المعارضة السودانية تجتمع للبحث عن أساليب مبتكرة لمواجهة البشير.. والمهدى: نجح بخطة أمريكية

فى الوقت الذى تجاهلت فيه الأمم المتحدة التعليق على إعادة انتخاب الرئيس السودانى عمر البشير لولاية جديدة بعد حصوله على 68% من أصوات الناخبين، تلجأ المعارضة السودانية إلى ابتكار أساليب جديدة للتعبير عن رفضها لتلك النتائج، تجنبا للدخول فى صدام مباشر مع النظام. والتجاهل الأممى وتحركات المعارضة تتوازى مع تأكيدات المراقبين بأن نتائج الانتخابات السودانية كرست الاتجاه لانفصال الجنوب السودانى.
وذكرت صحيفة الرأى العام السودانية، أمس، أن قوى تحالف أحزاب جوبا المعارضة، قررت ابتكار أساليب جديدة للتعبير عن رفضها نتائج الانتخابات الأخيرة. وأبلغ فاروق أبوعيسى، القيادى بتحالف أحزاب جوبا الصحيفة بأن «المعارضة لا تَرغب بالدخول فى صِدامٍ مع النظام خارج ميدان المعركة الانتخابية»،
وأضاف: «نُريد استخدام أساليب مبتكرة من خلال مشاركة قيادات وقواعد الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى والقطاعات كافة»، مشيرا إلى أن الأحزاب ستبدأ خلال ساعات اجتماعا مطولا للوصول إلى موقف موحد لكيفية التعبير عن رفض نتائج الانتخابات.
جاء ذلك فيما وصف الصادق المهدى، رئيس حزب الأمة القومى المعارض، فوز البشير بالرئاسة بأنه «خطة أمريكية وغربية لابتزاز السودان، لأن الغرب وأمريكا يعتبرون أن البشير فى هذه الحالة من الضعف يمكن ابتزازه ولذا فليستمر بضعفه لصالح تحقيق مصالحهم».
واعتبر المهدى فى تصريحات نقلتها صحيفة «الصحافة» السودانية أن البشير يواجه حصاراً من 5 جبهات، الأولى الانقسام بالجسم السياسى السودانى بين من يؤيدون النتائج وبين من يرفضونها، والثانية تقرير مصير الجنوب فى مناخ غير صحى يؤدى لانفصال عدائى، وأضاف «أما الجبهة الثالثة فهى دارفور، لأن كل قوى دارفور المسلحة سترفض الانتخابات ونتائجها،
فضلا عن الجبهة الرابعة والمتمثلة فيما سيبرزه الصراع بين المعارضة والسلطة من خلاف حول موضوع الحريات وضرورة توافرها، أما الجبهة الخامسة فهى المحكمة الجنائية الدولية، التى ستجعل الحكومة التى يقيمها المؤتمر الوطنى حكومة مشلولة دوليا لا تستطيع أن تتحرك، لأن هناك 111 دولة معترفة بالمحكمة ولا تسمح بتحديها».
وفيما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، بالناخبين السودانيين لإقبالهم على المشاركة فى الانتخابات الأخيرة فى بلادهم والتى لم يشوبها العنف، إلا أنه لم يشر مباشرة إلى إعادة انتخاب البشير لولاية رئاسية جديدة.
وقال مارتن نيسركى، المتحدث باسم بان كى مون «يشيد الأمين العام بشعب السودان لمشاركته فى عملية انتخابية سلمية، إلى حد كبير، رغم العديد من التحديات»، معتبرا «أن ذلك يمثل دليلا على التزامهم بتحقيق الديمقراطية». وأضاف «أخذ الأمين العام فى اعتباره التقرير الأولى لفريق المراقبين، الذى قدم تفاصيل بشأن أوجه النجاح والقصور فى الانتخابات،
فضلا عن عدد من الحوادث الأمنية». وأضاف نيسركى أن الأمين العام للمنظمة الدولية دعا إلى تسوية سلمية للمنازعات حول نتائج الانتخابات وغيرها من المخالفات. كما حث شمال وجنوب السودان على الاتفاق سريعا حول ترتيبات إجراء الاستفتاء الخاص بقضايا تقرير المصير بين الجانبين، والمقرر مطلع عام 2011 بموجب اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب، الذى وقع بين الجانبين عام 2005.
فى غضون ذلك، طالبت الحكومة السودانية، أمس، الخارجية الأمريكية ومكتب المبعوث الأمريكى للسودان أسكوت جرايشن، بتقديم إيضاحات حول ما نسب من تصريحات للأخير، شكك خلالها فى نزاهة الانتخابات التى جرت بالبلاد، ونعتها بالتزوير.
وقال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة عبدالمحمود عبدالحليم لصحيفة «الصحافة» السودانسية «إن التصريحات التى نسبت للمبعوث الأمريكى «إذا تأكدنا من صحتها، عندها لكل حادث حديث».
وكان جرايشن قال إن بلاده على علم بالتزوير والصعوبات التى واجهت العملية الانتخابية فى السودان. وأضاف فى لقاء بأبناء الجالية الجنوبية بواشنطن «كلنا يعلم أن الانتخابات مزورة وواجهت صعوبات عدة لكننا سوف نعترف بها من أجل الوصول لاستقلال جنوب السودان وتفادى العودة إلى الحرب».
ويتفق المراقبون والمحللون المعنيون بالشأن السودانى على أن نتائج الانتخابات السودانية الأخيرة تؤكد اتجاه الجنوبيين للتصويت لصالح الانفصال فى الاستفتاء المرتقب فى يناير المقبل وهو ما سيقسم البلد رسميا إلى شمال مسلم، وجنوب مسيحى. ويقول المراقبون إن البشير يتمتع بشعبية بين مسلمى الشمال، الذين استفادوا من النمو الاقتصادى الذى قاده منذ توليه السلطة عبر انقلاب أبيض فى عام 1989، فى حين أن الوضع عكس ذلك فى الجنوب، الذى يفتقر للتنمية.
فيديو مستقبل السودان بعد الانتخابات على الرابط التالى: