قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الهجوم الذي استهدف مطعمًا في دكا عاصمة بنجلاديش في مطلع يوليو، كشف أمرًا صادمًا للغاية فيما يتعلق بتطور تكتيكات التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الدولة "داعش". وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 4 يوليو، أن هذا الهجوم صدم بنجلاديش حكومة وشعبا، كما أثار حالة من الرعب في الغرب، لأن بعض منفذيه لا يتعدى عمرهم 18 عامًا ويدرسون بمدارس خاصة غربية المناهج، وهم أقرب إلى العلمانيين، ويستمعون إلى الأغاني، وينتمون لعائلات ثرية، ولم يكن أحد من زملائهم يتخيل أنهم سينفذون تفجيرات انتحارية استجابة لنداء من تنظيم الدولة. وتابعت: "الصورة النمطية للانتحاري في مخيلة كثيرين أنه ريفي متعلم تعليما دينيا، وربما يكون فقيرا وليس أنيقا، ولكن عكس ذلك هو الذي ظهر في الهجوم على المطعم". واستطردت الصحيفة: "تغير الصورة النمطية للانتحاري جعلت خبراء مكافحة الإرهاب يحذرون من أن التطرف يمكن أن يمتد إلى فئات جديدة مختلفة تماما، خاصة مع توفر الدعاية عبر الإنترنت". كانت السلطات في بنجلاديش أعلنت قتلت ستة مسلحين هاجموا مطعما في دكا يرتاده أجانب مساء الجمعة الموافق 1 يوليو، وقالت إنها اعتقلت سابعا ما زال يخضع للتحقيق. وأسفر الهجوم الذي وقع في أرقى أحياء دكا بجوار مقار بعثات دبلوماسية عن مقتل عشرين شخصا، معظمهم أجانب، وأكدت السلطات في دكا أن منظمة محلية هي المسئولة عن الهجوم، رغم أن تنظيم الدولة نسبه إلى مسلحيه. ودعت رئيسة وزراء بنجلاديش شيخة حسينة واجد، وهي تعلن الحداد في كلمة تليفزيونية، من وصفتهم بالمتطرفين إلى "التوقف عن القتل باسم الدين". ووصفت واجد الهجوم بأنه "دنيء جدا"، وأن منفذيه "لا دين لهم سوى الإرهاب"، وأكدت عزمها على "استئصال الإرهاب" في بنجلاديش, الذي يشكل المسلمون أكثرية سكانه. ورغم أن تنظيم الدولة أعلن مسئوليته عن الهجوم، ونشر على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لخمسة من مسلحيه، فإن وزير داخلية بنجلاديش أسد الزمان خان أكد أن منفذي الهجوم ينتمون إلى "مجموعة متطرفة محلية وليس إلى تنظيم متطرف عالمي". ونقلت "الجزيرة" عن خان قوله :"إنهم أعضاء في جماعة مجاهدي بنجلاديش، وهي جماعة محظورة منذ أكثر من عشر سنوات"، نافيا أن يكون لهم أي صلة بتنظيم الدولة. لكن شهيد الرحمن نائب قائد الشرطة في بنجلاديش قال ل"رويترز" إن السلطات تحقق في أي صلة بين المهاجمين وجماعات إسلامية متشددة في الخارج مثل الدولة الإسلامية أو تنظيم القاعدة. وأضاف: "المسلحون أغلبهم متعلمون ومن عائلات ثرية، لكنه رفض ذكر المزيد من التفاصيل". ومن جانب آخر، قررت السلطات الإيطالية تنكيس الأعلام في البلاد بعد مقتل تسعة من مواطنيها في الهجوم على المطعم، إلى جانب سبعة يابانيين, واثنين من بنجلاديش وهندي وأمريكي. وأفادت وسائل إعلام إيطالية بأن معظم القتلى الإيطاليين يعملون في مجال النسيج، وهو قطاع يمثل 80% من صادرات بنجلاديش. واستنكر رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي بشدة الهجوم، مؤكدا أن بلاده "منيت بخسارة".