«نحن مراهقون نرفض المشاركة فى الجيش لاحتلال أراض فلسطينية وعلى استعداد لدفع ثمن نضالنا لصالح السلام».. رسالة أطلقها طلاب إسرائيليون بالمدارس الثانوية ليسمعها العالم.. فألقوهم فى السجون.. وما كان منهم إلا أن أطلقوا حملة عالمية لكشف ظلم دولتهم.. وسلاحهم الوحيد «الإنترنت». «الشمنستيم» تعنى طلاب الصف الثانى عشر باللغة العبرية أى مرحلة التخرج من المدرسة الثانوية والالتحاق بالجامعات، وهم فى سن 18 سنة التى تعتبر مرحلة التقدم للخدمة العسكرية فى إسرائيل، وعندما رفض مجموعة من الطلاب الانضمام للجيش لأنهم يرونه جيش احتلال، ويفرض سياسة القمع على الفلسطينيين بالقوة، تم اعتقالهم، فأسسوا حركة شبابية معارضة تحمل اسم «الشمنستيم». يقول «بن دافيد» مؤسس «الشمنستيم» وأكبر أعضائها، 19 عاما، الذى تم اعتقاله أكثر من مرة: «نتيجة اعتراضنا على الخدمة فى جيش الاحتلال والمشاركة فى حروب إضافية واستمرار إراقة الدماء على الجانبين، ورغبتنا لتحقيق تسوية سلمية وإقامة مجتمع عادل.. نحن الآن نجازى بالسجن.. لذلك نريد أن نظهر العالم حقيقة ما نواجهه من ظلم داخل دولتنا لرفضنا المشاركة فى ظلم الشعب الفلسطينى». وقامت الحركة باستخدام القوة الكاملة للإنترنت من مواقع وشبكات اجتماعية وتدوينات مرئية على موقع «يوتيوب» للترويج لأفكارها فى الداخل والخارج ما حقق حتى الآن انضمام أكثر من 20 ألف طالب وطالبة للحركة، وتشمل تلك التحركات موقعاً إلكترونياً ضخماً على رابط: december18th.org بهدف إرسال رسالة لإسرائيل لدعم حقهم فى الاعتراض سلمياً على عدم أداء الخدمة العسكرية، وطلب الموقع فى صفحته الرئيسية من كل الزوار ترك كلمة أو رسالة للإفراج عن أعضاء الحركة المعتقلين، معتبرين أن هذا الاعتقال انتهاك لحقوق الإنسان ويتعارض مع القانون الدولى. وضمن هذه الرسائل، رسالة من طالبة إسرائيلية عمرها 18 عاماً اسمها «تامار كاتز» قالت فيها: «أرفض الانخراط فى الجيش الإسرائيلى حتى لأسباب ضميرية، فأنا لا أرغب أن أصبح جزءاً من جيش احتلال يغزو الأرض الأجنبية منذ عقود، ويريد أن يستخدمنا فى سرقة الأراضى، واستبداد المدنيين وجعل الحياة صعبة على الملايين تحت ذريعة الأمن». وقام بعض الطلاب بتصوير تدوينة مرئية بشكل احترافى وبثها على «يوتيوب» حصلت على أكثر من 65 ألف مشاهدة، وتظهر 4 طلاب إسرائيليين «3 بنات وشاب» كلهم فى سن 18، ويعرفون أنفسهم بأنهم يهود وإسرائيليون لكنهم يرفضون الانضمام للجيش حتى لا يكونوا جزءاً من الاحتلال. الانتشار الكبير للطلاب على الإنترنت لاقى ترحيباً كبيراً خاصة من الشباب رفقائهم فى نفس الجيل من الأجانب أو العرب وحتى الإسرائيليين، الذين يتحدثون نفس اللغة، لغة الإنترنت، ما يهدد بحالة عصيان فى جيش الاحتلال الإسرائيلى قد يربك القادة العسكريين والساسة الإسرائيليين.