الشيخ محمود خليل الحصري كانت له عبقرية تقوم على الإحساس اليقظ جدًّا بعلوم التجويد للقرآن الكريم، وهي علوم موضوعية داخلية تجعل من البيان القرآني سيمفونية بيانية تترجم المشاعر والأصوات والأشياء، فتحوِّل المفردات إلى كائنات حية جعلته معروفا عالميا في مشارق الأرض ومغاربها بصوته العذب الذي أقنع العديد من الأشخاص بدخول الإسلام. ويعتبر الشيخ محمد خليل الحصري أشهر من رتل القرآن الكريم في عالمنا الإسلامي المعاصر، وفي عام 1944، تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان في الإذاعة، وهو أول من سجل القرآن بصوته مرتلا في الإذاعة المصرية وكان ذلك في مطلع 1961. ذاع صوته وأداؤه المتميز في أرجاء العالم أجمع وقرأ القرآن في جميع عواصم العالم، أبرزها قراءته بالقصر الملكي في لندن، وبمقر الأممالمتحدة في نيويورك، وقاعة الكونجرس في واشنطن، حيث استقبله أغلب زعماء العالم. وكان الشيخ الحصري أكثر قرّاء القرآن علما وخبرة بفنون القراءة وأكثرهم وعيا، مستفيضا بعلوم التفسير والحديث، فلقد كان يجيد قراءة القرآن الكريم بالقراءات العشر، ونال شهادة علمية فيها من الأزهر الشريف لسنة 1958 وكان ملمّا بهذه القراءات علما وفهما وحفظا يجمع أسانيدها المأثورة، وكان يحاضر في كثير من الجامعات المصرية والعربية والإسلامية. ترك الحصري العديد من المؤلفات، منها: أحكام قراءة القرآن الكريم، القراءات العشر من الشاطبية والدرة، معالم الاهتداء إلى معرفة الوقف والابتداء، الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير، قراءة ورش عن نافع المدني، قراءة الدوري عن أبى عمرو البصري، رحلاتي في الإسلام. والشيخ الحصري أول من سجل المصحف الصوتي المرتل برواية حفص عن عاصم عام 1961 وظلت إذاعة القرآن بمصر تقتصر على صوته منفردا حوالي 10 سنوات، ثم سجل رواية ورش عن نافع عام 1964 ثم رواية قالون والدوري عام 1968 وفى نفس العام سجل المصحف المعلم، وانتخب رئيسا لاتحاد قراء العالم الإسلامي. وزار الشيخ الحصري كثيرا من البلاد العربية والإسلامية الآسيوية والإفريقية، وأسلم على يديه كثيرون، فسافر إلى الولاياتالمتحدة لأول مرة موفدا من وزارة الأوقاف للجاليات الإسلامية بأمريكا الشمالية والجنوبية، وأثناء زيارته الثانية لأمريكا قام بتلقين الشهادة لثمانية عشر رجلا وامرأة أمريكيين أشهروا إسلامهم على يديه بعد سماعهم لتلاوته القرآن الكريم.