حافظ منتخب جنوب أفريقيا على سجل منتخبات القارة السمراء فى مباريات الافتتاح ببطولات كأس العالم دون هزيمة بعد تعادله مع المكسيك، فقد فاز الكاميرون على الأرجنتين فى افتتاح مونديال إيطاليا عام 90، كما فاز المنتخب السنغالى على فرنسا فى مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، وهى بداية جيدة لأصحاب الأرض وللقارة السمراء. تعادل جنوب أفريقيا والمكسيك بهدف لكل منهما نتيجة عادلة للفريقين، فقد سيطر المكسيكيون على الشوط الأول وأضاعوا العديد من الفرص السهلة، بعد أن بدأوا المباراة بكل قوة عكس التوقعات ولم يخشوا رهبة البداية وجماهير أصحاب الأرض المحتشدين فى استاد سوكر سيتى، ولعبوا بتكتيك ضاغط فى وسط الملعب مع استغلال الطرفين، خصوصاً عن طريق رودريجيز الظهير الأيمن النشيط، الذى فتح جبهة قوية فى الجهة اليسرى للبافانا بافانا ومعه أجويلارد، وكانت لهما الغلبة فى تلك المساحة، ولولا براعة حارس جنوب أفريقيا «كونى» لمنى فريقه بهزيمة ثقيلة، بعد أن زاد عن مرماه فى ثلاث فرص خطيرة.. وفى المقابل عاب أصحاب الأرض فى الشوط الأول بطء التحضير ووضح تأثر اللاعبين سلبياً بعامل الجماهير، فتوتروا ولم يقدموا كل ما لديهم، لكن الحال تبدل فى الشوط الثانى، بعدما أشرك المدير الفنى الكفء كارلوس ألبرتو باريرا، «ماسيلالا» ليدعم الجهة اليسرى وسد الشارع الذى استغله المنافس من تلك الناحية، وهو ما دعم دفاعات الفريق وكان للهدف الذى أحرزه تشابالالا مفعول السحر فى نفوس أصحاب الأرض، فبدأوا فى تناقل الكرة بشكل جيد وقدموا كرة جميلة فى الشوط الثانى، وأضاعوا أكثر من فرصة خطرة، ولولا خطأ الدفاع لانتهت المباراة بفوز أصحاب الأرض. منتخب جنوب أفريقيا يملك خط وسط قوياً لكن نقطة ضعفه تكمن فى خط الظهر فلديه دفاع سيئ بالإضافة إلى ظهيرى جنب ساذجين، ينبغى على الجهاز الفنى زيادة توجيههما، وأن يزيدا من سرعة ارتدادهما للدفاع عندما يتقدمان للمساندة الهجومية. أفضل لاعب فى المكسيك لفت نظرى هو سانتوس وهو لاعب مهارى لكن يعيبه من وجهة نظرى لعبه الفردى، فى المقابل أجاد من جنوب أفريقيا حارس المرمى كونى وتشابالالا. من وجهة نظرى أن كارلوس البرتوا، المدير الفنى للأولاد، قد تفوق على خافيير أجواير، المدير الفنى للمنتخب المكسيكى، وأثبت أنه نقطة قوة لفريقه بعدما نجح فى تحويل المباراة لصالحه فى الشوط الثانى، وأنا شخصياً معجب به خصوصاً فى التبديلات التى قام بها فيما بدا أجواير تائها فى الشوط الثانى، وأعتقد أن عليه العمل بجدية إذا أراد الاستمرار فى البطولة لأن لديه عناصر شابة واعدة تحتاج إلى التوجيه السليم. أرى أن التبديل الذى أجراه أجواير فى الشوط الثانى بنزول المخضرم بلانكو «37 سنة» لم يكن فى محله، لأن بلانكو لم يضف أى جديد لفريقه، وهو لن يكون مثل ميلا فى كأس العالم 90، عندما شارك وهو يقارب الأربعين، ونجح فى تغيير نتائج مباريات فريقه التى شارك فيها، وأعتقد أن بلانكو فى تلك البطولة قد كتب نهايته فى الملاعب وبات عليه التفكير الجدى فى الاعتزال حتى يترك انطباعاً جيداً لدى الجماهير عنه. أداء حكم المباراة الأوزبكى راشفان إيرماتوف يستحق الإشادة خصوصاً فى الهدف الذى ألغاه للمكسيك، وهو من تسلل واضح ولم ألحظ له أى أخطاء طوال ال90 دقيقة. أما المباراة الثانية بين فرنسا وأوروجواى فقد جاءت عكس التوقعات، ولم تشهد أى متعة كروية خصوصاً من جانب الديوك الذين جاء أداؤهم مخيباً للآمال، ووضح أن الفريق ينقصه وجود النجم الكبير القادر على قيادته داخل المستطيل الأخضر وقد تذكرت زين الدين زيدان وترحمت على أيامه. اعتمد دومينيك، المدير الفنى لفرنسا، على اللعب بطريقة 4/4/2 التى تتحول أثناء المباراة إلى 4/2/1/2/1 ولم تفلح طريقته فى التغلب على الطريقة الدفاعية البحتة التى لعب بها منتخب الأوروجواى، الذى اعتمد على الدفاع بثمانية لاعبين أمام مرماه والاعتماد على الهجمة المرتدة بواسطة فورلان وسواريز، ومن وجهة نظرى أن طريقة دومينيك لم تكن لتصلح لأن رأس حربة واحداً لا يكفى، وكان ينبغى عليه أن يشرك تييرى هنرى إلى جوار أنيلكا فى الشوط الثانى، وإذا كان هناك مسؤول عن تعادل الديوك فهو المدير الفنى لعدم إجادته قراءة المباراة بشكل جيد وتغييراته الخاطئة. أنيلكا لم يكن موفقاً وريبيرى لم يضف جديداً للفريق الفرنسى وكان يلعب بفردية واضحة، كما أن هنرى لم يضف جديداً للفريق بعد نزوله فى الدقيقة 72 بدلاً من أنيلكا وبصفة عامة افتقد الديوك المساندة الإيجابية من لاعبى الوسط، فى المقابل تألق من منتخب أورجواى فورلان وسواريز، ويستحق الأول أن يكون نجم المباراة. على الرغم من النتيجة غير المرضية للمنتخب الفرنسى لكنى أرى أن حظوظه فى التأهل للدور التالى كأول المجموعة لاتزال قائمة بقوة، ودعونا نتذكر بطولة 2006 التى بدأها الديوك بتعادل لكنهم مع استمرار المنافسات تأهلوا إلى المباراة النهائية، وأرشح مع فرنسا منتجب أورجواى لأنه فريق قوى ومنظم أما جنوب أفريقيا فرغم تعاطفى معها على المستوى الشخصى، لكنى أرى أنها ستكون بعيدة عن المنافسة، لأن الفريق به ثغرات كبيرة ولا يملك مهاجمين على مستوى متميز، قادرين على هز شباك المنافسين.