أكد الرئيس السودانى عمر البشير ثقته فى فوز حزبه المؤتمر الوطنى الحاكم فى الانتخابات الرئاسية والعامة التى ستجرى فى 11 أبريل الجارى، مؤكدا أنه يسعى للحكم من أجل تطبيق الشريعة. وفى الوقت الذى اعترف فيه تحالف المعارضة السودانية بوقوع أخطاء ملمحا إلى احتمال خسارته الانتخابات، أكد حزب الأمة خوضه الانتخابات على جميع المستويات، فيما طرأ تغير على الموقف الأمريكى بمطالبته الحكومة السودانية بتأخير الانتخابات لفترة قليلة. وقال البشير، مرشح المؤتمر الوطنى لرئاسة السودان، فى تصريحات نقلتها صحيفة «الرأى العام» السودانية: «اخترنا الانتخابات احتراماً للمواطن، ولكن القوى السياسية عندما تحسست وزنها وتأكد لها استحالة الفوز دعت للتأجيل». وتابع الرئيس السودانى: «تأجيل مافى»، وأضاف: «بعد أن تأكد لهم السقوط وأن الوطنى فائز فائز قالوا إن الانتخابات مزورة رغم أنها لم تجر بعد، وأوضحوا أن المؤتمر الوطنى يعمل على تزويرها»، وأكد البشير أن حزبه لن يحتاج للتزوير، داعيا القوى السياسية للوصول إلى الجماهير لتعرف وزنها الحقيقى. واعتبر البشير أن كرسى الحكم «ابتلاء وأمانة»، وأنه يسعى إليه من أجل تحكيم الشريعة والدين، واستطرد مشددا: «السودان بُنى بدماء الشهداء، ولن نبيعه بالدولار». وفيما يتعلق باجتماعات المبعوث الأمريكى للسودان سكوت جرايشن مع قيادات الأحزاب السودانية قال إنها لا طائل منها بعد أن عرفت المعارضة حجمها أمام الشعب. وأقسم الرئيس السودانى بطرد أعضاء مركز «كارتر» الحقوقى الأمريكى وأى هيئة أخرى تطالب بتأجيل الانتخابات السودانية، مؤكدا أن بلاده طردت العديد من الذين حاولوا الإساءة للسودان، وأنه «لن يسمح لأحد باستعمار بلاده من جديد». ولطالما أكدت واشنطن أنها تفضل إجراء الانتخابات فى موعدها رغم مطالبة أحزاب من المعارضة السودانية بتأجيلها، ولكن تغيراً طرأ على الموقف الأمريكى عبر عنه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى بقوله: «نقرّ بأنه ربما ينبغى تأخيرها بعض الشىء لكى تقدم الحكومة ردودا على المخاوف المشروعة للأحزاب»، متحدثا عن «قيود جدية على الحريات السياسية». وبدورها، أكدت المفوضية القومية للانتخابات بعد الاجتماع بالمبعوث الأمريكى، أن الانتخابات الرئاسية والنيابية والمحلية السودانية ستجرى فى مواعيدها فى 11 و12 و13 أبريل الجارى. وقال الهادى محمد أحمد، رئيس اللجنة الفنية للمفوضية القومية للانتخابات بعد الاجتماع مع جرايشن: «لا تأجيل للانتخابات، لا تأخير للانتخابات، تحضيراتنا اكتملت بشكل أساسى». وأضاف: «طلب المبعوث الأمريكى الاجتماع معنا ولم يقدم أى مقترحات بالنسبة للانتخابات، وإنما سأل بعض الأسئلة حول التحضيرات». فى السياق ذاته، اعترف تحالف المعارضة السودانية باحتمال خسارته الانتخابات نتيجة أخطاء وقع فيها التحالف، ولكنه اعتبر أن الانتخابات محطة من محطات النضال وليست نهاية الطريق. وأكد رئيس هيئة تحالف المعارضة فاروق أبوعيسى لصحيفة «الصحافة» السودانية، حدوث ارتباك وإخفاقات وسط القوى الوطنية تجاه اتخاذ موقف موحد فى الانتخابات، ووصف ذلك بأنه كان محبطا، لكنه اعتبر ذلك «مجرد محطة من محطات النضال إذا فقدناها فلن يكون نهاية المطاف». وأهاب أبوعيسى بالقوى السياسية والمواطنين بعدم الركون لليأس، وقال هذه مجرد معركة حتى وإن خسرناها فيجب إعادة الصفوف والاستفادة من التجارب والاستعداد لإنقاذ البلاد والعبور بها لبر الأمان، وأشار إلى أن أمام التحالف أجندة وقضايا كبرى سيواصل النضال حولها، على رأسها تحقيق الوحدة الطوعية عبر برامج عمل متكاملة لجعلها جاذبة، إلى جانب الحل الشامل لقضية دارفور، وشدد على عدم التراجع عن التحالف نهائيا. فى غضون ذلك، أعلن حزب الأمة القومى خوض الانتخابات بجميع مستوياتها واستمرار حملته الانتخابية، وأهاب الحزب فى بيان حصل عليه المركز السودانى للخدمات الصحفية بأعضائه العمل فى إطار المرحلة الانتخابية بعزيمة حتى بلوغ النصر، حسب تعبير البيان.