خبراء: اختيار الشباب تم وفق خطة أمنية محكمة.. والنظام سيستخدمهم فى الترويج والدعم له تستعد مؤسسة الرئاسة للانتهاء من البرنامج الرئاسى لتأهيل نحو 1000 شاب وفتاة وثقلهم بمهارات مختلفة، فى الوقت الذى تسعى فيه الحكومة لتقليص أعداد العاملين بالجهاز الإدارى بالدولة بعد إقرار قانون الخدمة المدنية من قبل البرلمان، تنفيذًا لتعليمات صندوق النقد الدولى من أجل الموافقة على قرض ال12مليار دولار لحل أزمة السيولة الدولارية. وبهذا فإن الحكومة لن تكون قادرة على تعيين هؤلاء الشباب فى الجهاز الإدارى للدولة، خاصة أن هناك مئات المتفوقين وحاملى الدكتوراة والماجستير على أرصفة الشوارع دون عمل, وبالتالى فإن مصيرهم سيكون مجهولاً إلا إذا كان تأهيلهم لهدف سياسى يستعمله النظام كظهير سياسى شبابى لتعويض غياب دعم الشباب له فى الوقت الحالي. وشارك الرئيس السيسى ورئيس مجلس الوزراء وعدد من وزراء الحكومة وأعضاء المجالس المتخصصة التابعة للرئيس، فى نمازج المحاكاة التى تتم وفق البرنامج الرئاسى الذى يضم نحو1000 شاب وفتاة يتم تأهيلهم على مدار ثمانية أشهر. ويهدف البرنامج وفق رؤية مؤسسة الرئاسة إلى تخريج قيادات شابة قادرة على الإدارة وتولى المسئولية والمناصب القيادية، وفقًا لأساليب الإدارة الحديثة. ويحصل الشاب أو الشابة المتخرج من البرنامج على شهادة أكاديمية احترافية بعد اجتيازه المراحل المختلفة للبرنامج، والتى تتضمن ثلاثة محاور رئيسية "علوم سياسية واستراتيجية، علوم إدارية وفن قيادة، علوم اجتماعية وإنسانية"، ويتخلل ذلك أنشطة رياضية وثقافية وفنية. ويستهدف البرنامج، إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كى تكون مؤهلة للعمل السياسى والإدارى والمجتمعى بالدولة، وذلك من خلال إطلاعها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمى والعملي، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة، لمواجهة المشكلات التى تحيط بالدولة. وقال الدكتور أشرف العربى، وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، إن الحكومة ستستعين بعدد كبير من طلاب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة ليكونوا جزءًا من العمل، وفى الوقت الحالى تعمل على تفعيل الاستراتيجية طويلة الأجل لمصر 2030 والتى تهتم بتوسيع دوائر المعرفة والرؤية، ومخاطبة شرائح أكبر من المجتمع. ويرى خبراء سياسيون، أن عدم وجود الشباب فى الاستحقاقات الانتخابية خاصة مؤسسة الرئاسة، جعل النظام الحالى فى مأذق كبير ودون ظهير سياسى قوى داعم له للاستمرار فى الحكم فى المرحلة المقبلة مما دفعة لخلق جيل جديد تبتعد أفكاره عن أية مشاركات سياسية أو حزبية أو له صلة بثورة 25 يناير حتى يتحقق له الولاء الكامل للرئيس. «عقل»: السيسى يسعى لبناء قاعدة شبابية مؤيدة ومروجة للنظام فى المقام الأول قال زياد عقل الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إنه حتى الآن لم تعلن الدولة عن مصير شباب البرنامج الرئاسى الذى يتجاوز عددهم 1000 شاب وفتاة، بعد انتهاء البرنامج التأهيلى الذى أعدته رئاسة الجمهورية لهم، إلا أن هناك العديد من السيناريوهات التى قد تمثل مصير هؤلاء الشباب الذى تم اختيارهم بطريقة منتقاة. وأوضح فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن المصير الأقرب هو جعل هؤلاء الشباب ظهير سياسى داعم للرئيس السيسى خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد أن كشفت الاستحقاقات الانتخابية وعلى رأسهم الانتخابات الرئاسية عن غياب الشباب الداعم للرئيس بشكل كبير، مما جعله يقدم على تجهيز فئة شبابية داعمة له على غرار فئات من النساء وكبار السن. وأردف: "النظام الحالى فصل تمامًا بين الموجودين فى الحكم وبين من له صلة بثورة 25 يناير، حيث همش شباب الثورة بشكل كبير مما جعله يظهر بديلاً يخرج به من مأزق عدم وجود قاعدة شبابية للرئيس لا سيما وهى من ضمن بيان عزل مرسى والتى تتعلق بتمكين الشباب فى الحكم". وقال «عقل»، إن شباب البرنامج الرئاسى الحالية تم اختيارهم بشكل يضمن ولاءهم للرئيس، حيث أنهم لم يكونوا من المشاركين فى أى عمل سياسى أو مظاهرة احتجاجية وليس لهم دور حزبى وليس لديهم القدرة عن الدفاع عن فكرة أو مقترح وينتمون إلى طبقات متوسطة وفوق متوسطه وعليا, وبالتالى سيتم إعدادهم ليكونوا جزءًا من برنامج سياسى قوى قد يكون لهم دور فى الانتخابات المحلية ثم البرلمانية أو دمجهم فى أحزاب سياسية، مشددًا على أن البرنامج الرئاسى هو محاولة لخلق قاعدة مؤيدة للرئيس السيسى وسيكون شبابه فى الفترة المقبلة عليهم الدور الأكبر فى الدعم والترويج للنظام، خاصة فى ظل سعى الدولة لتهميش الشباب الثورى الذى لن يختفى. «حمدان»: النظام يسير على خطى جمال مبارك ويستنسخ جمعية شباب المستقبل وفى نفس السياق يرى مجدى حمدان المحلل السياسى وعضو جبهة الإنقاذ السابق, أن النظام يسير بنفس خطى نظام مبارك فى صنع مجموعات شبابية تساند الرئيس والحكومة فى كل خطواتهما، مرجعاً اهتمام النظام لعدم رضاء شباب الثورة عن مساره الذى تفرد بالحكم تمامًا وأصبح بيده كل السلطات. وأضاف فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن النظام يحاول إيصال صورة للخارج بأن الشباب مؤيد ومناصر له, وهو ما يدلل على عجز النظام فى التواصل مع فئات الشعب المختلفة، فأصبح يصنع ظهيرًا سياسيًا له يتمثل فى مجموعات شبابية منتقاة بعناية وبدقة، وتم اختيارهم من قبل الأجهزة . وتابع«حمدان»: "انتقاء هؤلاء الشباب تم بعناية من أبناء طبقة معينة من الشعب وكأننا نشهد جمعية المستقبل التى أسسها جمال مبارك لكن بشكل جديد، وهى أيضًا محاولة مكشوفة فى أن النظام يطبق إحدى بنود خارطة الطريق التى نصت على تمكين الشباب بالالتفاف على المعنى الحقيقى لنص الخطاب الذى نادى بتمكين شباب الثورة وليس شباب النظام". وأشار، إلى أن الشباب الموجود يعتبرها فرصة للظهور والتوظيف والنظام يعتبرها غطاء ومطية يمتطيها. «صادق»: شباب السيسى ينتظرون التعيين فى المؤسسات الحكومية قال سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى, إن شباب البرنامج الرئاسى، انتظموا من أجل الحصول على فرصة وظيفية فى ظل صعوبة الحصول عليها فى الوقت الحالى, مشيرًا إلى أن هذه التجربة تمت من قبل أوروبا الشرقية بعد سقوط الشيوعية وأرسلوا شبابًا للتعليم خارج بلادهم، ومن ثم تم تعيينهم نوابًا للوزراء وفى مناصب قيادية. وأشار فى تصريح خاص ل"المصريون"، إلى أن الرئيس السيسى يحاول أن ينفذ ما وعد به من تمكين الشباب وإدماجه فى مؤسسات المجتمع بعد تأهيله عبر برنامج مكثف. وأوضح صادق، أن عدد الشباب الموجود فى البرنامج الرئيسى هم نسبة ضئيلة من شباب مصر ومن ثم لن تتحقق بهم استراتيجية مشاركة الشباب فى الحياة السياسية، ومن ثم تحقيق ذلك يتطلب تخفيض معدلات البطالة بزيادة فرص العمل لغالبية الشباب المكونة لجميع الطبقات وتوفير بيئة تعليمية جيدة فى مجتمع يتمتع سكانه بنسبة عالية من الشباب، ومن ثم يجب تغيير استراتيجية الدولة تجاه باقى الشباب لتضم أكبر عدد ممكن منهم. وأضاف، أن شباب البرنامج الرئاسى يدعمون السيسى، والدليل على ذلك مشاركتهم فى البرنامج التأهيلى ومن ثم فستعمل الدولة على الاعتماد عليهم فى أجهزتها المختلفة وسيتم تعيين بعضهم فى المؤسسات التابعة لرئاسة الجمهورية.