وصف الدكتور على الدين هلال، أمين لجنة الإعلام بالحزب الوطنى، الرئيس حسنى مبارك ب«الكتوم»، فى تعليقه على أسباب عدم إعلان الرئيس نيته إذا ما كان سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، أم لا. وقال هلال، فى حديثه لبرنامج «فى الصميم» الذى تعده داليا الشيخ، ويقدمه الإعلامى حسن معوض على قناة ال«بى بى سى» العربية، إنه لم تجر العادة فى مصر للإعلان عن الترشح فى الانتخابات قبلها بفترة طويلة، وأضاف أن مبارك له طريقة فى أدائه للأمور تتسم بالكتمان والحذر، مستطردا: «هو كتوم بطبعه، ولكنه كتوم بالقدر الذى تستوجبه مصلحة البلد». ونفى هلال، فى الحلقة التى تمت إذاعتها مساء أمس الاثنين، ما تردد بشأن تصعيد جمال مبارك، أمين لجنة السياسات، للترشح عن الحزب الوطنى فى حالة اتخاذ الرئيس قرارًا بعدم خوض الانتخابات، وقال إن الأمور لا تسير هكذا فى الحزب، وأن هناك انتخابات داخلية، مؤكدًا أن الحزب به شخصيات كثيرة تصلح للرئاسة، ولكنه فى الوقت نفسه، أكد أنه فى حالة ترشح الرئيس مبارك، فلن يتقدم أحد من الحزب ضده «احتراما لتاريخ ذلك الرجل وما قدمه لبلده منذ أن كان ملازما فى القوات الجوية إلى الآن». ودافع أمين لجنة الإعلام بالحزب الوطنى عن تمديد قانون الطوارئ، وأكد أن التعهد باقتصاره على حالتى الإرهاب والطوارئ، ليس تعهدا سياسيا أو أخلاقيا كما كان فى الماضى، بل أصبح التزامًا قانونيًّا، مشيرا إلى أن «قانون الطوارئ لن يؤثر فى الحراك السياسى، بدليل تزايد الاحتجاجات العمالية والسياسية على رصيف مجلس الشعب». وأوضح هلال أنه حتى فى ظل قانون الطوارئ، فإن أى إجراء يتم اتخاذه من جانب الأمن، من الممكن الطعن عليه، مؤكدا أن الحكومة لا تستطيع استخدام قانون الطوارئ فى غير ما نص عليه القانون. وبرر على الدين هلال السبب فى تأخير صدور قانون مكافحة الإرهاب، بأن الإرهاب جريمة استثنائية تحتاج إلى آليات جديدة، وقال إن الحزب الحاكم يرى أن قانون الإرهاب عليه أن يقيم توازنًا بين السلطات التى تحتاجها الدولة لمكافحة الإرهاب وحقوق المواطن وحريته، وتابع: «لاتزال أخطار الإرهاب فى مصر موجودة، ففى العامين الأخيرين تم تحويل 14 قضية إلى المحاكم، وهو عدد قليل مقارنة بالتسعينيات، بسبب وجود قانون الطوارئ، ونحن حريصون أن يأتى قانون مكافحة الإرهاب بما لا يقلل من حرية المواطن». وعن تعليقه حول إبداء الولاياتالمتحدة اعتراضها على تمديد الطوارئ، وهل تسبب ذلك فى انزعاج الحزب الحاكم، قال هلال إن أمريكا نفسها لديها من القوانين الاستثنائية ما تحمى به أمنها القومى، وأن جميع الدول سواء فيما يتعلق بأمنها القومى. وحول إمكانية تعديل المادة 76 التى تقضى بأن ينتمى المرشح للرئاسة لحزب سياسى، قال هلال إن أساس النظام الديمقراطى هو الأحزاب السياسية، وإن من يريد الدفاع عن الحياة السياسية فى مصر عليه أن يعطى دورًا أكبر للأحزاب السياسية، وأن يعمل على زيادة أعداد الممثلين للأحزاب السياسية فى البرلمان، مشيرا إلى أن قضية المستقلين تأتى فى المرتبة التالية. وفيما يخص المطالبات بتعديل المادة 76 من الدستور، بسبب حرمانها لبعض الشخصيات المهمة من الترشح للرئاسة، مثل عمرو موسى، أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور محمد البرادعى مدير الوكالة العالمية للطاقة الذرية السابق، قال هلال إن هؤلاء عليهم أن ينضموا إلى أحد الأحزاب السياسية، بما يتفق مع رؤاهم، موضحا أن البرادعى، بحكم النسب الأسرى، وبحكم أفكاره، أقرب ما يكون لحزب الوفد، خاصة أن والده كان نقيب محامى القاهرة، وله نشاط فى الوفد. وقال هلال إن الحزب الحاكم ليس منعزلا عن بقية الأحزاب، وإن هناك حوارا دائما، لافتا إلى أن مبارك كان يجتمع برؤساء الأحزاب بشكل مستمر فى فترة من الفترات، وأنه فى عام 2004 تم عقد اجتماع بين جميع الأحزاب السياسية، تحت مسمى «الحوار الوطنى»، وخرج بتوصيات، كان من أهمها رفض الرقابة الدولية على الانتخابات. وعن لجنة شؤون الأحزاب التى يصفها سياسيون بأنها «الخصم والحكم» بسبب انتماء أعضائها للحزب الحاكم، قال على الدين هلال: «إذا كانت اللجنة رفضت حزب الوسط، فقد سبق أن وافقت على الحزب الناصرى وحزب الجبهة الديمقراطية»، معترفا بأن وجودها يتناقض مع الديمقراطية الكاملة التى يسعى إليها الحزب. وبرر أمين لجنة الإعلام بالحزب الوطنى، عدم اختيار الرئيس مبارك لنائب له، بأن مبارك لا يريد أن يكرر ما فعله الرئيسان الراحلان جمال عبدالناصر والسادات بأن يعين نائبا له، ثم يصبح رئيسا، على الرغم من أن الدستور يسمح للرئيس بأن يعين نائبين له، وأن يعطى لهما الصلاحيات التى يراها. وحول ما تردد عن وجود صفقات بين الحزب الوطنى والأقباط قال هلال إن «كلمة الصفقات حق يراد به باطل، فإذا كانت هناك صفقة لمصلحة الوطن ولتحقيق المواطنة المصرية فأنا معها، ولكن إذا كانت صفقة لتحقيق مصالح شخصية فأنا ضدها»، ورفض هلال مبدأ تخصيص كوتة للأقباط فى المجالس النيابية قائلا: «أرى أن المسيحى المصرى يخوض الانتخابات شأنه شأن المسلم المصرى، والناخبون المسلمون والمسيحيون يصوتون له».