الاحتفال الحقيقى بسيناء هو تعميرها والاستفادة من ثرواتها الكامنة فيها، فهى كنز حقيقى لم يدرك أولو الأمر فى مصر قيمته بعد وكفاها أنها لاقت 28 عاماً إهمالاً بعد الاحتلال، فمشروع تنمية سيناء طرح منذ عام 1994 منذ عهد وزارة د.عاطف صدقى إلى وزارة د.أحمد نظيف الذكية ضاع العمر فى دراسات الجدوى ولا جدوى من الدراسات، فعندما كانت سيناء محتلة من قبل العدو الصهيونى تم زرع العديد من الأراضى الزراعية وحفر آبار البترول والاستفادة من الثروات الكامنة فى أرض سيناء، وأيضاً إقامة المشروعات السياحية كل هذا فى مدة ست سنوات فقط هى مدة الاحتلال الصهيونى لسيناء، ونحن الآن 28 عاماً فى التخطيط إياه بعيد التنفيذ أو كما يسمونه بعيد المدى فسيناء تعادل خمس مساحة مصر فإذا ارتقينا بها نكون بهذا ارتفعنا بجزء كبير من البلد، آه لو دفعنا عجلة تنمية سيناء بشباب مصر وهذا يحيلك إلى الشىء الثانى، وهو دخول سيناء بتصريح من أمن الدولة - عجيبة من عجائب المحروسة - فقبل حرب أكتوبر المجيدة كان فى استطاعة أى مصرى دخولها بالرغم من كونها تحت الاحتلال وإن كانت هناك صعوبة أما بعد تحريرها فمنع منها المصريون فبالرغم من كونك مصرياً وسيناء جزء من مصر فأنت تحتاج تصريحاً من أمن الدولة لكى تدخلها، وأحياناً كثيرة لا يعترف به فمن الممكن أن تدخل سيناء بجواز سفر إسرائيلى ولا تدخلها ببطاقة رقم قومى!! لماذا؟ الله أعلم وبعد تفجيرات دهب الأخيرة زاد الطين بلة من حيث الدواعى الأمنية.. هل يخافون على سيناء مننا؟ أم حرروها منا؟!! فسيناء فى قلب كل مصرى كيف يؤذيها إذن؟! يبقى أيضاً شىء أخير هو أن سيناء حظها قليل فى المناهج التعليمية، فمنذ دخولك الإبتدائية وحتى تخرجك فى الجامعة لا تجد فى كتب التاريخ والجغرافيا ما تستحقه سيناء، دخلنا وخرجنا ونحن نعتقد أنها مجرد صحراء جرداء بها بعض البدو! فيجب أن نربط أبناءنا ببلدهم وهذا لا يمكن إذا لم يعرفوها، فكيف لنا أن نحب شيئاً؟ لم نعرفه.. أرجو ألا أكون قد أفسدت عليكم فرحة عيد تحرير سيناء الحبيبة، وفى انتظار الاحتفال الحقيقى بسيناء، عندما نراها جنة خضراء عامرة بفعل شباب مصر.. وعسى أن يكون قريباً. محمد أحمد صديق على الأقصر - نجع أحمد سليم