تبدأ دور السينما الأسبانية اعتباراً من منتصف الشهر الجاري، عرض فيلم «أمريكا» للمخرجة ذات الأصل الفلسطيني «شيرين دعبس»، والذي يروي مأساة امرأة فلسطينية تضطر للهجرة مع ابنها والصعوبات التي يعاني منها العرب في الولاياتالمتحدة. وتدور أحداث الفيلم حول الفلسطينية «منى»، التي تنفصل عن زوجها بعد أن يهجرها ليرتبط بأخرى "أكثر شباباً ورشاقة"، على حد قول البطلة، وتعاني من صعوبات العيش في أراضي بلادها المحتلة، وما تتعرض له الأسر الفلسطينية من سوء معاملة عند نقاط التفتيش، فتقرر الهجرة مع ابنها المراهق إلى الولاياتالمتحدة بحثا عن حياة أفضل. وتفقد «منى»، التي تجسد دورها «نسرين فعور»، مدخراتها في المطار الأمريكي، وتسكن مع أختها التي تقيم في الولاياتالمتحدة، لتبدأ في رحلة البحث عن عمل في مصرف، وهو ما لا تنجح فيه رغم شهادتي الدكتوراة التي تحملهما. وتضطر بطلة الفيلم للعمل في مطعم للوجبات السريعة، إلا أن متاعبها لا تنتهي عن هذا الحد، فابنها «فادي» يقابل بالرفض من زملائه بالمدرسة لكونه عربي، حتى أن بعضهم يناديه بأسامة، في إشارة لزعيم تنظيم القاعدة «أسامة بن لادن». واعترفت «شيرين دعبس» في تصريحات أدلت بها بمناسبة تقديم باكورة أعمالها بأسبانيا، أن الفيلم يعد بشكل ما سيرة ذاتية لها، ذلك أن جزءاً منه يرتكز على ما مرت به أسرتها، التي تقيم بمدينة صغيرة بولاية أوهايو الأمريكية، خلال حرب الخليج، عندما فقد والدها الطبيب بعض مرضاه لكونه عربي. ويشار إلى أن «دعبس»، وهي ابنة لأب فلسطيني وأم أردنية، قد صورت مشاهد "أمريكا" بين كندا ورام الله، وكتبت السيناريو الخاص به عام 2003 ، عندما أعلنت الولاياتالمتحدة الحرب على العراق لإسقاط نظام «صدام حسين». جدير بالذكر أن «شيرين دعبس» ولدت في الولاياتالمتحدة، وحصلت على ليسانس في الدراسات السينمائية بجامعة كولومبيا الأمريكية، وقد تم عرض فيلمها الأول في كل من فلسطين، ولبنان، ودبي، ومصر، والولاياتالمتحدة، وفرنسا. وتعكف المخرجة الشابة الآن على الإعداد لجزء ثاني من الفيلم ولكن بشكل معاكس، حيث تسعى لتقديم الوجة الآخر ل"أمريكا"، عبر قصة امرأة فلسطينية أمريكية تسافر للأردن للتخطيط لحفل زفافها من رجل تبدي أسرتها تحفظات عليه.