تلقت القاهرة تقريرا سريا بأن دوائر أوروبية تضغط علي كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة لتقديم طلب إلي مجلس الأمن من اجل تشكيل لجنة تحقيق دولية في مقتل أكثر من 25 لاجئا سودانيا أثناء تدخل قوات الأمن المصرية لفض اعتصام كان ينفذوه منذ أكثر من ثلاثة أشهر بميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين ، وكشفت مصادر دبلوماسية أن أنان لا يزال ينتظر ضوء اخضر من واشنطن قد تقدم مثل هذا الطلب لمجلس الأمن . وأوضحت المصادر أن السفارة الأمريكيةبالقاهرة طلبت من السلطات المصرية ومنظمات حقوق الإنسان المعنية تزويدها بكافة المعلومات حول ملابسات الموضوع ، تمهيدا لرفع تقرير عاجل عنها للبيت الأبيض . من جهته ، انتقد حافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان تعامل السلطات المصرية مع اللاجئين السودانيين ، وطالب بتحقيق دولي لكشف ملابسات مع حدث ، كما طالب بعدم ترحيل اللاجئين وتوفير مساكن لهم تتحمل مفوضية اللاجئين تكاليفها. وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش "الأمريكية المعنية بحقوق الإنسان قد أدانت " العنف الشديد" لقوات الشرطة ، وطالبت الرئيس حسني مبارك بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة. وقال جو ستورك نائب مدير فرع المنظمة بالشرق الأوسط إن عدد الضحايا الكبير يشير إلى أن الشرطة تصرفت بوحشية مفرطة ، وأنه لو كانت قوة الشرطة تتصرف بمسئولية لما سمحت بوقوع مثل هذه المأساة . وكان ملف اللاجئين السودانيين بالقاهرة قد أوكل إلى المساعد الأول لوزير الداخلية المصري للأمن العام اللواء محمد شعراوي الذي تولى المفاوضات مع السودانيين الذين رفضوا الانصياع لأوامر السلطات بإخلاء حديقة عامة بميدان مصطفى محمود بضاحية المهندسين والذين ظلوا معتصمين فيها منذ 29 سبتمبر الماضي ، وهو الذي اشرف بنفسه علي عملية الإخلاء ، كما سبق له أن اشرف علي الاعتداءات التي مارسها البلطجية ضد قوي المعارضة يوم الاستفتاء الشهير علي تعديل المادة 76 من الدستور .