أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أن مصر تعلم إلى أين تمضى فيما يتعلق برؤيتها للوضع النووى فى الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم، مشددا على أن القاهرة لا تخضع فى هذا الأمر لإحراج أو ابتزاز، وأنها ستستمر فى طرح مواقفها بقوة إلى أن يتحقق لها ما تريده من أجل المنطقة كلها، فيما دعا الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، أمس، إلى تعليق عضوية الدول التى تمتلك أسلحة نووية فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال أبوالغيط فى تصريحات للمحررين الدبلوماسيين، أمس، إن مصر تعتزم تقديم رؤيتها هذه بشكل متكامل أمام مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووى المقرر عقده فى نيويورك من 3 إلى 28 مايو المقبل. وأضاف أن مؤتمر المراجعة هو المحفل الذى يتم من خلاله طرح الرؤى والنقاش والتوصل إلى قرارات بشأن الوضع النووى فى الشرق الأوسط، و«هذا ما تنوى مصر عمله». وأوضح أبوالغيط فى رده على سؤال حول علاقة مؤتمر المراجعة بقمة الأمان النووى التى استضافتها واشنطن يوم 13 أبريل «أن الحدثين مختلفان تماماً»، مشيرا إلى أن قمة الأمان النووى هى تجمع طوعى حصل بناء على دعوة أمريكية للبحث فى سبل تأمين المواد النووية فى العالم، أما مؤتمر المراجعة فهو مؤتمر يعقد كل خمس سنوات للنظر فى التطورات النووية فى العالم وهو جزء من آليات معاهدة منع الانتشار النووى التى تم تمديدها بشكل لا نهائى عام 95. إلى ذلك دعا الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، أمس، إلى تعليق عضوية الدول التى تمتلك أسلحة نووية والدول التى تهدد باستخدامها، خاصة الولاياتالمتحدة، فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واقترح نجاد فى كلمة ألقاها خلال افتتاح مؤتمر حول نزع الأسلحة النووية فى طهران إنشاء هيئة دولية مستقلة تتمتع بجميع الصلاحيات للتخطيط والإشراف على نزع الأسلحة النووية، ومراجعة معاهدة حظر الانتشار النووية تحت إشراف الأممالمتحدة. وقال نجاد إن «السلام والأمن هما مطلبان أساسيان لجميع الشعوب والدول المستقلة، لكن عالم اليوم ينطوى على تهديد مستمر، وجهود نزع السلاح النووى أخفقت حتى الآن». وأضاف أن «أول الأسلحة النووية أنتجتها أمريكا وبعد استخدامها، جعلت من نفسها دولة عظمى»، معتبرا «أن استخدام أمريكا للأسلحة النووية كان سببا لتطوير الآخرين إنتاج هذه الأسلحة». وتساءل الرئيس الإيرانى: «ألا يعتبر التهديد النووى ضد الدول التى لا تمتلك هذا السلاح دافعا نحو حيازته؟!». وانتقد نجاد فى المؤتمر الذى أقيم تحت عنوان «الطاقة النووية للجميع.. السلاح النووى ليس لأحد» بمشاركة 10 وزراء أجانب بالإضافة إلى خبراء نوويين من 60 دولة، الوكالة الدولية للطاقة الذرية التى «قامت بنشر عشرات التقارير ضد الدول التى لا تمتلك أسلحة نووية، فى حين أنها لم تنشر حتى الآن أى تقرير حول الترسانات النووية الأمريكية». يذكر أن خبيرا فى الموضوعات النووية من وزارة الخارجية، يمثل مصر فى المؤتمر. وقال نجاد إن «الدول التى تمتلك السلاح النووى اليوم هى التى تمارس الضغوط على الوكالة الدولية ضد الدول التى لا تمتلكه»، معتبرا أن الوكالة الدولية اليوم باتت «أداة ضغط بيد الدول التى تمتلك السلاح النووى». وأضاف أن «أكبر خيانة ترتكب اليوم هى عندما يتم وضع الطاقة النووية فى خانة التسلح النووى». من جانبه، أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران آية الله على خامنئى «حرمة تصنيع الأسلحة النووية وحرمة استخدامها». وقال آية الله خامنئى فى كلمته أمام المؤتمر والتى ألقاها نيابة عنه مستشاره للشؤون الدولية على أكبر ولايتى إن «أى استخدام للسلاح النووى يعد انتهاكا لحقوق الإنسان ويمثل جريمة ضد الإنسانية»، مشيرا إلى أن «أول مجرم استخدم العلم النووى ضد العالم يمنع الآخرين اليوم من التوصل إليه». وفى الوقت الذى أكد فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أن موقف بلاده من مسألة تبادل الوقود النووى اللازم لمفاعل الأبحاث فى طهران «لم يتغير»، اعتبرت الخارجية الفرنسية أن مختلف تصريحات السلطات الإيرانية «مناجاة للنفس». وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية إن «الأمر مثير للدوار، هناك تقريبا تصريح كل يوم. هذا موضوع يتطلب معالجة جدية ولقد قدمت مجموعة الدول الست مقترحا جديا»، حول تخصيب اليورانيوم خارج إيران. وأضاف: «منذ شهر نوفمبر ونحن ننتظر ردا جديا ولم نحصل عليه حتى الآن. ما من مجيب من جانب إيران، الأمر الذى أقنعنا الواحد بعد الآخر بضرورة سلوك الدرب الآخر»، فى إشارة إلى العقوبات.