قالت مايسة جلال، مدير إدارة الموارد البشرية فى شركة «جنرال موتورز مصر»، إن الشركة تخضع فقط لإدارة الشركة الأمريكية لخبرتها فى مجال السيارات، لكنها شركة مساهمة مصرية تخضع للقوانين المصرية، ولا تتأثر بأى أزمات تواجهها الشركة الأم، مؤكدة أن التعليم المصرى لا يؤهل لدخول مجال تصنيع السيارات كاملاً، فضلاً عن عدم وجود مراكز أبحاث، إلى جانب نقص مخصصات البحث العلمى، لافتة إلى أنه لا يوجد لدينا «ميكانيكية» مهرة من الأساس. وأضافت جلال أن الشركة افتتحت أول مركز للتدريب الفنى يقوم بتدريب خريجى المدارس الصناعية الفنية لمدة 18 شهراً، وتقسم هذه الدراسة ما بين نظرى، وورشة، وتدريب عملى، ويتم التدريب فى ورش الصيانة التابعة لشركة منصور للسيارات، ونصحت الخريجين المقبلين على سوق العمل بإتقان اللغات، والكمبيوتر، إلى جانب المهارات الشخصية التى قالت إنها لغة العمل فى الوقت الحالى، وإلى نص الحوار: ■ فى البداية نريد أن نعرف من هى مايسة جلال؟ - لدى خبرة 20 سنة فى مجال الموارد البشرية وإدارة الأعمال، وحاصلة على عدة شهادات فى التدريب والاستشارات من جامعة كولومبيا، كما حصلت على درجة الماجستير فى إدارة الأعمال من جامعة ماسترخت، وشغلت عدة مناصب فى برامج المعونة الأمريكية، وعملت مديرة مركز تنمية الكفاءات بهيئة «اميدايست»، والمديرة الإقليمية لتنمية البرامج بمعهد التعليم الدولى لمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط. ■ تم افتتاح أول مركز تدريب فنى متطور فى صناعة السيارات باستثمارات 650 ألف دولار بالتعاون مع جامعة سنتينال الكندية، نريد أن نتعرف أكثر على هذا المركز؟ - بالفعل تم افتتاح مركز التدريب وفكرة هذا المركز هى أن نقوم بتدريب خريجى المدارس الصناعية الفنية لمدة 18 شهراً، وتقسم هذه الدراسة ما بين نظرى، وورشة، وتدريب عملى، ويتم التدريب فى ورش الصيانة، بينما تقدم الجامعة الكندية المادة العلمية، وأحب أن أوضح أننا فى مصر ينقصنا الميكانيكية المهرة الذين يستطيعون أن يقرأوا كتالوجا أو يستخدموا الكمبيوتر، أو يتمتعوا بمهارات اتصالية، فهذه الأكاديمية تعتبر ثروة قومية نوفر من خلالها فرصاً تعليمية وفنية جيدة، وكذلك نوفر فرص عمل لشركتين من كبريات شركات السيارات فى مصر. ■ كم عدد الدفعات التى تم تخريجها فى الأكاديمية حتى الآن، وما معايير اختيار الدارسين؟ - الدفعة الأولى من المقرر تخريجها الشهر المقبل وتقدر بحوالى 40 طالبا، والدفعة الثانية سيلتحق بها 80 طالبا بمواصفات محددة، هى أن يكون خريج معهد فنى صناعى بتقدير، ولديه معرفة باللغة الإنجليزية، ولديه رخصة قيادة، وأن يمر بمراحل اختبارات شخصية طريق وزارة الصناعة، ومن يجتاز هذه المراحل يتم إرساله لنا، لنجرى له الاختبار النهائى، ويتم الإعلان من خلال وزارة الصناعة التى نوهت عن بالبرنامج فى كل المعاهد الفنية الصناعية، وفى الصحف القومية. ■ وقعتم مؤخرا اتفاقية فى مجال البحوث مع جامعة النيل.. ما تفاصيل هذه الاتفاقية؟ - هذه الاتفاقية هى الأولى من نوعها إقليميا فى مجال البحوث، حيث تنص على التعاون فى مجال البحوث بين الطرفين لمدة عامين، على أن يبدأ المشروع ببحث عن موضوع تزويد مكونات السيارات بمجموعة الشبكات الذكية التى تستقبل وترسل المعلومات بكميات كبيرة وبسرعة عالية، ومن المقرر أن يتم خلال الاتفاق أيضا تبادل الزيارات العلمية بين الطرفين، وتقسيم المنافع فيما يتعلق بالنتائج التى سيتم التوصل إليها بشكل مشترك. ■ لماذا لا توجد فى مصر حتى الآن صناعة سيارات كاملة ونكتفى فقط بتجميعها؟ - نحن فى مصر لم نصل للنضج الكافى فى التعليم الذى يمكن أن يخرج لنا كوادر بشرية قادرة على تصنيع سيارة كاملة، فنحن نحتاج إلى تعليم ذى جودة عالية، كما نحتاج إلى مراكز بحوث، وميزانية للبحث العلمى للوصول للعالمية، لكننا أوجدنا مصانع مصرية تقوم بتصنيع أجزاء كثيرة فى السيارة من المرايا والإطارات والمقاعد، وبالتالى نوفر فرص عمالة من خلال هذه الصناعات الصغيرة. ■ ما أهم الإنجازات التى حققتها إدارتكم فى 2009؟ - كانت لنا مبادرتان، الأولى هى افتتاح نادى للمهارات فى أبريل 2009، وهو برنامج تدريبى متكامل يعنى بالمهارات العالية للعاملين بالشركة، ومدة هذا البرنامج عام واحد يتم فيه تقديم برامج فى القيادة والاتصال والموارد البشرية والتسويق والمالية، ويعد هذا النادى التجربة الأولى من نوعها فى الشرق الأوسط التى نعتبرها آلية للحفاظ على مواردنا البشرية، كما أن هناك برنامجاً آخر يسمى «Star» لدعم روح الفريق الواحد بين العاملين واحترام التنوع والثقافات المختلفة، وقد تم تخريج الدفعة الأولى وعددها 23 موظفا، ونحن الآن بصدد استقبال الدفعة الثانية، أما المبادرة الثانية فهى منتدى السيدات من أجل بث روح الإيجابية ودعم روح القيادة بين السيدات، ولزيادة نسبتهن بحوالى 25% فى الإدارة، فنسبة السيدات فى الشركة تصل حالياً إلى 31% من إجمالى 1200 موظف. ■ بم يقدر حجم العمالة فى الشركة؟ وهل من المتوقع زيادته خلال العام الجارى؟ - لدينا 1200 موظف وفنى ما بين عمالة مؤقتة ودائمة، وقد زاد حجم العمالة منذ يونيو الماضى بمقدار 100 موظف، ونحن دائما ننظر للسوق المصرية نظرة عالمية، ونرى أنها سوق نامية باستمرار، فمن المتوقع خلال العام الجارى أن تحدث زيادة فى الإنتاج والنمو، وبالتالى ستكون هناك زيادة فى حجم العمالة. ■ ما مدى تأثر العمالة فى الشركة بإعلان الشركة الأمريكية نيتها إلغاء 10 آلاف وظيفة من جميع فروعها فى أوروبا وتقليص عدد الوظائف من 54 ألف وظيفة إلى 44 ألفا؟ - أريد أن أؤكد معلومة فى غاية الأهمية هى أننا شركة مصرية مساهمة تقوم بإدارتها فقط الشركة الأمريكية لما لها من خبرة كبيرة فى مجال صناعة السيارات التى تملك 31% من أسهم الشركة المصرية، وبالتالى فإن أى أزمات تحدث ليس لها أى علاقة بالشركة المصرية، وقد ظهرت فى الفترة الأخيرة أزمة عيوب التصنيع التى طالت الكثير من ماركات السيارات العالمية، ولكن لم أسمع نهائيا عن سحب أى سيارات بها عيوب فى التصنيع. ■ كانت هناك زيارة منذ فترة قريبة لنائب رئيس مجلس إدارة الموارد البشرية فى الشركة العالمية لمصر، كيف كان انطباعها عن العمالة المصرية؟ - كان جيدا للغاية فقد بُهرت بكفاءة العمالة المصرية فنيا وإداريا، وأكدت أنهم يرتقون لمصاف الكوادر العالمية ولا ينقصهم فى ذلك شىء، وأعجبت بتجربة Next Club، كما أنها حريصة على نقل هذه التجربة إلى الشركة العالمية. ■ وماذا عن تدريبكم لخريجى وطلبة التعليم الفنى؟ - لدينا برنامج تعاون مع المدارس الفنية الصناعية مثل مدرسة «مبارك- كول» لتدريب 28 طالبا لمدة 3 سنوات بمصروف شهرى حيث يقضى الطالب يومين فى المدرسة و4 أيام فى مصانعنا وتكون معايير الاختيار مبنية على المجموع، واللغة الإنجليزية، وأخيرا المقابلة الشخصية. ■ وهل تدريب طلاب من الجامعات المصرية سنوياً يمثل جزءا من خطة عملكم بحيث يتم تأهيل من يصلح منهم للانضمام لفريق العمل بعد التخرج؟ - كل عام يكون لدينا برنامج تدريب للطلبة من الجامعات المصرية المختلفة من كليات التجارة قسمى إدارة أعمال ومشتريات، بالإضافة إلى الكليات الهندسية بمختلف أقسامها وكذلك فى أقسام الموارد البشرية وإن كنا ندرب أرقاما محدودة وليس بالآلاف، وبالطبع يمرون باختبارات للقبول، ومدة التدريب تكون ما بين شهر وشهرين، والجيد منهم تكون لديه فرصة للانضمام لفريق العمل بعد التخرج. ■ ما نصيحتك للخريجين الذين يقتربون من دخول سوق العمل؟ - الخريجون الجدد فى أى مجال لا بد أن يؤهلوا أنفسهم بمتطلبات سوق العمل من لغة إنجليزية وكمبيوتر الذى يعتبر لغة العصر الآن بالإضافة إلى المهارات الشخصية الجيدة التى أصبحت الآن لغة الأعمال فلابد أن يكون لدى كل طالب أنشطة تطوعية ومجتمعية تساعده على تنمية مهاراته الشخصية حتى يكون مواطنا إيجابيا، فالمهارات الفنية يمكن اكتسابها وتعلمها ولكن المهارات الشخصية يصعب اكتسابها فهى خبرة تراكمية، فالبنية الأساسية للإنسان تتكون فى فترة التعليم فى المدرسة والجامعة، ولذلك فإن الاستثمار فى التعليم أفضل من الاستثمار فى شقة.