هو: مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى العبدرى القرشى الكناني. كان من فضلاء الصحابة وخيارهم، ومن السابقين إلى الإسلام، أسلم في دار الأرقم، وكتم إسلامه خوفًا من أمه وقومه، وكان يلتقي برسول الله سرًا، فبصر به عثمان بن طلحة العبدرى يصلي، فأعلم أهله وأمه، فأخذوه فحبسوه حتى كانت الهجرة. كان مصعب فتى مكة الأول شبابًا وجمالاً ونسبًا، وكان أبواه يحبانه كان يلبس أحسن الثياب وأبهاها. ولما أسلم زال ما كان عنده من لذائذ الدنيا ونعيمها، وعاش عيشة المؤمن الصابر الزاهد، فجاع وتعذب في سبيل الله، لإعلاء كلمته ونشر دعوته. وعن على بن أبى طالب قال: إنا لجلوس مع رسول الله فى المسجد إذ طلع علينا مصعب بن عمير ما عليه إلا بردة له مرقوعة بفرو، فلما رآه رسول الله بكى للذى كان فيه من النعمة وما لهو هو فيه اليوم، فقال رسول الله : كيف بك إذا غدا أحدكم فى حلة وراح فى حلة، ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى، وسترتم جدر بيوتكم كما تستر الكعبة، فقالوا: يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة ونكفى المؤنة؟ فقال رسول الله : أنتم اليوم خير منكم يومئذ كان مصعب بن عمير من بين المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة بعد أن اشتد العذاب على الصحابة رضوان الله عليهم فى مكةالمكرمة. بعثه رسول الله مع أهل المدينة بعد بيعة العقبة الأولى، وأمره أَن يقرِئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم فى الدين، فكان يسمى "المقرِئ" بالمدينة.