فى خطوة استباقية لطرح العطاء الدولى، تلقت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء عروض تمويل وملفات بالخبرات السابقة من عدة دول غربية وآسيوية لإنشاء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء فى مصر. وأوضحت مصادر مسؤولة بالهيئة ل«المصرى اليوم» أن العروض تحمل منافسة بين شركات غربية وأمريكية، كان لها دور فى التنافس على المناقصة الأولى التى طرحتها مصر فى بداية الثمانينيات، وبين شركات آسيوية ذاع صيتها مؤخراً. وأضافت: تلقينا ملفات سابقة الخبرة مع عروض تمويلية للمشروع حملها ممثلو الحكومات برفقة شركاتهم الوطنية، وهذا يعكس الثقة فى المشروع المصرى، وأشارت إلى أن اللقاءات تمت مع «سيمنس» الألمانية، بالإضافة إلى شركات أمريكية بارزة منها شركة «وستنجهاوس» التى قدمت عرضاً لمشروع مفاعل 600 ميجاوات فى السبعينيات فى عهد الرئيس الأمريكى نيكسون، و«جنرال إليكتريك» و«كومباشن انجنيرنج». ولفتت المصادر إلى أن الرئيس التنفيذى للهيئة التقى مسؤولين من شركة «اريفا» الفرنسية، أمس الأول، فى إطار علاقات التعاون التى بدأت منذ فترة بين الشركة لتدريب الكوادر والتعاون النووى التقنى مع مصر، وقالت إن الشركات الآسيوية كان لها نصيب فى تقديم ملفاتها إلى الهيئة، حيث تلقت الهيئة عروضاً بالخبرات السابقة من «ميتسوبيشى» و«هيتاشى» اليابانيتين، بالإضافة إلى شركات كورية جنوبية وصينية وروسية. وتابعت: جميع هذه العروض تسعى للفوز بالمشروع النووى المصرى فى المناقصة التى تخطط مصر لطرحها نهاية هذا العام فى عطاء دولى مفتوح يضمن الشفافية الكاملة، وحجم ما تلقيناه من عروض وما عقدناه من لقاءات يفوق ما كنا نتوقعه. ولفتت إلى أن التوجه العالمى نحو مصر يعكس الثقة فى مصداقية الطموحات المصرية النووية التى تم حصرها فى الأنشطة السلمية ومن خلال تصديق مصر على كل المعاهدات الدولية المدعمة لهذا الشأن. فى سياق متصل، أشاد العالم المصرى الدكتور هشام فؤاد، رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق، بدور «المصرى اليوم» فى دعم البرنامج النووى الوطنى، قائلاً: «إن الجريدة لها مواقف عديدة داعمة للمشروع وللمصلحة القومية، ولم يكن لها توجه مضاد للمشروع فى أى وقت من الأوقات». وأوضح أن مقال «مجدى الجلاد» عن موقع الضبعة هو «مقال كاشف ومحايد وفتح نقاطاً للحوار لتدعيم الضبعة»، واستطرد: «ولكنى أختلف مع من قال إن منطقة الضبعة رافضة»، وتساءل: «هل نحن نبنى دويقة جديدة؟»، وتابع: «أطلب من هؤلاء أن يذهبوا إلى باريس وإسبانيا وأمريكا ليشاهدوا المفاعلات النووية وهى موجودة وسط المساكن وتستغل كأحد عناصر الجذب السياحى للزوار الوافدين، ولا يتعارض وجودها مع الأنشطة السياحية». وأضاف: «نعم، المشروع يمكن أن يقام فى مواقع أخرى، ولكن بعد كم من الوقت ليس أقل من خمس سنوات، أما الضبعة فهى جاهزة من الآن لاستقبال المشروع وما ستقيمه الآن بمليار دولار يمكن أن تقيمه بعشرات المليارات بعد خمس سنوات ساعتها لن تكون للمليارات التى سنحصل عليها من بيع الضبعة أى قيمة». وتابع «فؤاد»: هذا اختلافى الوحيد مع الأستاذ الجلاد، ويتمثل فى عنصر الوقت الذى لا يجب أن نضيعه بسبب المجاعة القادمة فى الطاقة.