فى عام واحد ولد الاثنان: جمال مبارك وعبدالقوى حسين، الأول صعد سلماً سياسياً، والثانى لم يبتعد عن السياسة رغم عمله فى التجارة، إلى أن التقى الاثنان، ليس وجهاً لوجه، بل من خلال مدرسة أقامها الثانى وإن سماها باسم الأول. لم يحركه فى تسمية مدرسته باسم «جمال مبارك» تلك العضوية القديمة فى الحزب الوطنى، بقدر ما حركته حسب تعبيره مشاعر حب صادقة للرئيس مبارك ونجله جمال، دافع آخر لخصه قائلاً: «برضه اسم جمال على المدرسة ملفت وممكن يخلى الناس تساعدنى وتقبل عليها». هكذا تصور فى البداية، فبدأ من خلال جمعيته الأهلية «الرضا الخيرية» تأسيس المدرسة التى وصفها بأنها حكومية، باعتبارها حاصلة على كل الموافقات والتراخيص، ومجانية باعتبارها تجمع المتسربين من التعليم لتعليمهم، ورغم اللافتات التى وضعها فى كل مكان للإعلان عن مدرسته، فإن أحداً لم يتقدم لها، ورغم المميزات التى تقدمها لم يزد عدد الطلبة على بضع عشرات ليخيب أمل عبدالقوى ويتهاوى حلمه. عبدالقوى يبرر رد الفعل العكسى على اسم المدرسة: «الكل ساب المضمون ومسك فى الاسم واعتبرونى بنافق جمال مبارك والصحافة مارحمتنيش واتهمونى بإنى غيرت اسم المدرسة لأكسب مصالح من وراء اسم جمال مبارك، رغم إنهم ماشافوش المدرسة ولا أنا عمرى شفت جمال غير فى التليفزيون.. نفسى يركنوا اسم جمال مبارك على جنب ويبصوا على المدرسة وفكرتها، لأنها بتلم الأطفال اللى مش لاقيين يصرفوا على تعليمهم ونعلمهم بالمجان وكمان بنشتغل فى الأجازة». أغرب ما واجه عبدالقوى فى رحلة تأسيس المدرسة هو تلك الحرب التى شنها ضده نواب الحزب الوطنى فى البساتين، لدرجة أنه لجأ لنواب الإخوان لمساعدته فى خروج مشروعه إلى النور، ويروى عبدالقوى: «زمان كانت بتجيلى دعوات لمؤتمرات، ومن ساعة ما حطيت اسم جمال مبارك على المدرسة محدش بيعبرنى، لدرجة إن فيه واحد سألنى: إنت ليه ماتسميهاش مدرسة البرادعى؟ فرديت عليه: هو أنا ولا الغلابة نعرف البرادعى منين عشان أحط اسمه على المدرسة».. عبدالقوى فخور رغم كل هذا بإنجازه، ويلخصه: «كفاية إنى فكرت بشكل إيجابى فى حل أزمة المتسربين من التعليم، ورغم كل شىء هافضل أحب الرئيس مبارك وابنه وهافضل محتفظ بصورة الرئيس مع أسرته فى مكتبى».