استخدم بابا الفاتيكان فرنسيس، مجددًا مصطلح "الإبادة العرقية" لوصف "أحداث عام 1915" المتعلقة بمزاعم للأرمن يدعون فيها "تعرضهم لمذابح على يد الدولة العثمانية"، في تصريحات أدلى بها اليوم الجمعة، من أرمينيا الذي يزورها حاليًا. وقال رأس الكنيسة الكاثوليكية، في تصريحات صحفية مشتركة مع الرئيس الأرميني، سرج ساركسيان، في مدينة فاجارشابات، التي بدأ زيارة لها اليوم، "لقد أقيم العام الماضي في الفاتيكان مراسم بمناسبة الذكرى المئوية لكارثة كبرى، راح فيها ضحايا لا حصر لهم من الشعب الأرميني، وهذه الكارثة، والإبادة العرقية، مع الأسف تأتي على رأس قائمة الكوارث اللا إنسانية التي شهدها القرن الماضي"، على حد تعبيره. واقتصر استخدام البابا لكلمة "الإبادة العرقية" على التصريحات الشفهية فقط، إذ خلا النص المكتوب الذي قرأ منه تصريحاته، من تلك العبارة. وجاءت زيارة البابا للمدينة المذكورة، للمشاركة في قداس أقيم فيها، وكان في استقباله لدى وصوله، البابا الكاثوليكوس كاريكين الثاني، كاثوليكوس عموم الأرمن. تجدر الإشارة أن توترًا ساد بين تركياوالفاتيكان، العام الماضي، بعد أن وصف فرنسيس، في قداس نظم من أجل الأرمن، في 12 أبريل من العام ذاته، أحداث عام 1915 ب"الإبادة الجماعية"، قامت أنقرة على إثرها باستدعاء سفيرها لدى الفاتيكان، في اليوم نفسه، وخفضت مستوى علاقاتها معه إلى درجة القائم بالأعمال. ويطلق الأرمن بين الفينة والأخرى نداءات تدعو إلى "تجريم تركيا وتحميلها مسؤولية مزاعم تتمحور حول تعرض أرمن الأناضول إلى عملية إبادة وتهجير على يد الدولة العثمانية" أثناء الحرب العالمية الأولى، أو ما يعرف ب"أحداث عام 1915"، كما يقوم الجانب الأرمني بتحريف الأحداث التاريخية بطرق مختلفة، ليبدو كما لو أن الأتراك قد ارتكبوا إبادة جماعية ضدهم. وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة "الإبادة الجماعية" على تلك الأحداث، بل تصفها ب"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة"، الذي يعني التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر.