قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، إن الأحوال الاقتصادية والمعيشية في مصر تزداد سوءا, وهو ما زاد من أوجاع المواطنين البسطاء في شهر رمضان, حسب تعبيرها. وأضافت الوكالة في تقرير لها في 14 يونيو, أن كثيرين في مصر لم يستطيعوا شراء ما يحتاجونه في رمضان بسبب الارتفاع غير المسبوق في الأسعار, على إثر أزمة انخفاض الجنيه أمام الدولار. وتابعت " السلع الأساسية أصبحت أكثر غلاء بسبب ارتفاع سعر الدولار, وهو ما جعل المصريين يشعرون بألم مضاعف في رمضان, لأن موائدهم لم تعد مليئة بأشهى الأطعمة بعد ساعات صيام طويلة". واستطردت " محاولة الحكومة أيضا تخفيف الأعباء على ذوي الدخل المحدود من خلال توفير أسواق متنقلة لبيع السلع الأساسية بأسعار منخفضة، لم تسفر عن نتائج ملموسة في التقليل من حدة معاناتهم". وأشارت الوكالة إلى أن ما يزيد من وطأة الأزمة أن واردات مصر ضعف صادراتها، وتشمل هذه الواردات سلعا أساسية مثل القمح, ولذا فإنه يجب توفير الدولار للحصول عليه, فيما تعاني البلاد من أزمة نقص العملة الأجنبية. وشهدت أسعار السلع الغذائية الأساسية في مصر ارتفاعاً جنونياً بحلول شهر رمضان، الأمر الذي لم يحدث على مدار السنوات الماضية، والذي عزاه البعض إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه وغياب الآليات الحكومية الفعالة . وحسب خبراء اقتصاد, فإن مصر تستورد معظم السلع بالدولار، ما يؤدي إلى زيادة الأسعار الثابتة حتى وإن كانت محلية مثل الرز والدقيق والسكر وغيرها, بالإضافة إلى أن استهلاك المصريين يزداد بنسبة الثلث خلال شهر رمضان، وبعض العائلات تصل لزيادات 3 أضعاف بعكس شهور العام الأخرى، وبينما يزيد الطلب, فإن العرض ثابت. وهناك أمر آخر أن بعض التجار يرفعون الأسعار، وذلك نتيجة الإقبال الشديد من المصريين على السلع في رمضان. ويرى خبراء أن على الحكومة العديد من الأدوار, منها عمل منافذ لتوزيع السلع الأساسية بأسعار منخفضة، وعمل سيارات متنقلة تصل لجميع أنحاء الجمهورية لاتاحة السلع الرخيصة لجميع المواطنين. وكان موقع "كوارتز" الاقتصادي الأمريكي، قال أيضا في 5 يونيو, إن الاضطرابات التي ظهرت في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، جعلت كثيرا من السياح يغادرون مصر، ولم يعودوا بنفس الأعداد السابقة منذ ذلك الحين. وتابع الموقع "في عام 2012، انخفضت أيضا نسبة السياح في مصر بنسبة الثلث، وفي بداية هذا العام, فقدت مصر ما يقدر بنحو 170 مليون دولار شهريا، وانخفضت أعداد الزوار إلى شرم بنسبة 85 %, خاصة بعد حادث تحطم طائرة الركاب الروسية في سيناء في 31 أكتوبر الماضي". وفي السياق ذاته, قالت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية في تقرير لها في 24 مايو الماضي إن شرم الشيخ تعاني من تدهور وقلة في عدد السياح منذ سقوط الطائرة الروسية العام الماضي، ثم جاء حادث تحطم طائرة مصر للطيران في البحر المتوسط في 19 مايو الماضي, ليزيد الطين بله ويجعل السياحة تنهار أكثر, حسب تعبيرها . وأضافت الصحيفة أن أصحاب الفنادق والمنتجعات السياحة اضطروا إلى تخفيض سعر الغرفة في الليلة الواحدة من مئات الجنيهات إلى 18 جنيه لليلة. وتابعت" في أعقاب سقوط الطائرة الروسية العام الماضي, قامت العديد من البلدان بحظر السفر إلى مصر، وقد شل حظر الطيران انتعاش السياحة". واستطردت "بعد سقوط طائرة مصر للطيران ومصرع جميع ركابها وطاقمها, أصبحت السياحة المصرية على المحك مرة أخرى, بل إن هذا الحادث اعتبر ضربة قوية للسياحة المصرية". وبدوره, كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر في تقرير له قبل أيام, أن عدد السائحين الوافدين لمصر من كافة دول العالم بلغ 425 ألف سائح خلال شهر إبريل الماضي، مقابل 923.9 ألف سائح خلال شهر إبريل من العام 2015 بنسبة انخفاض قدرها 54.0%، ويرجع ذلك لانخفاض أعداد السائحين الوافدين من روسيا الاتحادية.