دخل الإخوة جيرى وويلسون وجونى بالاسيوس التاريخ بعد أن أصبحوا فى واحد من تلك المواقف نادرة الحدوث، أول ثلاثة أشقاء يشاركون فى منتخب واحد (هندوراس) فى تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم. وانضم جيرى، المهاجم المحترف بالصين، إلى ويلسون وجونى فى جنوب أفريقيا بعد أن تم استدعاؤه بشكل عاجل من جانب المدير الفنى الكولومبى رينالدو رويدا ليحل محل لاعب الوسط خوليو سيزار، الذى استبعد من قائمة المنتخب الهندورى للإصابة. وبذلك بات مؤكدا أن تترك «سلالة بالاسيوس» كما يطلق عليها فى هندوراس (هناك شقيق رابع يدعى ميلتون يلعب فى أحد الأندية المحلية)، أثرها أيضا فى جنوب أفريقيا. ولم يبد جيرى (28 عاما)، أحد لاعبى القائمة المبدئية الهندورية التى ضمت 30 لاعبا، أى عائق للحلول بدلا من خوليو سيزار دى ليون الشهير ب«رامبو» لاعب تورينو الإيطالى، أحد أكثر اللاعبين شعبية فى هندوراس بفضل مسيرته الممتدة خارج البلاد. ويعد «رامبو» جزءاً من واحد من أفضل الأجيال الهندورية فى الأعوام الأخيرة، ومثل استبعاده الإجبارى ضربة قوية له شخصيا وللمدرب رويدا وللجماهير، خاصة فى ظل غياب المهاجم الكبير كارلو كوستلى للإصابة أيضا. أما الشقيقان الآخران فهما جونى بالاسيوس (23 عاما)، قلب دفاع أوليمبيا بطل هندوراس الحالى، وويلسون (25 عاما) لاعب الوسط وأفضل لاعبى الجيل الحالى، بعد أن تألق فى الدورى الإنجليزى أولا مع ويجان ثم مع توتنهام فى الوقت الحالى، حيث يتابعه العديد من الفرق الأوروبية الكبرى، بحسب الصحافة الرياضية الهندورية. وترعرع الإخوة بالاسيوس فى لاسيبا، إحدى أهم المدن الهندورية على ساحل الكاريبي، وهم لا يزالون متأثرين بمأساة اختطاف وقتل أصغرهم إدوين عام 2007 ، قبل العثور على جثمانه عام 2009. وإذا كان غياب كارلو كوستلى قد حرم هندوراس من المشاركة فى بطولات كأس العالم بوالد ونجله (لعب ألان كوستلى كقلب دفاع فى المنتخب الذى شارك فى مونديال 1982 فى إسبانيا)، فإن غياب «رامبو» فتح الباب للمرة الأولى فى تاريخ المونديالات أمام مشاركة ثلاثة أشقاء فى منتخب واحد، بعد أن تعددت مشاركات شقيقين معا أكثر من مرة مثل الهولنديين رينيه وويلى فان دى كيركوف اللذين لعبا فى مونديالى 1974 بألمانيا و1978 فى الأرجنتين، أو كالتوأم المصرى حسام وإبراهيم حسن فى مونديال إيطاليا عام 1990 على المستوى العربى. كما نتجت مشاركة الأشقاء بالاسيوس عن الوضع الصعب، الذى عاشته هندوراس خلال الأسابيع التى سبقت مونديال جنوب أفريقيا، مع تعدد إصابات العديد من نجوم الفريق، ومن بينهم ويلسون نفسه لولا تعافيه. وفى الوقت الذى بدا فيه أن الهدوء بدأ يعود إلى المعسكر الهندورى، أصيب دى ليون تاركا موقعه لجيرى بالاسيوس، كى يسطر الأخير وشقيقاه صفحة لم تفتح من قبل فى تاريخ كرة القدم.