نفى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان أن يكون اعتقال د. حسن الترابى الأمين العام للمؤتمر الشعبى المعارض متعلقاً بأسباب سياسية، مؤكدا أن ما دار فى دارفور من معارك بين الحكومة وحركة العدل والمساواة أسفر عن مقتل 160 شخصا على الأقل، هو السبب الرئيسى وراء الاعتقال. وأكد قطب المهدى، القيادى البارز فى حزب المؤتمر الوطنى فى تصريحات نقلتها صحيفة «الرأى العام» السودانية، أن الترابى تم نقله إلى سجن كوبر فى الخرطوم وسيتم إطلاق سراح الترابى فور انتهاء التحقيقات معه، فيما هدد أنصار الترابى بالاعتصام أمام السجن حتى يتم الإفراج عنه. وقال المهدى، مسؤول المنظمات بالمؤتمر الوطنى: «فى العهد الديمقراطى الراهن لا يوجد مبرر سياسى للاعتقال، والترابى من حقه أن يتحدث ويعبر عن رأيه، ولكن هناك بعض القضايا تتطلب التحقيق معه، ولكن ليست هناك أسباب سياسية». وأضاف: «التحقيقات تتعلق بمجريات الأحداث الراهنة، خاصة فيما يتعلق بدارفور، وستكشف عما إذا كانت هناك ضرورة لاعتقال الترابى أم لا». وأكد قطبى أن الترابى لا يمثل خطراً على السلطة، وتابع: «لا أعتقد أن لهذا علاقة بدواعى الاعتقال وليس هناك أصلاً مهدد للسلطة، وبمجرد انتهاء التحقيقات سيتم إطلاق سراحه». كانت إدارة الأمن والمخابرات الوطنية قررت الحجز على ممتلكات شركة الندوة للصحافة والإعلام المحدودة، وإيقاف صحيفة «رأى الشعب» الناطقة باسم المؤتمر الشعبى، المملوكة للشركة. وأعلن مصدر أمنى سودانى لمركز الخدمات الصحفية السودانى أن قرار الحجز على ممتلكات شركة الندوة للصحافة والإعلام المحدودة وإيقاف الصحيفة التى تصدرها وهى صحيفة رأى الشعب الناطقة بلسان حزب الترابى، يأتى بسبب تناول الصحيفة تقارير مضللة تضر بالأمن القومى للبلاد. من جانبه، أرجع كمال عمر، الأمين السياسى لحزب المؤتمر الشعبى، اعتقال الترابى لكونه يمتلك أدلة وبراهين تؤكد تزوير الانتخابات. وأكد قدرة حزبه على حماية أمينه العام ومنسوبيه جميعاً، وقال إن الحزب سيستخدم السبل والوسائل السلمية جميعاً التى كفلها القانون، وعلى رأسها التظاهر للتعبير عن رفضهم عملية الاعتقال، وكشف عن نية أحزاب جوبا الاعتصام أمام سجن كوبر احتجاجاً على الاعتقال، فيما تظاهر عدد من أنصار الحزب والمعارضة ضد اعتقال الترابى فى الخرطوم أمس الأول.