عشر قنوات فضائية خاصة تعمل الآن بأموال الفلول، وست قنوات منها على الأقل تتهم علنا بأنها أموال ممدوح إسماعيل وصفوت الشريف وزكريا عزمى وجمال مبارك يلعب بها وسيط معروف طارئ على الإعلام المصرى، وأهم برامج التوك شو فى تلك القنوات يعمل عليها نفس رجال جمال مبارك وأنس الفقى، بالاسم والصفة والطريقة والرواتب الضخمة، فقط تغيرت الشاشة، من ماسبيرو إلى مدينة الإنتاج الإعلامى، وجميع هذه القنوات تحشد منذ أشهر بصورة علنية صريحة للعنف المنفلت وتهاجم أى مؤسسة رسمية وتحرض على الأمن والمؤسسة العسكرية والإخوان والإسلاميين والبرلمان والانتخابات وكل ما يمثل "الدولة"، وهناك صحيفة يومية شهيرة من صحف "الفلول" تحولت عناوينها خلال الأسابيع الماضية إلى محاولة مكشوفة وملحة ومستديمة ويومية للإعلان عن خراب مصر والتحرض على العنف والانفلات الشعبى فى أى مجال. على نفس المسار، "دولة مبارك" بالكامل تقريبًا موجودة فى مكان واحد فى طرة، ورغم الدعوات الشعبية المتلاحقة لتفريق هذه المجموعة، إلا أن هناك إصرارًا عجيبًا على تركهم فى مكان واحد، ونسمع كل عدة أيام أخبارًا للفرقعة وذرا الرماد فى العيون عن ضبط موبايل لدى أحمد عز أو شريحة أريد إدخالها إلى جمال مبارك، وكلها "هجايص" لا يصح أن تقدم للعقلاء، جمال وعلاء وعز وأنس الفقى وسرور والشريف وعزمى والعادلى وحسن عبد الرحمن وغيرهم من عصابة الشر التى يتمثل فيها خبراء الأمن والسياسة والإعلام، لا يقضون أوقاتهم فى طرة يلعبون الكوتشينة، وإنما بكل بساطة هم يخططون، ويتآمرون، ومحامى المخلوع أعلن شعار هذه المؤامرات فى المحكمة صراحة بأنهم يعتبرون مبارك ما زال رئيسًا "الدولة"، بطبيعة الحال كسر هذه الخطط أصبحت ضرورة قصوى لأمن الوطن، وتفريق هذه المجموعة التى تمثل أركان "دولة مبارك" ونظامه، مطلب شعبى كما هى مطلب قانونى، كما هى مطلب أمنى، أضف إلى ذلك أنها مطلب ثورى، وإذا كنا نعترف أو نوقن فعلاً بأن مصر تعيش ثورة على الطاغية ونظامه، فإن البديهى أن توضع زوجة الطاغية قيد الإقامة الجبرية على الأقل خلال هذه الفترة الحرجة، وخاصة أنها كانت جزءًا فاعلاً وخطيرًا فى إدارة دولة مبارك، وأكثر من عشرة وزراء كانوا يتلقون التعليمات منها، وهى شخصية تآمرية بطبعها، وهناك إجماع من كل القريبين من دائرتها على أنها العقل المخطط والمدبر لمشروع التوريث الذى أراد اغتصاب كرامة وحرية وإرادة الشعب المصرى كله، فكيف تترك هذه الحرباء طليقة دون قيد أو دون إخضاع لأى سيطرة. مذبحة بورسعيد كان مقررًا لها أن تحدث فى مباراة الأهلى والإسماعيلى أو المصرى والإسماعيلى، لكن إقامة المباراتين بدون جمهور منع الكارثة هناك، فكان الاختيار على موقعة المصرى والأهلى فى بورسعيد، وأطراف الموقعة بالكامل هم جزء من منظومة دولة مبارك حتى الآن، فالمؤسسة الرياضية الرسمية فى مصر هم "فلول"، وغالبيتهم العظمى من رجال جمال مبارك وعلاء مبارك المدللين، والقسم الأكبر من الإعلام الرياضى الحالى هم "فلول" على وجه القطع أيضًا ، كما أن مجموعات الألتراس تم اختراقها أمنيًا من عدة سنوات، ومن المعروف لدى جميع مشجعى كرة القدم أن هذه التجمعات تم اختراقها بأشخاص فاعلين ومهيجين من قبل جهات أمنية عدة، لوضعها تحت السيطرة أو تحت المراقبة، وأحيانا كان يتم توجيههم لأهداف محددة، من خلال شخصيات قيادية تظهر عند الحريق وتختفى بعده مباشرة، وكثير من قيادات الداخلية الحاليين يعرفون رموز هذه التجمعات بالاسم ويستخدمونهم عند الحاجة، ولا يوجد جهاز أمنى حتى فى بلاد الواق واق لا يعمل رجاله وسط هذه التجمعات الجماهيرية الخطرة. هناك مؤامرة، نعم، ولكن المطلوب ليس هو التهويل من شأنها أو خلط الأوراق فيها أو التعامل بعصبية ومشاعر بدائية ثأرية، فقط تحديد مكمن الخطر ووضع أولويات المواجهة وخطط العمل بحكمة، وسننتصر. [email protected]