هل يصدق قيادات الحزب الوطنى أن انتخابات الشورى الأخيرة كانت نزيهة وعفيفة وشفافة، وأن المعارضة والإخوان ومعهما بعض مرشحى الحزب الوطنى الذين سقطوا أو استبعدوا هم الذين يحاولون تشويه صورة الحزب النقية؟! من المؤكد أن الإجابة هى لا.. فلا أغلب الناخبين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، ولا الفائزون حصلوا على تلك الآلاف من الأصوات، والكل يعرف أن الانتخابات مزورة فى أغلبها. ولكن ما يستحق التوقف والتأمل هو تلك الفجاجة فى التزوير، تلك الثقة فى عدم وجود رد فعل وعدم مبالاة الشعب وكأن الأمر لا يعنيه، وهذا الاستعراض الديمقراطى للحزب قبل الانتخابات وكأن هناك انتخابات وخصوماً فيما كل الفضل يرجع إلى ضباط الداخلية ولولاهم لتغير الأمر كثيراً!! لماذا حرص الحزب الوطنى على تزوير الانتخابات بفجاجة وكان يستطيع تزويرها بهدوء ورقى.. وله فى ذلك خبرة وسوابق؟ ألا يثق الحزب فى قدراته، ويعرف جيداً أن أغلب الأحزاب بلا وجود فى الشارع المصرى ولا يوجد منافس حقيقى؟.. والإخوان المسلمين؟ نعم هذا هو بداية الأسئلة الجادة، فالإخوان المسلمون هم شماعة وفزاعة الحزب الوطنى، هم مبرر التزوير والبطش بزعم المخاوف من وصولهم إلى الحكم لأنهم منظمون ويستغلون الشعارات الدينية فى مغازلة البسطاء من الشعب. لا أصدق أن قيادات الحزب تؤمن بذلك ولكنها تستغله لحسابها، لمستقبلها السياسى ولمداراة فشلها فى الوصول إلى الناس، على الرغم من خلو الساحة من أى قوى سياسية حقيقية بما فيها الإخوان والدكتور البرادعى، فهما الغطاء للمستفزين والمهزومين والغاضبين والرافضين للحزب الوطنى. الحزب الوطنى أراد أن يقول كلمة واحدة للجميع وبفجاجة: «انسوا»، سنفعل ما نشاء ولن يدخل الشورى أو الشعب إلا من نريد، ولن يراهما إخوانى، وهذه «بروفة» مصغرة لانتخابات مجلس الشعب المقبلة. سترون دائرة نجح نائبها فى مجلس الشعب الدورة الماضية بعشرة آلاف صوت مع إنفاقه الملايين، وفى الدائرة نفسها سترون مرشح حزب صغير عليه نزاعات ينجح ب120 ألف صوت، فيما لا يعرفه أبناء الدائرة. «هى كده وإذا كان عاجبكم»، بل سترون دوائر حصلت فيها أسماء مجهولة على مئات الآلاف من الأصوات، وهى دوائر لم يحصل فيها الرئيس شخصياً على تلك النسبة من الأصوات. إنه العبث، الاستفزاز، التحدى، والاندفاع من قادة الحزب الوطنى، هم يراهنون على امتلاكهم السلطة والقوة، ويعتقدون أنهم يسيطرون على الإخوان أمنياً، فيما الخوف الحقيقى يأتى من عامة الشعب الصامت إلى حين، والذى كان يراهن وينتظر أى بادرة للتغيير، ولكن الحزب الوطنى وأد كل الأحلام وقال للجميع: «انسوا»! [email protected]