كشفت فعاليات مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام «أسكو» الذى أقيم الأسبوع الماضى بمدينة شيكاغو، عن تطورات جديدة فى علاجات أورام السرطان تتمثل فى إضافة فحص الرنين المغناطيسى للكشف المبكر عن أورام الثدى، وعلاج الأورام الأولية صغيرة الحجم باستخدام العلاج الموجه «تراستوزوماب» دون إضافة العلاج الكيميائى وتقليل نسب ارتجاع المرض إلى 80٪، والاستغناء عن العلاج الإشعاعى للسيدات فوق 70 عاماً واستخدام «الماموجرافى» للفحص المبكر لأورام المبيض، وتقليل مخاطر إعادة ظهور «الليمفوما» المتحصولة بنسبة 50٪ باستخدام مجموعة «ريتوكسيماب». حضر المؤتمر الذى يعد الأكبر على مستوى العالم فى المجال الطبى أكثر من 30 ألف طبيب متخصص حول العالم، ونوقشت فيه 4000 ورقة بحثية تم قبولها من أصل 10 آلاف بحث قدمت، من بينها 10 أبحاث مصرية. قال الدكتور دوجلاس بلينى، رئيس المؤتمر: «إن العلم يتطور يومياً بشكل مذهل حول فهم طبيعة مرض السرطان المعقدة، وتتم ترجمة تلك المفاهيم فى صورة عقاقير جديدة أكثر فاعلية فى القضاء على الأنواع المختلفة منه، بحيث تستهدف الخلية السرطانية بشكل دقيق وتقلل من الآثار الجانبية على المريض». وأضافك «الأبحاث والدراسات المتقدمة تثبت فى مجال السرطان يوماً بعد الآخر أن الاستثمار فى هذا المجال له مردود كبير فى ظل تطوير علاجات أكثر ملاءمة ونجاحاً للحالات الفردية»، مطالباً بتخصيص المزيد من الموارد لتدعيم البرامج الطموحة ومواصلة الإنجاز. وأثبتت دراسة قدمت أثناء المؤتمر استخدام الفحص بالرنين المغناطيسى للكشف المبكر عن أورام الثدى إضافة إلى أشعة الماموجرافى للتشخيص والكشف المبكر عن أورام الثدى فى السيدات أكثر من 45 عاماً، خاصة من لهن تاريخ عائلى فى مجال الإصابة بسرطان الثدى، حيث أكد المتخصصون أن سرطان الثدى من أكثر الأمراض انتشاراً والأوفر حظا فى مجال التطوير مما خفض نسب الوفيات بشكل ملحوظ. وكشفت نتائج دراسة حديثة موسعة استمرت 7 سنوات بمدينة نيويورك لأول مرة، أنه يمكن علاج المرضى المصابين بأورام الثدى باستخدام مجموعة «تراستوزوماب» كعلاج موجه بمفرده ودون علاج كيميائى، بشرط أن يكتشف الورم مبكراً ولا يتعدى حجمه 1 سم، على أن تكون الغدد الليمفاوية سلبية، وفى هذه الحالة تكون نسب الشفاء مشابهة تماماً للعلاج الكيميائى ولكن دون آثار جانبية على المريض مثل التى تلحقها العلاجات الكيماوية. وقالت الدكتورة كاثى ميلر، أستاذ علاج الأورام بأحد أكبر مراكز السرطان فى الولاياتالمتحدة، إن هناك أبحاثاً جديدة مبشرة لعقاقير جديدة موجهة يمكنها الوصول إلى عدة أهداف داخل الخلية المصابة فيما يضمن القضاء على الورم نهائياً. يذكر أن العلاجات الموجهة هى أدوية تستهدف الخلايا السرطانية المصابة لتدميرها دون الخلايا الأخرى السليمة، وهو ما يصنع الفارق فى تحسين نوعية الحياة للمريض. وفى بحث مصرى قدمه الدكتور هشام الغزالى، أستاذ علاج الأورام جامعة عين شمس، وتمت مناقشته بالمؤتمر، أكد فيه نجاح استخدام مجموعتين من الأدوية الحديثة فى علاج أورام المخ الأولية المرتجعة ونسبتها 1٪ من كل أمراض الأورام والتى كانت نسب الشفاء فيها قليلة جداً، مشيراً إلى أن الجراحة تستخدم فى استئصال أورام المخ بنسب محددة فقط، فيما يطلق عليه «الجراحة الآمنة» التى لا تترتب عليها إصابة المريض بالشلل مثلاً. كما تحدث عن نتائج دراسة «جى بى جى 26» التى أظهرت ضرورة استمرار علاج السيدات المصابات بسرطان الثدى الإيجابى لمستقبلات «هير 2» المتقدم بمادة «تراستوزماب». وأوضح الغزالى أن الخريطة الجينية مكنت من استحداث علاجات مختلفة يمكن توجيهها لكل سيدة بذاتها طبقاً للمحتوى الجينى الخاص بها، مما يترتب عليه سرعة وارتفاع نسب الشفاء وتقليل الآثار الجانبية. وخلال المؤتمر تم عرض نتائج دراسة «بريما»، التى شملت أكثر من 1200 مريض مصاب بالليمفوما «ورم الغدد الليمفاوية» من 25 دولة حول العالم. وأظهرت نتائج المرحلة الثالثة من الدراسة أن مجموعة «ريتوكسيماب» تقلل من مخاطر إعادة ظهور الليمفوما المتحوصلة بمقدار النصف، وتضاعف من فرصة المريض فى الحياة دون تدهور الحالة. وأوضحت الدكتورة ابتسام سعد الدين، أستاذ علاج الأورام جامعة القاهرة أن الليمفوما المتحوصلة من الأنواع الشائعة لأورام الليمفوما، ويطلق على هذا النوع أيضاً «الليمفوما الكسولة»، نظراً لطبيعتها البطيئة فى النمو والانتشار، ومع مرور الوقت تتحول ثلث الحالات المصابة بالليمفوما المتحوصلة لتصبح خلايا B سريعة النمو والانتشار. ويعد الهدف الأساسى لعلاج الليمفوما المتحوصلة هو منع تطور المرض، الذى يمر بفترات ظهور وخمول.