اتخذ كرة القدم هواية لنفسه وبدا اهتمامه الجادّ بقضايا بلاده وما تعاني من مشكلات اجتماعية؛ لأنه كان شابًّا ذا فكر ثاقب ونظر بعيد، وقد أيقن أنّ نفعه الكبير لمجتمعه وبلده لا يتم إلا بالولوج في الحياة السياسية، فدخلها بقّوة وصورة فعّالة وهو في رعيان شبابه انه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. حقّق رجب طيب أردوغان، بصفته رئيسًا لحزب العدالة والتنمية، فوزًا كبيرًا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في 22 2007 بنيل حزبه 46،6 % من مجموع الأصوات، وقام بتشكيل الحكومة الستين للجمهورية التركية، ونال ثقة الرأي العام التركي. وجدد أردوغان انتصاره بزيادة أصوات حزبه إلى 49،8% في انتخابات 12 يونيو 2011 وتمكن من تشكيل الحكومة الحادية والستين. وفي يوم الأحد الموافق ل10 أغسطس 2014 انتخب الشعب التركي رجب طيب أردوغان رئيسًا للجمهورية التركية؛ فصار الرئيس الثاني عشر في تاريخ تركيا. إفشاله للانقلاب العسكري جاء إفشال محاولة انقلاب عليه ليل الجمعة من قبل ضباط من الجيش التركي، بعدما اعتقلوا رئيس هيئة أركان الجيش، وأصدروا بيانًا أعلنوا فيه احترامهم لكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي أبرمتها الدولة التركية، ليضع أدروغان في مأزق شديد ليخرج عبر مداخلة تلفزيونية مطالبا من الشعب النزول لحماية إرادتهم لينجح في النهاية الي الانتصار على هذا الانقلاب ويعلم الجيش التركي وشعوب العالم دراسًا في الديمقراطية. واستجاب الشعب التركي لنداء الرئيس أردوغان بالنزول إلى الشوارع حيث واجهوا دبابات الانقلابيين، ونجحت الشرطة التركية بمعاونة أفراد من الشعب التركي في القبض على مجموعة من الجنود الموالين للسلطة الانقلابية كما تم احتجاز بعض القادة العسكريين الداعمين لعملية الانقلاب لتفشل محاولة الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد. وأعلن قائد الجيش التركي بالنيابة فشل محاولة الانقلاب العسكري فيما ذكرت وسائل إعلام تركية اعتقال قائد قوات خفر السواحل التركي . مولده ونشأته ولد رجب طيب أردوغان في 26 فبراير 1954 بمدينة إسطنبول، لكنّ أصوله تنحدر من مدينة ريزا الواقعة شمال شرقي تركيا على البحر الأسود. درس أردوغان الابتدائية في مدرسة قاسم باشا وتخرج فيها عام 1965، ثمّ درس في ثانوية إسطنبول للأئمة والخطباء وتخرّج فيها عام 1973، وحصل كذلك على شهادة ثانوية أيوب بعد اجتياز امتحانات المواد الإضافية. ثمّ التحق أردوغان بكلية العلوم الاقتصادية والتجارية بجامعة مرمرة، وتخرج فيها عام 1981. تعلقه بالسياسية عُرِف أردوغان باهتمامه بصلب الحياة الاجتماعية والسياسية وانشغاله بها منذ أول شبابه؛ حيث تعلّم روح العمل مع الفريق والانضباط بالعمل الجماعي في الفترة ما بين 1969 و1982، حين اتخذ كرة القدم هواية لنفسه. وفي الفترة نفسها بدا اهتمامه الجادّ بقضايا بلاده وما تعاني من مشكلات اجتماعية؛ لأنه كان شابًّا ذا فكر ثاقب ونظر بعيد، وقد أيقن أنّ نفعه الكبير لمجتمعه وبلده لا يتم إلا بالولوج في الحياة السياسية، فدخلها بقّوة وصورة فعّالة. بدأ رجب طيب أردوغان يتولى دورًا بارزًا في المنظمة الطلابية للاتحاد الوطني للطلبة الأتراك والمنظمات الشبابية. وفي سنة 1976 انتُخِب رئيسًا للمنظمة الشبابية لحزب السلامة الوطني بمنطقة بايوغلو التابعة لمدينة إسطنبول وفي السنة نفسها صار رئيسًا للمنظمة الشبابية في مدينة إسطنبول. وبقي أردوغان في هذين المنصبين وغيرهما إلى عام 1980. وعندما حُلّت الأحزاب السياسية في 12 سبتمبر من السنة نفسها عمل مستشارًا وإداريًّا رفيعًا في القطاع الخاص. عاد أردوغان إلى الحياة السياسية بقوّة مع تأسيس حزب الرفاه عام 1983، وأصبح رئيس الحزب في فرع بايوغلو بإسطنبول عام 1984، ثمّ رئيسًا للحزب في مدينة إسطنبول، وعضوًا في اللجنة الإدارية للقرارات المركزية لحزب الرفاه عام 1985. رئيسًا للوزراء 2003 خاض حزب العدالة والتنمية الانتخابات التشريعية عام 2002 وحصل على 363 نائبا مشكلا بذلك أغلبية ساحقة. لم يستطع أردوغان من ترأس حكومته بسبب تبعات سجنه وقام بتلك المهمة عبد الله غول. وتمكن في مارس عام 2003، من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه. سجنه في 12 ديسمبر 1997 حُكِم على رجب طيب أردوغان بالسجن بسبب قطعة شعرية أنشدها في أثناء إلقائه خطابًا أمام الجماهير في مدينة سيرت، وفُصِل من رئاسة بلدية إسطنبولالمدينة الكبرى، رغم أن الشعر الذي قرأه ورد في كتاب صادر عن إحدى المؤسسات الحكومية، وأوصت وزارة التربية الوطنية التركية المعلمين به. تأسيس حزب العدالة والتنمية بعد خروج رجب طيب أردوغان من السجن الذي حُبس فيه 4 أشهر، قرّر مع أصدقائه تأسيس حزب العدالة والتنمية في 14 أغسطس 2001 نتيجة إصرار الرأي العام والتطورات الديمقراطية في البلاد، واختير رئيسًا للحزب من اللجنة التأسيسية. في السنة الأولى من تأسيس الحزب تحول إلى حركة سياسية نالت تأييدًا شعبيًّا واسعًا. وبناء على ثقة الشعب وتعلقه بهذا الحزب الجديد تمكّن من الفوز في الانتخابات التشريعية عام 2002، بنيل ثلثي مقاعد البرلمان، وهذا جعله مؤهلًا لتشكيل الحكومة بمفرده.