قال مسئول أمنى مصري، إن المذيعة اللبنانية ليليان داوود تجاوزت الخطوط الحمراء فى برنامجها التليفزيوني "الصورة الكاملة"، ولن يسمح لها بالعودة إلى مصر مجددًا عقابًا لها على ذلك خاصة بعد إنهاء تعاقدها مع قناة "أون تى في" الفضائية المصرية. وأضاف المسئول الأمني - الذي رفض كشف هويته- فى تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أنه وجب ترحيل ليليان إلى خارج البلاد، بسبب انتقاد برنامجها لسياسات الحكومة المصرية، ومن بينها قمع حرية التعبير. وذكر التقرير أن "داوود" كانت تقدم برنامجًا حواريًا على شاشة "أون تى في" التليفزيونية الخاصة التى تبنت سياسة تحريرية أقل انتقادًا منذ أن اشتراها رجل الأعمال المصرى أحمد أبو هشيمة، المحسوب على الحكومة، من الملياردير نجيب ساويرس الشهر الماضي. وفى نفس السياق، قال زياد العليمي، محامى داوود إن الأخيرة قد تم اعتقالها على أيدى أشخاص يٌعتقد أنهم من مصلحة الجوازات، بعد ساعات من إنهاء تعاقدها مع "أون تى في". وأضاف العليمى فى تصريحات لوكالة "أسوشيتيد برس" للأنباء: "هذا اختفاء قسري،" موضحًا أنّه علم بنبأ اعتقال داوود من ابنتها البالغة من العمر 10 سنوات والتى كانت متواجدة بالمنزل أثناء اعتقال والدتها. وتشن الحكومة المصرية حملة اعتقال واسعة النطاق على المعارضين فى أعقاب عزل المؤسسة العسكرية للرئيس محمد مرسى المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين فى ال3 من يوليو 2013، قامت خلالها باعتقال آلاف الأشخاص المحسوبين على التيارات الإسلامية إضافة إلى عدد من الناشطين العلمانيين البارزين. وكانت ليليان داوود قد عملت مسبقا فى هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" وعاشت فى لندن لفترة قبل الانتقال إلى مصر. داوود كانت تقدم برنامج "الصورة الكاملة" الذى يناقش قضايا سياسية محلية على قناة "أون تى في" وذلك قبل أن يتوقف برنامج "الصورة الكاملة" على شاشة القناة بعد أن باعها رجل الأعمال البارز نجيب ساويرس فى مايو الماضي. وكان رجال الأمن قد اصطحبوا داوود من منزلها فى حى الزمالك فى القاهرة وتوجهوا بها إلى المطار. وصرحت مصادر فى مطار القاهرة بأن داوود وصلت إلى صالة المسافرين بصحبة عدد من رجال الأمن وقبل دقائق من إقلاع رحلة مصر للطيران رقم 713 والمتجهة إلى بيروت حيث لم تكن بصحبتها أية حقائب. إلى ذلك، نوهت "نيويورك تايمز" إلى واقعة حظر مُزن حسن، الناشطة الحقوقية البارزة من السفر الاثنين الماضى لحضور اجتماع اللجنة التنفيذية للتحالف الإقليمى للمدافعات عن حقوق الإنسان بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بصفتها خبيرة إقليمية للتحالف، والمنعقد خلال الفترة من 27 يونيو إلى 1 يوليو 2016 فى العاصمة اللبنانية بيروت. واختتم التقرير بتصريح نقله عن جماعة "نظرة للدراسات النسوية"، بأن القضية تجيء فى إطار حملة التضييق الذى تمارسه السلطات المصرية على المنظمات الأهلية.