«البرازيل» هو المرشح الأول دائماً لحصد لقب بطولة كأس العالم كل أربعة أعوام لما يتمتع به من مهارات فردية لنجومه المحترفين عبر دول أوروبا، خصوصاً أنه صاحب الرقم القياسى فى عدد مرات الفوز بالمونديال بعد أن حصد اللقب خمس مرات من قبل، آخرها عام 2002 بكوريا واليابان. ولا يوجد أمام أبناء دونجا سوى إضافة لقب سادس إلى سجل بلادهم الذهبى، خصوصاً مع حملة التشكيكات الكبيرة التى نالها المدير الفنى بداية من التصفيات المؤهلة للمونديال، مروراً بإعلان القائمة المبدئية للفريق، وخلوها من مجموعة من أبرز لاعبى منتخب السامبا على رأسهم رونالدينهو وألكسندر باتو لاعبا ميلان الإيطالى. ويعتمد المنتخب البرازيلى تحت قيادة دونجا على اللعب الجماعى بعيداً عن الفردية والنجوم ذوى الأسماء الرنانة فى أسلوب قد يكون جديداً على نجوم «السامبا» مع وجود القليل من النجوم الكبار، مما يعطى إيحاء للمتابعين بأن المنتخب البرازيلى سيفتقد «اللعب الجمالى» فى هذه البطولة فى سبيل المنافسة بقوة على اللقب. ولا يشهد المنتخب البرازيلى الحالى خططاً ابتكارية أو هجومية تعتمد على الأسماء الجذابة مثل «الثنائى الشيطانى» المكون من روماريو وبيبيتو فى مونديال 1994 و«ثلاثى الراء» المكون من رونالدو وريفالدو ورونالدينهو فى مونديال 2002 أو «المربع الساحر» فى مونديال 2006 الذى أخفق فيه الفريق، إلا أن الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» اختار حارس المرمى، جوليو سيزار، الذى كان له دور كبير فى تعزيز الدفاع عن مرمى المنتخب البرازيلى خلال كأس القارات عام 2009، بالإضافة إلى ريكاردو كاكا الذى قاد الفريق إلى لقب القارات، وحصد جائزة الكرة الذهبية. ورغم تصدر البرازيليين التصفيات المؤهلة لكأس العالم بتسعة انتصارات وسبعة تعادلات وهزيمتين، وضمانهم تذكرة المرور إلى النهائيات قبل ثلاث جولات من اختتام التصفيات، فإنهم واجهوا انتقادات جماهيرية حادة، بسبب التعادلات السلبية على ملعبهم أمام كل من الأرجنتين وبوليفيا وكولومبيا. وبلغت النسبة المئوية لعدد النقاط التى حصدها الفريق بقيادة دونجا (76.7 بالمائة) ليتفوق بذلك على مواطنه لويس فيليب سكولارى (76.4 بالمائة) الذى قاد المنتخب البرازيلى لإحراز لقب كأس العالم 2002 فى كوريا الجنوبية واليابان. كما بلغ متوسط عدد الأهداف التى سجلها الفريق تحت قيادة دونجا أكثر من هدفين فى المباراة الواحدة، وهو ما يثير الشكوك حول الانتقادات الموجهة لقوة هجوم الفريق. وعلى مدار السنوات الأربع التى قاد فيها المنتخب البرازيلى، أحرز الفريق لقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) عام 2007 إثر فوزه على منافسه العنيد منتخب الأرجنتين 3/صفر فى المباراة النهائية، كما أحرز لقب بطولة كأس القارات عام 2009 بجنوب أفريقيا التى فاز فى دورها الأول على المنتخب الإيطالى بطل العالم 3/صفر. وشارك المنتخب البرازيلى فى كأس العالم 19 مرة من قبل ليصبح المنتخب الوحيد الذى شارك فى جميع كؤوس العالم الماضية، كما أنه البلد الوحيد الذى نال خمسة ألقاب: حقق خلالها الفوز فى 64 مباراة وتعادل فى 14 مباراة وخسر 14 مباراة فقط طوال 92 مباراة هى مشواره مع كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930. ووجه المنتخب البرازيلى إنذاراً لمنافسيه فى المونديال بعد تغلبه على نظيره الأيرلندى 2/صفر فى المباراة الودية التى جمعت الفريقين مطلع الشهر الحالى على ملعب «الإمارات» بالعاصمة البريطانية لندن فى أولى محطات البرازيل استعداداً لكأس العالم. ويستهل دونجا مسيرته مع المنتخب البرازيلى فى مونديال 2010 بلقاء منتخب كوريا الشمالية يوم 15 يونيو المقبل، ثم يتبعه لقاء الفريق مع منتخب كوت ديفوار قبل أن ينهى مسيرته فى الدور الأول بلقاء المنتخب البرتغالى ونجمه الشهير كريستيانو رونالدو، حيث تمثل هذه المباراة أصعب التحديات للفريق فى الدور الأول.