كلاي..بطل بنكهة اسلامية

في حوار مشهود وامام جمهور لا يدين بالاسلام وعلى شاشات تنقل الحوار في العالم بأسره..وجه ولد صغير سؤالاً الى بطل العالم في الملاكمة محمد علي كلاي..ماذا ستفعل بعد اعتزال الملاكمة؟..اشياء كثيرة يستيطع ان يفعلها بطل العالم في الملاكمة.. يملك المال والشهرة والعلاقات والقوة..كان الرد مفاجئاً.." سأستعد للقاء الله "..واستطرد محمد علي في الحديث بحماس بطل ورؤية مسلم وعقيدة مؤمن فتدفقت كلماته كحبات المطر.. تحدث عن المخلوقات التي لابد لها من خالق..وعن الروح التي تسكن الجسد..وعن الموت الذي لا فرار منه..وعن الدنيا كدار امتحان..وعن الحساب والجزاء والعقاب.. وعن انتصاراته التي لن تكون سبباً في دخوله الجنة.. أما عن حياته بعد اعتزال الملاكمة فقرر ان تكون لله..شهرته سيوظفها في عمل الخير ونشر السلام..كانت رسالة قوية وصادقة وذكية..رسالة تسوق الاسلام بحكمة.. الملاكم القوي تخلى عن قبضته واستخدم قلبه.. وطاوعه لسانه..منح الآخرين فرصة عظيمة لينفذوا الى قلب بطل مسلم، عرفوا ان الله هو الذي يهمه والجنة هي هدفه..وعرفوا ان المسلم الحق اذكى من ان يقع في براثن دنيا تقبل عليه بكل ملذاتها.. وعرفوا ان الاسلام دين حب وسلام وخير..اما في الحلبة فكان كلاي اسطورة بالفعل.. يراوغ كالفراشة ويلدغ كالنحلة..هكذا وصفوه..سر كلاي يكمن في حركته على الحلبة..كان مبهراً في توجيه اللكمات الخاطفة التي تنفذ بين ثغرات خصومه..وكان اكثر ابهاراً في تفادي لكماتهم.. كان يرقص أمام خصومه ليشتت تفكيرهم وينعم هو بالهدوء .. كان ملاكماً وفيلسوفاً على الحلبة.. كلاي الذي مثل الولايات المتحدة الأمريكية في البطولات العالمية ووضعها على منصة التتويج رفض ان يشاركها في الحرب على فيتنام.. موقف عصيب كان عليه ان يختار فيه اما الانحياز لدينه او الاستجابة لنداء وطنه..اخبرهم بان الحرب لا تتوافق مع تعاليم دينه.. وان الحرب تفتقد الحق.. لم يكتفي بالرفض بل قاد مظاهرات ضد الحرب..حكموا عليه بالسجن 5 سنوات ونقض الاستئناف الحكم فقرروا ابعاده عن الحلبة والمشاركة في البطولات لمدة عامين..عاد بعدها ليكسب بطولة العالم ومعها مبادئه وتخسر الولايات المتحدة حربها وجنودها...رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
د. عبدالله ظهري
Facebook: Elbarjal