قالت العديد من وسائل الإعلام العبرية، في دولة الاحتلال الإسرائيلي، إن اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل، هو مقدمة لاتفاق مصالحة آخر بين مصر وتركيا. وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، أنه في ظل اتفاق المصالحة الذي أبرمته كلاً من أنقرة وتل أبيب، فإن السعودية تحاول قيادة عملية أكثر شمولا، تبدأ باتفاق مصالحة مماثل بين مصر وتركيا، التي تشهد العلاقات بينهما توترا كبيرا. وتابعت القناة في تقريرها أن التقديرات تشير إلى أن مصالحة إسرائلية تركية، ومصالحة تركية- مصرية سوف تشكل كتلة من أربع دول قوية بالمنطقة يمكنهم التعاون سويا- حتى إن لم يكن بشكل رسمي- كحلف ضد إيران في محاولة لوقف تقدمها على الجبهة العراقية والجبهة السورية". وقال رون بن يشاي، محلل الشئون العربية بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن السبب الرئيسي في توصل الطرفين أخيرا لاتفاق متوافق عليه استراتيجي في الأساس. وأوضح بن يشاي أنه عندما يتم تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، سوف تضطر السعودية والولاياتالمتحدة للمصالحة أيضا بين مصر وتركيا، وقتها سيكون المعسكر البراجماتي الموالي للغرب كاملا وموحدا، بحسب قوله. وأردف أن ذلك هو الجانب الإقليمي والعالمي الذي لا يجب التقليل منه، لافتاً أنها المرة الأولى التي ينظر فيها الأمريكان والكثير من الدول الإسلامية لإسرائيل على أنها شريك شرعي في إدارة شئون المنطقة. مع ذلك أكد "يشاي" أن مصر "التي تجهر بعدائها لتركيا بسبب تضامنها مع الإخوان المسلمين- أعداء الرئيس عبد الفتاح السيسي- لن تسمح بنفسها لأردوغان بموطئ قدم في قطاع غزة ولذلك حاولت منع اتفاق المصالحة الإسرائيلي التركي. وقرر أردوغان أن عصفورا واحدا في اليد أفضل، وتنازل عن مطلبه الرئيسي بأن ترفع إسرائيل الحصار عن غزة. كذلك وعلى الجانب الاقتصادي تخطط تل أبيب أن تكون تركيا أكبر مستورد للغاز الطبيعي الإسرائيلي، الذي ترى فيه أنقرة فرصة لتنويع مصادرها من الغاز، وتقليل الاعتماد على روسيا في هذا المجال، لاسيما بعد وصول العلاقات مع موسكو إلى منحدر خطير بعد إسقاط تركيا طائرة روسية اخترقت أجوائها في نوفمبر الماضي. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر عن ذلك خلال تصريحات للصحفيين مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من روما قال فيها إن هذا الاتفاق "له آثار هائلة على الاقتصاد الإسرائيلي، وأنا أستخدم تلك الكلمة عن قصد". وقال نتنياهو إنه في الأيام الماضية أخطرت إسرائيل الولاياتالمتحدةوروسيا واليونان وقبرص ومصر والأردن بالاتفاق الجديد مع تركيا. وأضاف خلال مؤتمر صحفي آخر مع "يعقوب نيجل" نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي أن تل أبيب شددت على أن الاتفاق لم يأت على حساب أي من حلفائها بالمنطقة. وشهدت العلاقات المصرية التركية تدهورا كبيرا مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم في يوليو 2013 على خلفية رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاعتراف بشرعية السيسي واتخاذه موقفا حازما في الدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين.