روبرت فيسك: أعضاء «الإخوان» احتلوا «التحرير» بعد تأخرهم عن الثورة 17 شهرًا

قال الصحفي البريطاني روبرت فيسك، في مقاله بصحيفة «إندبندنت» البريطانية، السبت، إن الإخوان المسلمين الذين «يحتلون» ميدان التحرير، ذهبوا إليه بعد تأخرهم عن اللحاق بالثورة لمدة 17 شهرًا.
وأوضح فيسك وهو صحفي متخصص في شؤون الشرق الأوسط، غطى ميدانيًا الحرب الأهلية في لبنان بين عامي 1975 و1990، أن مؤيدي الإخوان، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف، توافدوا على ميدان التحرير بوسط القاهرة وملأوا جنباته، وتعالت صيحاتهم التي تطالب الجيش وقادته بالعودة إلى ثكناتهم وتسليم السلطة.
وأضاف فيسك أن هذه الخطوة تأخرت 17 شهرا، في إشارة إلى موعد بدء ثورة 25 يناير، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك من الحكم.
وقال الكاتب إنه «في الوقت الذي ضحى فيه شباب الثورة بأرواحهم، كان شيوخ الإخوان يجتمعون مع نائب الرئيس السابق عمر سليمان للتفاوض على الحصول على مناصب في الحكومة آنذاك»، وأضاف: «لكن الموقف تغير هذه المرة، ودفع الإخوان الغاضبون بأنصارهم إلى الشوارع، وويل للمرشح الرئاسي أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد مبارك، إذا أظهرت النتائج النهائية للانتخابات فوزه»، حسبما قال فيسك.
وأعرب الكاتب عن شعوره بالحزن لأن «أيام الثورة في ميدان التحرير ولت»، موضحا أنه بعد أن كنت «ترى الشباب الثائر رمزًا للميدان، لن تجد الآن سوى وجوه لرجال ملتحين باختلاف أعمارهم»، على حد قوله.
وتساءل الكاتب من قد يرغب في الذهاب إلى الميدان الآن؟، والإجابة أن وجود هؤلاء مسألة بديهية، فميدان التحرير يضم من ينتظر إعلان فوز مرشح الإخوان المسلمين رئيسًا لمصر.
ونقل فيسك عن أحد شباب ما يسمى بائتلاف الثورة تصادف وجوده في ميدان التحرير قوله: «نحن شعب تسيطر عليه العاطفة، ملتزم وعاشق لدينه، لكننا لا نقبل إرهاب الدين».