دفعت الإعلامية ليليان داود، ثمنًا باهظًا بسبب مواقفها الأخيرة التي تبنتها خلال فترة عملها بقناة "أون تي في" مدة أربع سنوات، فبمجرد انتهاء تعاقدها مع القناة، ألقت قوات الأمن الوطني القبض عليها، مساء اليوم الإثنين. وعملت الإعلامية اللبنانية ليليان داود، مقدمة برنامج «الصورة الكاملة» على فضائية «أون تي في»، والتي ألقت عليها قوات الأمن القبض عليها في منزلها بحي الزمالك تمهيدًا لترحيلها إلى بلادها. ليليان داود، مذيعة لبنانية، حاصلة على ماجستير في الأنثربولوجي ولم تدرس الإعلام, ولكن بموهبتها سجلت لنفسها اسمًا وبصمةً جعلت منها إعلامية مشهورة.
ليليان داود عملت في بداياتها مع وكالة "أسوشيتد برس" لفترة ثم عملت مع ال"بي بي سي" البريطانية. قضت 12 عامًا في لندن تنقلت خلالها في أكثر من قناة فضائية كمعدة ومراسلة ثم مذيعة بقناة "BBC". بعد انطلاق ثورات الربيع العربي فكرت في العمل بإحدى الدول العربية وأخذت قرار العمل بمصر فأجرت الكثير من الاتصالات، وأخيرًا استقرت في القاهرة لتطل عبر شاشة "ONTV" في برنامج "الصورة الكاملة", الذي أثار كثيرًا من الجدل في الوطن العربي. تعتز ليليان داود، بزميلتها الإعلامية ريم ماجد كثيرًا؛ بسبب موقفها السياسي الذي لم يتغير للحظة وكانت مع الثوار دائمًا.
عملت في الصحافة المكتوبة مع صحف عربية منها «الشرق الأوسط» السعودية، و«النهار» اللبنانية، حسبما قالت في حوار لها مع «اليوم السابع». تستخدم الإنترنت يوميًا بشكل كبير لغايات متعددة، ووفقًا لتصريحاتها فهو من أكثر الوسائل التي تعتمد عليها في البحث عن المعلومات، والاطلاع على الأخبار، إلى جانب التواصل مع الأصدقاء والأسرة، وعن هذا تقول: «يصعب أن تمر ساعة كاملة دون أن أطلع على المواقع الإخبارية أو القيام ببحث عن معلومة ما، وأستخدم الإنترنت أيضًا بشكل مكثف لتفقد بريدي الإلكتروني، لدرجة أنني أتفقده كل ثلث ساعة تقريبًا، دون أن أكون بانتظار رسالة من أحد بالضرورة، كما أتابع من خلال الإنترنت جميع الصحف اللبنانية». عند سؤالها عن سبب اختيارها لمصر وقناة ONTV تحديدًا، قالت «داود»: «عقب أحداث تونس، ثم مصر، واليمن، أردت التواجد في الوطن العربي لمساندة هذه الشعوب، وتابعت العديد من القنوات فوجدت أن قناة ONTV لها توجه سياسي واضح وصريح، وكانت المحطة الأولى التي انحازت إلى الثوار، وجازفت بشكل كامل، ما جعلني أقرر الانضمام إلى هذه القناة لأنني مع الخط الثوري وأرفض الديكتاتورية». وأضافت: «تحدثت مع المسئولين في القناة وطلبت منهم الانضمام إليهم وهو ما رحب به وبشدة ألبرت شفيق المدير التنفيذي للقناة». «بإيدكم سلاح اسمه إرادة الحياة، وجلادكم مش بإيده إلا إنه يحاول سلبها منكم.. اتمسكوا بيها».. تغريدة كتبتها الإعلامية ليليان داود، تعليقًا على الأحكام الصادرة بشأن متهمي القضية المعروفة إعلاميًا ب«قضية مجلس الشورى». من خلال هذه التدوينة، عبرت «ليليان» عن رأيها شأنها في ذلك شأن كثيرين في مصر، علقوا على هذا الحكم الذي رآه البعض «قاسيًا»، لكن الأمر لم يقف عند حد أن إعلامية استخدمت حقها في الرأي والتعبير وقررت على حسابها «الشخصي» إرسال رسالة من الأمل تطلب فيها التمسك بإرادة الحياة. أثارت تغريدة «ليليان» جدلًا كبيرًا على «تويتر» و«فيس بوك»، ودشن البعض هاشتاج «#ليليان_لازم_ترحل»، مطالبين بترحيلها إلى لبنان، كونها سيدة لبنانية، ومتهمين إياها بمحاولة إثارة الفتن والحقد على مصر نتيجة عدم استقرار بلدها، لكنها ردت بعبارة بسيطة ربما تضع حدًا لحديث الكثيرين، قائلة: «من إمتى الذي يتحدث عن قضايا مصر يجب أن يحمل جنسيتها؟». «يا حبيبتي يا مصر».. تلك هي العبارة التي نطقتها «ليليان» في افتتاحية برنامجها ليلة عزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، بينما يتناسى البعض في ذلك الوقت كيف كانت وما زالت تفتح برنامجها للجميع، محاولة تقديم برنامج «مهني»، ووجهة نظر «محايدة»، كما قال المدافعون عنها. أيدت مطالب المتظاهرين في مظاهرات «ماسبيرو» في 2011 ووصفتها بالسلمية، قائلة: «تظاهرات الشعب أمام مؤسسة تابعة للدولة كانت سلمية»، ما جعل البعض يصفها ب«عدوة الجيش»، ويضعها في خانة الإعلاميين المعارضين للنظام، وتم شن حملة وهجوم شديد ضدها. في حوار لها مع موقع «إيلاف» قالت «داود»: «من حق أي شخص أن يعترض ومن حقهم أن يعتصموا، لكن دون تهديد الإعلاميين وتكسير سيارات الضيوف ومنع البعض من الدخول»، وأضافت: «هذا في حد ذاته دليل على التخلف، وعدم القدرة على تقبل النقد فيرتكبون مثل هذه الأفعال المسيئة». تهمة «الطابور الخامس» تصفها «ليليان داود» بالكوميديا السوداء، قائلة: "إنها ليس لديها مشكلة في ذلك، لأنها كانت في عهد الإخوان كافرة وعدوة الإسلام، وفى عهد المجلس العسكري كارهة لجيش بلادها، وتفخر بعدم رضا أي نظام عنها". صوّتت ب«لا» على دستور 2014، لأنه ينص على محاكمة المدنيين عسكريًا، مضيفة أنه ليس من العدل محاسبة محمد مرسي على المذابح التي حدثت في عهده، ولا يُحاسب المجلس العسكري على المذابح التي حدثت في عهده، والعدل أن يُحاسب الطرفان، في حوار صحفي لها.