة الصفر قد اقتربت، وأن حلمهم أصبح على مرمى البصر من الحقيقة.
فى صباح يوم التنحى وبعد صلاة الجمعة امتلأ شارع الجيش وميدان الإسعاف بالمتظاهرين، كلهم اجتمعوا على مطلب واحد هو تنحى مبارك وإسقاط نظامه، ومحاكمة أفراده، ومع اقتراب موعد بيان عمر سليمان، احتبست الأنفاس وبدت الفرحة والسعادة مقيدة فى وجوه المتظاهرين تنتظر الانفجار، وما أن ألقى عمر سليمان بيان التنحى حتى انفجرت شوارع السويس بالفرحة والبهجة والسرور وانطلقت الزغاريد من المنازل وتزينت السماء بالألعاب النارية، وسجد الثوار شاكرين الله تعالى على وقوفه بجانبهم حتى تحقق لهم النصر فى ثورتهم العظيمة، وقام البعض بتوزيع الحلوى والمشروبات فى الشوارع، وبدأت فرقة "ولاد الأرض" الشهيرة بالسويس فى الاحتفال على أنغام السمسمية التى أخذت تنشد أغانى الكفاح والوطنية، خاصة أغنية "يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى استشهد تحتك وتعيشى أنت"، وقدم الشباب رقصات الحنة فى الميادين العامة، واحتفلت فرقة الفنون الشعبية بنجاح الثورة ببعض الرقصات الخاصة بقصر ثقافة السويس.
"المصريون" رصدت ردود الأفعال التى مرت على السويس فى هذا اليوم التاريخى من خلال روايات شهود العيان الذين عاصروا هذه اللحظة الفارقة فى تاريخ مصر، وفى البداية أشار الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية إلى أن يوم الجمعة 11 فبراير 2011 الذى صدر فيه قرار التنحى كان يوما عصيبا عليهم، حيث تحرك من السويس فى ذلك اليوم لتشييع جنازة الفريق سعد الدين الشاذلى بمسجد أبو بكر الصديق بمدينة نصر، تخليدا لهذا البطل الذى قدم أعمالا جليلة فى حرب رمضان المبارك، وتحرك بعد ذلك فى مسيرة حاشدة من أمام المسجد إلى ميدان التحرير، ومر على عدد من المنصات بالميدان، وأكد فى كل منصة ضرورة التحلى بالصبر والصمود بين صفوف الثوار حتى يتم خلع مبارك وإسقاط نظامه الظالم، حفاظا على أمن وأمان مصر وشعبها، وتابع الشيخ حافظ أن البعض طلب منه التوجه لاقتحام مجلس الوزراء ولكنه رفض، وطلب منهم أن يتوجهوا جميعا إلى قصر الرئاسة لإجبار مبارك على التنحى، وأثناء استعداده للتحرك إلى هناك أجرى اتصالا بالشيخ أحمد المحلاوى بالإسكندرية ليخبره بأنه والثوار سوف يذهبون لقصر الرئاسة، فأكد له الشيخ المحلاوى، أنهم أيضا حاصرو قصر التين بالإسكندرية، وبعد انتهاء المكالمة انتشر خبر تنحى مبارك، فسجد الشيخ حافظ شاكرا لله عز وجل على نجاح الثورة وانتهاء 30 عاما من الظلم والقهر، وتسابق الثوار بالميدان لتقديم التهانى للشيخ حافظ سلامة، وطالب قائد المقاومة الشعبية بأن يتذكر المصريون فى هذا اليوم أرواح الشهداء والدعوة لهم بالرحمة والمغفرة، ثم عاد فى اليوم التالى لاستكمال الاحتفال مع أبناء محافظته السويس، وخرج فى مسيرات جابت شوارع السويس ابتهاجا بهذا النصر التاريخى.
ويقول أحمد عبد المنعم، المتحدث الرسمى باسم حزب الأصالة بالسويس إنه فى يوم التنحى كان مع الشيخ حافظ سلامة منذ الصباح لتشييع جنازة الفريق سعد الدين الشاذلى، وبعد سماع خبر التنحى لم تتوقف الاتصالات بينه وبين بعض مواطنى السويس لتبادل التهانى، وأكد الشيخ أحمد، أنه عند عودته للسويس شعر برائحة الحرية ترفرف عليها وفى كل شوارعها.
وعن هذا اليوم التاريخى يقول تامر رضوان، شقيق الشهيد شريف رضوان، إنه كان مشغولا ببعض الأقارب الذين حضروا من محافظة سوهاج لتقديم واجب العزاء فى استشهاد شقيقه شريف، وأثناء ذلك سمع بعض الأخبار عن تنحى مبارك، فاستأذن من الحضور وصعد مسرعا للمنزل وفتح التليفزيون ليسمع بنفسه قرار التنحى، فانهمرت الدموع من عينيه وتباينت أحاسيسه ما بين الحزن على فقدان شقيقه والفرحة الكبيرة التى غمرته بعد تأكده أن دم شقيقه كان له دور فى تطهير البلاد من نظام فاسد ضيع مصر وقضى على حرية أبناءها، وأخذ يصرخ وهو يشاهد التليفزيون: تعالى ياشريف تعالى ياحبيبى شوف أنت عملت أيه، ودخل فى نوبة بكاء هستيرى.
أما الدكتور على حسن، رئيس مجلس إدارة الجمعية الشرعية بالسويس، فقد كان مشغولا فى ذلك اليوم بتوزيع الخبز وبعض السلع على البسطاء داخل الجمعية بعد أن ضاق بهم الحال فى ظل توقف العمل خلال أيام الثورة، وأثناء ذلك شاهد بيان عمر سليمان فى التليفزيون فسجد لله شاكرا وهو يردد: الحمد لله الذى أزال الطواغيت من على الأرض، ودعا الله أن يحفظ مصر وشعبها.
ورغم انتشار خبر التنحى لم يصدقه أحمد سليمان المتحدث الرسمى للحركة الوطنية للتغيير بالسويس، واعتقد أنها مراوغة من مبارك ورجاله مثلما عودونا على ذلك، وأنه كان أمام قصر الرئاسة فى هذا اليوم فقام بالاتصال بصديق له بالسويس للتأكد من الخبر، وما أن تأكد من قرار التنحى حتى سجد هو ومن معه من شباب الثورة متوجهين بالشكر لله على الوصول لهدفهم ونجاح ثورتهم، وبدأوا يطلقون الألعاب النارية ويهتفون (حرية .. حرية) و(ياجمال قول لأبوك السوايسة خلعوك) و( بالروح والدم نفديك يا شهيد)، وغيرها من الشعارات.
ويقول طارق عزت بتكتل شباب الثورة بالسويس، إنه نزل من منزله والغضب والسخط على النظام وصل لذروته بداخله، فاتجه إلى مبنى ديوان المحافظة لينضم للمتظاهرين هناك وردد معهم الهتافات: يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح، وتحركوا بعد ذلك فى مسيرة حاشدة لميدان الإسعاف بالأربعين، وفى المسيرة تعرف على شخص يدعى أحمد البخارى، ونشبت بينهما صداقة قوية رغم أنه لم يعرفه من قبل وتناول معه وجبة الغداء، وبعد صلاة المغرب فوجئ بالزغاريد تنطلق من المنازل المجاورة لميدان الإسعاف والحلوى تتناثر على الثوار بالميدان، وسمع أحد الثوار وهو يصرخ بصوت عال: "فرعون وقع"، وردد تلك العبارة أكثر من مرة، فقام على الفور بالاتصال بوالده فى المنزل للتأكد من الخبر الذى انتشر بينهم بتنحى مبارك، فرد عليه والده بالحرف الواحد "خلعنا الأسد من زوجته" فى إشارة منه إلى تخلى مبارك عن السلطة، فشعر طارق بسعادة غامرة وتبادل التهانى والأحضان مع البخارى صديقه الجديد، وبكى الاثنان.
من جانبه أكد نائب السويس عن حزب البناء والتنمية، هانى نور الدين، أنه عقب صلاة المغرب وهو على باب المسجد تلقى نبأ تنحى مبارك، وبحركة غير إرادية سجد على الأرض أمام المسجد شاكرا الله على انتهاء عصر فرعون، وسمع الثوار وهم يكبرون تكبيرة العيد فشعر أنه فى يوم عيد، فأخذ يردد معهم، وأشار إلى أنه جاء اليوم الذى خفف عنه 11 سنة من التعذيب قضاها فى معتقلات مبارك، والظروف الصعبة التى واجهها والدة فى السفر وراءه لمعظم سجون مصر، وعندما تم الإفراج عنه خرج وجد والده قد انتقل إلى رحمة الله، وأضاف نور الدين، أنه قضى طوال ليل هذا اليوم فى الاحتفال مع عائلته داخل المنزل وسهروا حتى صباح اليوم التالى.
أما المحاسب سعد خليفة مسئول مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين بالسويس، فقد أكد أنه ومعه مجموعة كبيرة من شباب وقيادات الجماعة بالسويس، اتجهوا للانضمام للمتظاهرين أمام مبنى المحافظة، وأشار إلى أنه توقع الثورة وسقوط هذا النظام قبل قيام الثورة بأسبوع كامل، لدرجة أن بعض أصدقائه حاولوا الاستفسار منه عقب سقوط النظام عن سبب الثقة الزائدة التى كان يتحدث بها حول سقوط هذا النظام، وتابع خليفة أنه ومعه الثوار انطلقوا عقب بيان التنحى فى مسيرات كبيرة للاحتفال والابتهاج بهذا اليوم التاريخى، وأطلقت مجموعة من الشباب فى المسيرة الألعاب النارية والصواريخ، وكان معهم مجموعة من جماهير الكرة التى زينت سماء المحافظة بالشماريخ، وأثناء المسيرة بدأ يستنشق نسيم الحرية.
ويشير الدكتور عصام شبل أمين حزب الوسط بالسويس، إلى أنه كان مع أسرته يوم التنحى فى ميدان التحرير منذ الصباح، وعقب صلاة المغرب علموا بخبر التنحى، فانفجر الميدان سعادة وفرحة، فقرر العودة للسويس بأقصى سرعة للاحتفال مع أصحاب الشرارة الأولى للثورة بهذا الانتصار العظيم، وبمجرد وصوله للسويس انضم للمسيرات للاحتفال مع الثوار، ورددوا جميعا تكبيرة العيد خاصة عبارة (نصر عبده وهزم الأحزاب وحده).
أما يوسف عثمان المتحدث باسم رابطة جماهير نادى منتخب السويس، فقد أشار إلى الرابطة والتراس أهلاوى وزملكاوى بالسويس انضموا للمتظاهرين ليلة يوم التنحى بميدان الإسعاف، وقضوا ليلتهم بالميدان وهم رافعون علم مصر ويرددون الهتافات التى تطالب مبارك بترك السلطة، وأضاف يوسف، أنه كان لديهم شعور قوى بأن نهاية هذا النظام قد اقتربت، مما كان يزيدهم إصرارا وصمودا فى الميدان، رغم تعرضهم للاستفزازات ومحاولات عديدة للتعدى عليهم لتفريقهم ولكنهم صبروا وتصدوا لكل هذه المحاولات، وفى يوم التنحى قاموا بمسيرة لمبنى المحافظة وعلت أصواتهم لرحيل مبارك ونظامه، وهم فى الطريق إلى هناك جاءهم خبر التنحى فانفجرت فرحتهم وأطلقوا مجموعة كبيرة من الشماريخ غطت سماء المحافظة، وانطلقوا للاحتفال على كورنيش السويس الذى امتلأ بكل الأطياف نساء ورجالا وأطفالا وشيوخا للاحتفال بهذا النصر التاريخى، وتعالت هتافاتهم: ياجمال قول لأبوك السوايسة خلعوك، وأكد يوسف أن احتفالاتهم ظلت حتى الصباح.
ويقول محمد حسن حنفى المحامى، ووالد المصاب حسن إنه قضى نهار يوم التنحى فى مستشفى التأمين الصحى لإجراء بعض الفحوصات لنجله حسن، الذى أصيب بطلق نارى حى يوم جمعة الغضب، وعاد للمنزل عقب الساعة الرابعة عصرا، وعندما سمع أن هناك بيانا سوف يلقيه عمر سليمان شعر بأن هذا البيان يحمل أخبارا سارة، فظل أمام التليفزيون ينتظر وقت إذاعة البيان رغم التعب الشديد الذى حل علية، بعد يوم شاق فى المستشفى، وفور إعلان خبر التنحى انطلقت الزغاريد بمنزله، وأخذ يرقص من شدة الفرح، وذهب مسرعا لشراء حلوى للاحتفال بهذه المناسبة، وقام بتوزيع الحلوى والمشروبات على الجيران.
أما عابدين عبد العظيم مدير إدارة بشركة جابكو، فقد أكد أنه اصطحب أبناؤه معه عقب صلاة العصرلميدان الإسعاف، واشترى لهم أعلام مصر، وعقب سماع نبأ التنحى استقل سيارته ليجوب بها شوارع السويس ليلا ليحتفل مع كل أهالى السويس وعلم مصر يرفرف من شبابيك السيارة، ولم يعد للمنزل إلا بعد الساعة الثانية بعد منتصف الليل لاستكمال الاحتفال بالمنزل.
ويؤكد محمد زكريا، أمين حزب الأحرار بالسويس، أنه شاهد بيان التنحى فى المنزل، وفور الانتهاء منه اصطحب نجلاه وأسرع إلى ميدان الإسعاف واشترى لهما أعلام مصر، وفى الميدان تبادل التهانى مع المتظاهرين، ثم اتجه للكورنيش الجديد للاحتفال مع الأسر التى احتشد ت فى تلك الليلة السعيدة للاستمتاع بأغانى السمسمية التى ظلت حتى الصباح تحتفل مع أبناء السويس، كما استمتع هو ونجلاه بالألعاب النارية والبارشوتات التى زينت كل مكان على الكورنيش، والذى تحول إلى كارنفال جميل لم تشهده السويس من قبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.