أثار انتخاب سفير إسرائيل في الأممالمتحدة، داني دانون، رئيسًا للجنة القانونية في المنظمة الدولية، في سابقة هي الأولى في تاريخها، انتقادات عربية واسعة، في حين كشفت مصادر عن تصويت دول عربية لصالح المسعى الإسرائيلي. وأكدت مصادر دبلوماسية عربية بالقاهرة، أن هناك أربع دول عربية، كانت من ضمن الدول ال 109 التي صوتت لصالح إسرائيل (من بين 193 دولة)، منوها في الوقت ذاته إلى عدم إمكانية التيقن من هوية المصوتين ولا معرفة أسماء الدول لأن الاقتراع كان سريا. وقالت مصادر ل "قدس برس"، "هناك تكهنات متضاربة حول أسماء هذه الدول التي صوتت لصالح المرشح الإسرائيلي؛ حيث تردد أنها من ضمن ما يسمى بالدول المعتدلة، والتي تضم مصر والأردن والمغرب بالإضافة إلى الإمارات، فيما قال آخرون أنها من بين تلك الدول قطر". ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر دبلوماسية مؤخرا، قولها إن "أربع دول عربية صوتت لإسرائيل التي فازت برئاسة اللجنة القانونية في الأممالمتحدة". وقبل التصويت، أبلغ الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي حكومات الدول رفض الدول العربية تولي إسرائيل رئاسة اللجنة، ومع هذا حصل مرشح إسرائيل على 109 أصوات من أصل 193 من أعضاء الأممالمتحدة. وذكرت الإذاعة العبرية، أن دولًا عربية وإسلامية بقيادة إيران، حاولت عرقلة تعيين داني دانون؛ خلال عملية الانتخاب، ولكن تم اللجوء إلى الاقتراع السري. للمرة الثالثة لصالح إسرائيل وإن صحت تلك التوقعات، حول تصويت مصر لصالح إسرائيل لتصبح عضوا في اللجنة القانونية للأمم المتحدة، وهو ما لم تؤكد أي مصادر دبلوماسية مصري، فلن تكون المرة الأولى التي تصوت مصر أو دول عربية لصالح إسرائيل في الأممالمتحدة. ففي أكتوبر 2015، صوتت القاهرة لانضمام إسرائيل لعضوية "لجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي"، في سابقة كانت هي الأولى من نوعها بالأممالمتحدة، وهو ما أقرت به الخارجية المصرية، مبرّرة موقفها باعتقادها أن التصويت كان على زيادة أعضاء اللجنة "لا لصالح إسرائيل تحديدا". وفي إطار فعاليات الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال أكتوبر الماضي، عقدت اللجنة الرابعة الخاصة بالمسائل السياسية الخاصة وبإنهاء الاستعمار، جلسة لنظر التعاون الدولي في استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية. وقدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية مشروع قرار بزيادة عدد أعضاء "لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية"، وأعلنت أن المجموعة العربية لديها تحفظات على انضمام إسرائيل للجنة بسبب عدم وجود الشفافية المتعلقة بالأنشطة الفضائية ورفضها الانضمام إلى أي من معاهدات عدم انتشار الأسلحة النووية، ما يتعارض مع الطبيعة السلمية للجنة. وقد تباين تصويت الدول العربية حيث صوتت مصر وعمّان والإمارات العربية وجيبوتي لصالح قرار زيادة عدد أعضاء اللجنة، ما أعطي لإسرائيل فرصة الفوز، وامتنع عن التصويت كل من السعودية والسودان وتونس واليمن والجزائر والكويت والعراق وقطر، لتصبح إسرائيل عضو باللجنة. كما صوّتت مصر في أيلول/ سبتمبر 2015، وللمرة الثالثة، لصالح الإسرائيلي "دورون سمحي"، لاختياره نائبا لرئيس اتحاد دول البحر المتوسط لكرة اليد، إضافة إلى دولة عربية أخرى؛ هي تونس. واللجنة القانونية التي تتولى إسرائيل رئاستها، تتناول أكثر القضايا حساسية في مجال القانون الدولي؛ منها البرتوكولات الإضافية لاتفاقيات جنيف، إضافة إلى ملف "الإرهاب العالمي"، وهي اللجنة المفوضة بوضع المعاهدات الدولية الجديدة، بينما تل ابيب متورطة في إرهاب الشعب الفلسطيني. ووصف السفير الإسرائيلي في الأممالمتحدة، انتخابه رئيسًا للجنة القانونية في الأممالمتحدة، بأنه "إنجاز لإسرائيل على الحلبة الدولية بعد 67 عامًا من عدم تعيين أي ممثل عنها في رئاسة أي لجنة دائمة للأمم المتحدة".