ازدحمت سماوات العريش وطرقات المدن والقرى السيناوية بعشرات الشعارات الانتخابية السرابية التى لا يكاد يؤمن بها حتى أولئك الذين رفعوها من المهرولين إلى مقعد الشورى فى شمال سيناء، بعدما انقسموا إلى فريقين، أحدهما يراهن على المال، والآخر يراهن على (البركة) و(التربيطات) للفوز بالمقعد!! وضاعت بين نفحات البركة وغواية المال الرؤية الاستراتيجية لمستقبل سيناء التى تحتفل بعيدها القومى الثامن والعشرين، فى وقت أحوج ما تكون فيه إلى أياد صادقة شريفة تنتشلها من الهاوية، التى وصلت إليها فى مناحى الحياة المختلفة، خاصة السلام الاجتماعى!! أما لماذا يرشح الإنسان نفسه للفوز بمقعد البرلمان؟ فهو سؤال تكمن إجابته العصبية على أى مرشح، فى تحقيق مصلحة ذاتية وبعض الخدمات الصغيرة لذوى القربى والمناصرين..!! من اللائق والمنطقى أن المرشح لعضوية البرلمان له تاريخ من الإنجازات - ولو كانت صغيرة - من خلال العمل الاجتماعى أو السياسى أو الفكرى.. وليس من المعقول أن يأتى نفر بين ليلة وضحاها، وفى غفلة من الزمن، كى يرفع شعارات فضفاضة تشبه قول الحق الذى يراد به باطل، لتصنع له ماضياً مزيفاً وتاريخاً كاذباً يوحى للمجتمع بأن صاحبها من أولئك الذين أفنوا أعمارهم فى خدمة أبناء بلدهم زوراً وبهتاناً، خصوصاً أن المجتمع السيناوى يعرف بعضه البعض تماماً! أهالى شمال سيناء أذكياء، لن يحاسبوا أحداً على شعارات فى رحم الغيب، ولكنهم يستطيعون بفراستهم ورجولتهم أن يحاسبوا على شعارات لم تتحقق ووعود لم تنجز فى معارك انتخابية سابقة.. ويستطيعون أن يرصدوا أصحاب الهمم العالية، كما أن الناخبين السيناويين شرفاء لأنهم من سلالة رجال ما خانوا يوماً أو انزلقوا فى مستنقعات الرذيلة.. شرفاء لأنهم يقدرون مسؤولية الأمانة، لا يباعون ولا يشترون ولا يقبلون أن يطعموا أولادهم من أموال الرشاوى.. النبيل الذى يسعى لخدمة أبناء بلده لا ينتظر منصباً أو كرسياً أو لقباً أو منصة كى ينطلق منها.. والشعار الوحيد الذى ننحنى له هو (المصداقية)، وهو شعار لم يأت من فراغ وإنما كانت له مقدمات شهد عليها الواقع والناس الطيبون.. أما سعادة النائب فلسنا بحاجة لخدماته الدائرية المحلية الضيقة فقط.. وإنما نريد منه خدمات لشمال سيناء قاطبة، تصنع هناك تحت القبة وليس على عتبات البيوت، دون أن ينسى لحظة واحدة أنه يمثل مصر كلها!! زين العابدين الشريف - العريش [email protected]