(راحت السكرة وجاءت الفكرة. البرادعى تبين له بعد معرفة الحقائق أن الخرق أكبر من الرتق وحل مشاكل مصر فوق طاقته شخصيا، بل فوق قدرة الجميع). - (البرادعى بعد فترة تأمل): الإنسان الأمين لازم يكون صادق مع نفسه. الحقيقة أنى لما وافقت أنى أقود التغيير مكنتش متصور أن حالنا بهذا السوء، وبأمانة أنا مش شايف أمامنا غير حل واحد. - (الجميع فى صوت واحد) إيه؟. - (منكسرا) إننا نروح بربطة المعلم نستسمح الرئيس مبارك ونبوس راسه ونطلب منه يرجع يحكمنا تانى. - (استنكار رهيب) معقولة! الكلام ده يطلع منك انت (وعبارات من هذا القبيل). - ( محدثا نفسه) بس لو أعرف كانوا بيدفعوا المرتبات منين؟ - (الخبير الاقتصادى) المسألة سهلة خالص. من بيع أصول البلد وأموال المعاشات. من رأس المال نفسه. زى بقال اشترى قرص جبن رومى وبدل ما يبيعه ويشترى تانى ويصرف من فائض الربح، كل يوم يروح بيته واخد معاه ربع كيلو. يوم بعد يوم القرص خلص ومعدش باقى ولا حتة. - ( البرادعى مبتسما) يعنى احنا قرص جبن رومى؟ - (الخبير الاقتصادى فى جدية دون أن يفطن إلى النكتة) آه. - (وابتسامته تتسع) وما سابوش ولا حتة؟ - ( يهز رأسه فى أسف) ولا (فرفوتة) واحدة. كلوها كلها. - ( يهرش رأسه) ما دام المسألة كده يبقى نعرض المشكلة على الشعب ونفكر كلنا. تتناقل وكالات الأخبار المأزق الذى وقعت فيه مصر وطرح الحقائق أمام الشعب للبحث عن مخرج للأزمة، وتتوالى الاقتراحات: (يتقدم يوسف بطرس غالى مبتسما فى خبث): المسألة سهلة خالص، سيبهم لى وأنا أعصرهم لك زى اللمونة- ( ويقول محمد إبراهيم سليمان): خلينا زى أيام زمان الحلوة. نخصص أراضى ونبيعها لنفسنا- ( ويقول عز حالما) مالهاش غير حل واحد، نرفع سعر الحديد-(ويكتب القط): أحسن حاجة نصدر طشة الملوخية- (ويطالب نواب مجلس الشعب): نرجع العلاج على نفقة الدولة- (ويفتكس القمنى): نبنى كعبة فى سيناء ونخطف الحجاج من السعودية. (ويقول واحد ناصح) طب إيه رأيكم نرمى جتتنا على السعودية ولا ليبيا، ونعمل معاهم وحدة عشان يصرفوا علينا!- (فيرد واحد أنصح) السعودية عمرها ماحترضى، دى لو طالت تحط البحر المتوسط مكان البحر الأحمر كانت عملت. أما ليبيا حتوافق على طول بس حنصحى الصبح نلاقى النيل فى طرابلس. وهنا تخطر على بالى فكرة جهنمية لحل مشاكل مصر. (غدا المفاجأة الرهيبة).