ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الأحد، المجتمع الدولي، الاستمرار في تقديم دعمه المالي لأفغانستان بعد رحيل قوات الحلف الأطلنطي في نهاية العام 2014، لدعم استقرار هذا البلد المدمر بالحرب. وحذر «كي مون» في كلمة ألقاها في مؤتمر المانحين لأفغانستان، في طوكيو، من أن «عدم الاستثمار في الإدارة الرشيدة، والقضاء، والحقوق الإنسانية، والتوظيف، والتقدم الاجتماعي، قد يقضي على الاستثمار والتضحيات المبذولة خلال 10 سنوات، وأن ثمة مخاوف عدة حيال الإدارة الأفغانية، يجب معالجتها بما فيه مصلحة الشعب الأفغاني». وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى التقدم الذي أنجز برعاية الرئيس حميد كرزاي وحكومته على طريق الأمن والتنمية، وشدد على أن «هذه المكتسبات لا تزال هشة». ودعا «كي مون» إلى «عدم نسيان الحاجات الإنسانية لأفغانستان واللاجئين، وبذل جهد إضافي من أجل النساء والأطفال في هذا البلد، خصوصا في مجال تعليم الفتيات ومشاركة النساء في الحياة السياسية». من جانبه قال الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، محذرا، إن «أفغانستان لا تزال مهددة بشكل خطير بالإرهاب والتطرف»، داعيا المجتمع الدولي إلى «عدم التخلي عن جهوده». ونبه وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إلى أن «دعمنا لا يمكن أن يتكلل بالنجاح إن لم نلتزم بتعهداتنا من هذا الطرف أو ذاك، ومن جانبنا نتعهد بتحقيق وعودنا، ومن الجانب الأفغاني يتعهدون بإدارة رشيدة وبتنظيم انتخابات عادلة في المهل المعطاة، وبتنفيذ توصيات اقتصادية دولية، وبمكافحة الفساد، واحترام حقوق الإنسان، خصوصا حقوق النساء التي كانت مهددة كثيرا في الماضي». وتعتمد أفغانستان بشكل كبير في دعم اقتصادها على المساعدات الدولية، ويعتبر سكان أفغانستان المقدر عددهم بحوالى 30 مليون نسمة من أفقر شعوب العالم، مع إجمالي ناتج داخلي للفرد بمستوى 528 دولارا في 2010، و2011 بحسب البنك الدولي. وتعتبر اليابان التي ترأست مع أفغانستان المناقشات أنه ينبغي في ختام هذا الاجتماع، الذي استمر يوما واحدا، تأمين مبلغ إجمالي قدره 16 مليار دولار من الآن وحتى 2015، يشمل التزامات جارية ووعودا جديدة. يذكر أن ممثلي أكثر من 80 بلدا، اجتمعوا، الأحد، في طوكيو في إطار مؤتمر دولي مخصص للبحث في المساعدة المدنية التي ستمنح لهذا البلد، بعد انسحاب قوات الحلف الأطلنطي.