جددت قيادات إخوانية الدعوة إلى فصل النشاط الدعوي عن النشاط السياسي داخل جماعة "الإخوان المسلمين". وفي مايو الماضي، قال الدكتور جمال حشمت عضو مجلس شورى جماعة الإخوان في مقابلة صحفية، إنه "تأكد عزم كل الأطراف" داخل الجماعة على ضرورة "فصل الجانب الحزبي التنافسي عن الجانب الدعوي والتربوي" و"سيُعلن عن هذا قريبًا". وسبق أن طالب الدكتور عمرو دراج، مسؤول الملف السياسي بمكتب جماعة الإخوان المصريين في الخارج في مقال سابق له أوائل مارس الماضي، بتوسيع نطاق المراجعة الفكرية وتحديد أوجه المستقبل. واليوم، أكد دراج أن هناك توجهًا للإخوان إلى فصل العمل الحزبي عن الدعوي، عُرض على قطاعات واسعة من الجماعة، ويناقش داخليًا وإعلاميًا على نطاق واسع، موضحًا أن اللجنة الإدارية العليا تدرس هذا الأمر حاليًا بشكل عميق. وتوقع دراج في حوار له، أن يتم الإعلان عن قرار الفصل رسميًا خلال الأسابيع المقبلة، "خاصة أن هناك توافقًا كبيرًا داخل كثير من مؤسسات الجماعة، وبين عموم "الإخوان"، على أهمية هذا الفصل وضرورته؛ للحفاظ على الجماعة، واستعادة دورها الدعوي والمجتمعي بشكل أفضل". وأضاف في تصريحات له اليوم، أن الجماعة بهذا الفصل "ستقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب السياسية"، متوقعًا أن تسفر "عملية التفاعلات الصحية التي تجري داخل "الإخوان"؛ عن إصلاحات مهمة في مسار الجماعة". ورأى دراج، الذي شغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الرئيس الأسبق محمد مرسي، أن قرار حركة النهضة التونسية بالتحول الكامل إلى حزب سياسي سيحدث "فراغًا دعويًا ومجتمعيًا، خاصة أنه لاتوجد مؤسسات كبيرة حتى الآن في تونس تقوم بمهمة الدعوة بكفاءة، وهذا قد يؤدي إلى جنوح بعض الشباب للتطرف". وفي الوقت الذي ألمح فيه إلى أن قرار "النهضة" قد يكون نتيجة مراعاة العامل الخارجي بقدر كبير، والوقوع في هاجس التخوف مما حدث في مصر؛ فقد شدّد دراج على أن قرار الفصل بالنسبة لجماعة الإخوان هو نتيجة مراجعات ذاتية وعوامل مجتمعية، مؤكدًا أنه "لا يوجد أي طرف خارجي له علاقة بهذا القرار المنتظر". وكان إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة، اتخذ قرارًا بتجميد عضوية 8 من أبرز قادة الإخوان المطالبين بتغيير كل القيادات القديمة، كان من بينهم دراج. وأعرب الدكتور عز الكومي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عن استيائه من هذه الدعوات، ووصف دعوة "دراج" ب"التدليس"، قائلاً: "دراج ليس مسئولاً عن أي ملفات بالجماعة وهو مجد العضوية" وأضاف الكومي ل"المصريون": "لا أؤيد ولا أرفض والجماعة بها من المؤسسات ما هو كفيل إقراره الشأن أو ذاك بإقرار هذا الشأن أو ذاك"؛ وأضاف: "أنا ضد الفصل لأنه دعوة مغلفة للعلمانية بفصل الدين عن الحياة، وهذا منزلق خطير كما فعلت النهضة في تونس". وتابع: "جماعة الإخوان منذ تأسيسها دعوة لشمولية الإسلام وكان الرسول صلى الله عليه وسلم المسؤول الديني والدعوى والروحي لرئيس الدولة في أن واحد، متسائلاً: "ما الذي حدث فهل نزل الوحي على دراج؟ ولماذا قبل أن يكون وزيرًا وهو عضو عامل في جماعة الإخوان"؟. وجاءت التصريحات الصادرة عن إخوان مصر حول فصل الدعوي عن السياسي عقب قرار حركة "النهضة" التونسية التابعة للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، الذي أعلنته على لسان رئيسها راشد الغنوشي، خلال اجتماع مجلس شورى الحركة، بتخليها الكامل عن النشاط الدعوي الديني والتفرغ للنشاط السياسي فقط.