بدأت أعمال العنف فى اختراق عملية الاقتراع فى الانتخابات السودانية الرئاسية والمحلية والتشريعية والتى تنتهى اليوم الخميس بعد تمديد التصويت ليومين بسبب مشاكل لوجستية، عانت منها العديد من مراكز الاقتراع. وأكدت المفوضية القومية للانتخابات، بحسب صحيفة الرأى العام السودانية، أنه سيتم إعلان النتائج النهائية الثلاثاء المقبل فيما تيدأ عمليات فرز الأصوات غدا الجمعة، مشيرة إلى أن نسب المشاركة فى الانتخابات التى بدأت 11 أبريل الجارى تتراوح بين 60 و67% حتى نهاية اليوم الرابع أمس. وذكرت صحيفة التيار السودانية أن النساء كن الأكثر إقبالا على الاقتراع، ونقلت عن شاب وجد نفسه وحيداً ضمن عشرات النساء اللاتى وقفن للادلاء بأصواتهن فى الخرطوم «يبدو أن المرأة وحدها هى التى سترسلنا إلى الجحيم أو النعيم». وأشارت التيار إلى أنها أجرت حصرا لمراكز الاقتراع، مشيرة إلى أن العديد منها كانت تعج بالنساء فيما خلت لساعات طويلة من الرجال، وتابعت: رغم أن عدد النساء يقل عن الذكور فى التعداد السكانى الأخير، إلا أن مراقبين فى الانتخابات قدروا نسبة اقتراع المرأة بين ال 75% و80% فى الكثير من مراكز الاقتراع. ومع سقوط قتيلين وإصابة مرشح آخر فى بعض الدوائر، بدأ العنف فى غزو الانتخابات السودانية، ويتوقع أن تزداد وتيرة العنف مع تهديد جبهة جيش تحرير السودان باستهداف مراكز الاقتراع. ففى بيان وصلت «المصرى اليوم» نسخة منه، اعتبرت الجبهة، الانتخابات العامة «حيلة يائسة يتدثر بها المؤتمر الوطنى وقادته الملاحقين دولياً لكسب الشرعية المفقودة منذ الانقلاب على السلطة عام 1989». كما اعتبرت الجبهة فى بيانها أن مراكز الانتخابات والعاملين بها أهدافا عسكرية وكل من تقبض عليه قواتها «سوف تتم محاكمته تحت مواد الخيانة العظمى وفقا لنظم وقوانين وأحكام الجبهة». وشن لام أكول، رئيس الحركة الشعبية – التغيير الديمقراطى، المنشقة عن الحركة الشعبية المتمردة السابقة فى الجنوب، هجوما عنيفا على الحركة الشعبية بقيادة سيلفا كير وعلى المفوضية القومية للانتخابات. وعدد أكول ما سماه مظاهر التزوير فى جنوب السودان، حيث قال إن الوزراء والمحافظين التابعين للحركة الشعبية لتحرير السودان يتدخلون فى عمليات التصويت ويهددون المواطنين. وأضاف أن محافظى ولايتى بحر الغزال الغربية والشرقية أخذوا صناديق الاقتراع من أحد المراكز «وذهبوا بها إلى منازلهم». واعترفت المفوضية الانتخابية بوقوع أخطاء تؤثر على عملية الاقتراع فى الجنوب، فيما أكد ساسة سودانيون أن العراقيل المتعلقة بالنقل والإمداد تمنع مئات الألوف من الجنوبيين من التصويت. من جهتها، اتهمت صحيفة «الانتباهة»، التى يملكها عم الرئيس السودانى، الجيش الشعبى ب«إفساد الانتخابات فى الجنوب»، من خلال نشر أجواء التوتر والتهديد.