غرفة السياحة: نتصدَّى لمحاولات احتكار الحج والعمرة لصالح أحد مشاهير الدعاة

سيطرت حالة من التخبط بين كبار المتعاملين بسوق السياحة الدينية العاملة برحلات الحج والعمرة، إثر أنباء ترددت بينهم عن وجود «تربيطات» يقوم بها رجال أعمال ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وحلفاء لهم، للسيطرة على هذه السوق من خلال تأسيس كيانات كبيرة.
وأعرب ممثلون بلجنة السياحة الدينية في غرفة شركات السياحة، عن مخاوفهم من وجود محاولات للسيطرة على سوق الحج والعمرة، عقب صعود الإخوان، بينما شدد صاحب أكبر شركات السياحة الدينية على نفيه لهذا الأمر.
قال علاء الغمري، عضو لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، إننا نتصدى حاليًا كغرفة منتخبة شرعية لمحاولات بعض المتعاملين برحلات الحج والعمرة للسيطرة على هذا النشاط، من خلال جمعيات يقودها أحد مشاهير الدعاة.
وتوقع الغمري، في تصريح ل«المصري اليوم»، حدوث صدام مباشر وظاهر خلال الفترة المقبلة بين اللجنة وغرفة شركات السياحة من جهة، وبين من وصفهم بمتعاملي الحج والعمرة من الدعاة والمنتمين لجماعة الإخوان حول الحصص السوقية.
وأوضح أن الغرفة بدأت في اتخاذ خطوات استباقية للدفاع عن بقائها بالسوق، في ظل بوادر هذا التهديد، وتمثلت في التقدم بطلب إلى مجلس الوزراء المرتقب تشكيله في الحكومة الجديدة، للحصول على حصة وزارة الداخلية من رحلات الحج، بعد أن قررت أن الموسم الحالي هو آخر مواسم تعاملاتها بهذه الحصة.
ووفقًا لعضو اللجنة الدينية بغرفة شركات السياحة، فإن حصة مصر من «كوتة» رحلات الحج المخصصة من المملكة العربية السعودية تصل إلى 76 ألف تأشيرة، منها 30 ألفًا للسياحة، 25 ألفًا لوزارة الداخلية، و13 ألفًا للتضامن.
وأشار الغمري إلى أن هناك شخصيات تتعامل بالحج والعمرة من خلال الجمعيات، وهي التي تجري محاولات لتأسيس شركات سياحة ذات رأسمال كبير، للاستحواذ من الباطن على سوق العمرة والحج.
ولفت إلى أن هناك فكرة تقدمت بها إحدى الشركات التي لها علاقة بأحد الدعاة المعروفين، بتغيير نظام الحج والعمرة الراهن، ليس بهدف خدمة العملاء، ولكن الاستحواذ على جانب كبير من هذا النشاط باستغلال النفوذ السياسي الداخلي، والعلاقات مع بعض الأطراف السعودية، وقال الغمري: «سنتصدى لهذه المحاولة وسنرعى مصالح جميع الأطراف بحياد».
وأضاف أنه بالنسبة لمشكلات الحج والعمرة تم الاتفاق على إنشاء غرفة عمليات لمتابعة حركة الرحلات، على أن يتوزع مسؤولو الغرفة بين القاهرة والرياض، وذلك من يوم 25 شعبان الجاري.
من جانبه قال أشرف شيحة، صاحب إحدى شركات السياحة المتعاملة بسوق الحج والعمرة، إنه يستبعد وجود تحالفات وتربيطات من الإخوان للسيطرة على الحج والعمرة.
وأوضح أن الفكرة التي اقترحها لإنشاء «هيئة عليا للحج»، قد تقدم بها إلى رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري قبل استقالة حكومته، وتم تحويلها إلى الجهات المتخصصة لدراستها وإبداء الرأي فيها.
ونفى شيحة وجود توجه لديه بالتعاون مع الداعية صفوت حجازي لتأسيس كيان للسيطرة على سوق الحج والعمرة.
وقال، تعليقًا على ما يتردد في هذا الصدد، «الكلام ده يردده المفلسون فكرًا ومنطقًا».
وأضاف: إذا تنازلت الداخلية عن حصتها من رحلات الحج، فستؤول لوزارة السياحة التي سنترقب أداءها في تنظيم الرحلات، لكنها إذا فشلت يجب عليها الاستعانة بشركات السياحة.
وأوضح شيحة أن السوق تضم 1600 شركة، منها 280 شركة تعمل بنشاط السياحة الدينية.