ومنسق المبادرة: سيتم مسح شامل على جميع العاملين والطلاب أطلقت جامعة القاهرة، مبادرة لإعلان الجامعة خالية من فيروس "سي" خلال 3 السنوات المقبلة، انطلاقًا من دورها المجتمعي وتضامنها مع جهود الدولة لمواجهة مشكلة فيروس "سي"، وأمراض الكبد التي انتشرت بشكل كبير في الفترة الأخيرة بمصر، والتي تمثل واحدة من أخطر التحديات التي تشكل عبئًا كبيرًا سواء على الحكومة أو الأفراد في التشخيص والعلاج، ويتم تطبيقها من العام الدراسي المقبل. بدوره قال الدكتور جمال عصمت، أستاذ الأمراض المستوطنة والكبد بقصر العيني ومنسق المبادرة، إن اختيار فيروس "سي" للقضاء عليه ضمن مبادرة الجامعة؛ لأنه الأكثر انتشارًا في مصر، والتي يصل عدد المصابين بها بفيروس "سى" إلى ما يقرب من 8 ملايين مصري في بعض التقديرات. وأضاف عصمت، في تصريحات صحفية، على هامش إطلاق المبادرة، أن ملامح المبادرة تتضمن إجراء مسح شامل لجميع العاملين والطلبة بالجامعة، وعلاج أكبر عدد من المصابين خصوصًا في المراحل المبكرة للمرض التي تتميز بأنها أسهل علاج وأكثر استجابة قبل حدوث المضاعفات، وتساعد على منع انتقال العدوى، وذلك عن طريق إتاحة الأدوية وإجراء الفحوصات المعملية اللازمة تحت إشراف طبي بواسطة متخصصين. وتابع: ويتضمن الإشراف الطبي أيضًا التوعية بسبل انتقال العدوى لمنع حدوث حالات جديدة، وذلك عن طريق رفع مستوى الثقافة الصحية للطلبة والعاملين بالجامعة، والتأكيد على تنفيذ سياسات مكافحة العدوى ومتابعة ذلك عن قرب، مع التركيز على رفض جميع أشكال التمييز ضد المصابين بالالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" وتشجيعهم على أخذ العلاج اللازم. وشدد على أن الاكتشاف المبكر للإصابة بالمرض يمثل عاملًا مهمًا في تحديد إمكان علاج المريض من عدمه، وكذلك فرص المريض في الشفاء التام وذلك قبل الوصول لمراحل التليف الكبدي الذي يؤدي بدوره إلى الفشل الكبدي وحدوث أورام الكبد. ولفت إلى أن من أبرز معوقات أي خطة لمجابهة هذا المرض هي عدم وجود برنامج مسحي استقصائي لمعرفة وتحديد الإصابة بالعدوى الفيروسية لدى المرضى، حيث إن الغالبية العظمى من المرضى المصابين بفيروس "سي" ليس لديهم دراية بهذه الإصابة. من جانبها بدأت وزارة الصحة المصرية في تطبيق إستراتيجية متكاملة تهدف إلى تقييم هؤلاء المرضى "من حيث العدد الكمي للفيروس سي ودرجة تأثر حالة الكبد"، وجدولة الأفراد المؤهلين لتلقي العلاجات المناسبة التي تقدمها اللجنة القومية لمكافحة التهاب الكبد الفيروسي (NCCVH) عن طريق مراكز العلاج المتخصصة مجانًا كأولوية لمواجهة مثل هذه المشكلة الصحية الكبرى. وأكد عصمت، أنه سيتم في إطار المبادرة جعل تحاليل الكشف عن الفيروسات الكبدية من منظومة الكشف الطبي المبدئي قبل الالتحاق بالجامعة اعتبارًا من العام المقبل، بالتنسيق مع إدارة شئون التعليم والطلاب بالجامعة، مشيرًا إلى أن المبادرة تتضمن 4 محاور رئيسية وهي خطة العمل، والمسح والتوعية، والإحصاء والتسجيل، وتوجيه الحالات المكتشفة والعلاج. المحور الأول وهو خطة العمل يتضمن وضع الجدول الزمني للمبادرة التي تستغرق 3 سنوات، وتكوين فريقي التوعية والمسح، وتكوين فريق الإحصاء والتسجيل، وتوفير العلاج المناسب والإشراف الطبي المدرب. أما المحور الثاني وهو المسح والتوعية فيتم عن طريق الكشف عن الأجسام المضادة لفيروس سي بالدم بتحليل ELISA وذلك على مدار ثلاث سنوات، يتم في السنة الأولى استهداف الطلبة المتقدمين للالتحاق بالقطاع الطبي والعاملين بمستشفيات جامعة القاهرة "حوالي 700 مريض"، والسنة الثانية يتم فيها استهداف جميع الطلبة الجدد المتقدمين لكليات الجامعة وجميع العاملين والإداريين العاملين بإدارات وكليات الجامعة "حوالي 2000 مريض"، أما السنة الثالثة فيتم فيها استهداف جميع طلبة الكليات بدءًا من طلبة العام الدراسي الثالث لكليات المجموعة الطبية والعام الدراسي الثاني لباقي كليات الجامعة مع الاستمرار في فحص الطلبة الجدد المتقدمين لكليات الجامعة "حوالي 3000 مريض". أما التوعية بطرق الإصابة بالفيروسات الكبدية وفيروس "سي" تحديدًا، وطرق الوقاية منها فيتم بالتنسيق الكامل مع قطاع خدمة البيئة وتنمية المجتمع، عن طريق إقامة ندوات توعية عن الفيروس، وطرق العدوى في جميع الكليات بالجامعة، خلال العام الدراسي يتم دعوة جميع الطلبة وأعضاء هيئة التدريس لها، وتوزيع الملصقات والنشرات الطبية التي توضح طرق الوقاية من الفيروس مع بداية كل عام دراسي، بالإضافة إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والاستعانة بشاشات عرض كبيرة يتم من خلالها عرض محتوى علمي وتثقيفي باللغة العربية، والتي تحوي معلومات طبية بصورة مبسطة عن أمراض الكبد. وبالنسبة للمحور الثالث من المبادرة وهو الإحصاء والتسجيل فيتضمن تدريب فريق من العاملين بالجامعة؛ لرصد النتائج وتحويلها لصورة قواعد بيانات طبقًا للرقم القومي تحتوى على جميع الأفراد الذين تم إجراء الفحص لهم ونتائجه. والمحور الأخير هو العلاج حيث سيتم علاج جميع الحالات بتوفير الأدوية اللازمة مجانًا، وذلك عن طريق بروتوكولات التعاون الموقعة مع منظمات المجتمع المدني وشركات تجارة الأدوية المصرية الوطنية على أن تتحمل الجامعة الإشراف الطبي والفحوصات اللازمة.