يدخل المنتخب الإسبانى الملقب ب«الماتادور» منافسات بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا وهو المرشح الأول لحصد اللقب لما يضمه من لاعبين يعتبرون صفوة نجوم الكرة الأوروبية، بالإضافة إلى تفوقه الساحق على نظرائه داخل القارة سواء من خلال فوزه بكأس الأمم الأوروبية 2008 أو تأهله المونديال باكتساح بعد أن فاز فى جميع مبارياته العشرة التى خاضها فى التصفيات وسجل مهاجموه 28 هدفا فى المباريات العشر بمعدل 2.8 هدف فى المباراة الواحدة، فيما لم يدخل مرماه سوى خمسة أهداف فقط للترابط الكبير بين خطى وسطه ودفاعه، فضلا عن الحارس العملاق إيكر كاسياس الذى تألق فى الذود عن مرمى الماتادور فى هجمات المنافسين الخطيرة. وخاض المنتخب الإسبانى التصفيات مستوى متدرج القوة بداية من مواجهته مع البوسنة والهرسك فى أول مباراة رسمية له بعد فوزه بأمم أوروبا، وفاز فيها بهدف وحيد لديفيد فيا الذى يشكل ثنائياً مرعباً مع فرناندو توريس، كما تخطى عقبتى أرمينيا واستونيا بسهولة، فى حين كانت المهمة الصعبة أمام تركيا، ولكن الهدف الذى أحرزه المدافع الهداف جيرار بيكيه يمنح الإسبان النقاط الثلاث فى مدريد، وفى إسطنبول تحقق النصر بشق الأنفس بعد أن كانت تركيا هى المتقدمة فى النتيجة. ونفس الأمر تكرر مع بلجيكا، ولكن فى مباراة العودة، سحقت إسبانيا الشياطين الحمر بخمسة أهداف نظيفة. وضمن الفوز الحاسم بنتيجة 3/صفر على استونيا فى إسبانيا تأهل الإسبان إلى كأس العالم قبل انتهاء التصفيات بجولتين، ولكن حتى بعد أن ضمن المنتخب التأهل لم تهدأ عزيمته ففاز على أرمينيا واختتم حملته بعرض متميز انتصر فيه على البوسنة 5/2. ويعيش ديل بوسكى حالة من الاستقرار النفسى مع وجود تكامل فى جميع الخطوط، على مستوى خط الدفاع فيمتلك الماتادور أحد أقوى المدافعين فى العالم وهو كارلوس بويول قائد الفريق ككل والملقب ب«بويول قلب الأسد» بسبب انقضاضه السريع على المنافسين قبل التفكير فى التصرف بالكرة، ومعه كل من جيرارد بيكيه زميله فى برشلونة، وسيرجيو راموس نجم ريال مدريد وخوان كابديفيلا لاعب فياريال، ومن خلفهم كاسياس الذى يعتبر صمام أمان المنتخب الإسبانى، ويكتمل العقد بالثنائى القاتل: دافيد فيا، وفرناندو توريس «الطفل»، اللذين يشكلان دائما مصدرا للخطر. شاركت إسبانيا فى كأس العالم 12 مرة من قبل، ومنذ بطولة ألمانيا عام 1974 لم تتخلف عن المشاركة، وكان المركز الرابع هو أفضل مركز حققته فى كأس العالم فى البرازيل عام 1950. وتخشى الجماهير الإسبانية من التعرض لخيبة أمل جديدة على غرار ما حدث من قبل فيما شبهته وسائل الإعلام الإسبانية بأنه عادة كريهة من حيث الفشل فى تحقيق نتائج عند الدخول للبطولات الكبرى بآمال ضخمة فى حصد اللقب، كما حدث فى مونديال 1990 بإيطاليا، فشل المنتخب الإسبانى المتألق آنذاك فى عبور دور الستة عشر للبطولة، وبعدها بثمانى سنوات، كان من المتوقع أن يقدم الفريق عروضا رائعة ونتائج جيدة فى كأس العالم 1998 بفرنسا ولكنه فشل حتى فى عبور الدور الأول، وفى مونديال 2006 بألمانيا، بدد الماتادور الإسبانى فرصته فى الفوز باللقب مثلما أشارت معظم التكهنات والتوقعات حيث سقط الفريق أمام نظيره الفرنسى 1/3 فى دور الستة عشر. حتى فى كأس القارات الماضية عام 2009 خيب الإسبان التوقعات بخسارتهم أمام المنتخب الأمريكى العنيد بهدفين نظيفين فى الدور نصف النهائى وهو ما وصفه الخبراء بنكسة الغرور الإسبانى الذى اكتسح جميع منافسيه فى افتتاح البطولة.